البخيت هاجم الاخوان وحذر من داعش.. ومصر نجحت في غزة"فيديو وصور"
أحمد الحراسيس - أقامت جمعية الشؤون الدولية مساء الثلاثاء ندوة حوارية استضافت فيها رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت، للحديث حول الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية وتداعياتها على المنطقة والأردن.
وتطرّق البخيت خلال الندوة في الجمعية التي يرأسها د. عبدالسلام المجالي إلى عدة ملفات كان أبرزها الأوضاع التي تعيشها سوريا والعراق والعدوان على غزة اضافة إلى التحالفات الدولية الجديدة، وجماعة الاخوان المسلمين في الأردن.
العراق والسيناريو الأسوء..
اعتبر رئيس الوزراء الأسبق ان السيناريو الأسوء للأمن القومي الأردني والعربي ان يتم تقسيم العراق، مؤكدا على ان ذلك الأمر سيجرّ خلفه تقسيم سوريا ومن بعدها دولا عربية أخرى.
وربط البخيت خلال حديثه أكثر من مرة بين مصير العراق ومصير سوريا، مشيرا إلى ان حلّ أيّ من الأزمتين سيكون مفتاحا لحلّ الأخرى.
وفي السيّاق، قال البخيت ان مؤشرات عديدة على اقتراب حل الأزمة السورية، حيث ان الولايات المتحدة الأمريكية وايران قد اقتربتا من الوصول إلى تفاهمات بشأن تسوية كل من الأزمتين السورية والعراقية.
وحول السياسة الأردنية تجاه الأزمة العراقية، قال البخيت: "على المستوى الأمني والعسكري الأردن مطالب بالتعامل مع ما يجري في العراق كما تعامل مع الأزمة السورية، وان يكون النأي بالنفس عسكريا هو الخيار".
وأما على المستوى السياسي، قال البخيت ان على الأردن "الاشتباك السياسي الايجابي" مع كافة الأطراف العراقية المتداخلة "سنة وشيعة وأكراد".
داعش.. التهديد اجتماعي
رغم تأكيداته المتكررة خلال المحاضرة على ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام أخذ أكبر من حجمه، ويصوّر بأكثر مما هو عليه من قوة وقدرة على الأرض، إلا ان البخيت لم يتجاهل وجود تهديدات يمثلها التنظيم على الأردن والمنطقة.
وحول التهديدات التي يشكلها التنظيم على الأردن، أكد البخيت على ان داعش لا يمكنها تهديد أمن الأردن باختراق الحدود، محذرا في ذات السياق من تسلل عناصر تتبع للتنظيم بهدف تنفيذ عمليات ارهابية على غرار تلك التي شهدتها المملكة عام 2005.
وأما بالنظر إلى التهديد الاقتصادي، قال البخيت ان اقامة داعش في المناطق الشمالية والشرقية سيكون من شأنه وقف الصادرات الأردنية إلى العراق والواردات العراقية إلى الأردن، فيما يتمثل الخطر الأكبر بتجميد أو الغاء الاتفاقيات الاستراتيجية الاقتصادية الكبرى وعلى رأسها أنبوب النفط العراقي الأردني.
وقلل البخيت من خطر الهجرات السكانية من العراق إلى الأردن، مشيرا إلى ان التواجد الكمّي العربي السني يتركز في المناطق الشمالية والوسط "ما يعني ان اشتداد القتال في تلك المناطق سيدفع بالسكان للهجرة إلى المناطق الكردية الأقرب لهم"، وأضاف "ان حملة المالكي بدأت على الأنبار وهي الأقرب للأردن ومع ذلك لم نشهد حدوث عمليات نزوح أو لجوء نحو الأردن".
واعتبر البخيت ان أكبر تهديد يمثله تنظيم داعش على الأردن هو اجتماعي، مشيرا إلى ان السلفية الجهادية بشكل عام تمكنت من تحقيق حضور سياسي وفكري ملحوظ في المحافظات ولدى بعض التجمعات العشائرية، حيث تشير التقديرات إلى وجود 2-4 آلاف أردني ينتسبون إلى داعش، نصفهم يقاتلون في سوريا أو العراق.
وأرجع البخيت ذلك النجاح للسلفية الجهادية إلى فشل الدولة في تنمية المحافظات وشعور أبنائها بالتهميش المستمر.
تحصين العشائر لمواجهة اسرائيل
خلال حديثه عن الخطر الاسرائيلي على الأردن، شدد البخيت على ضرورة تحصين الدولة الأردنية للعشائر الطرفية الحدودية مع الكيان، ابتداء من عشائر معان والحويطات والأجزاء الشرقية من عشائر بني صخر وصولا إلى منطقة رويشد، وهي المناطق الأشد فقرا.
وأضاف البخيت "ان الولايات المتحدة الأمريكية لا تعتبر الأردن بعيدا عن مخططها الرامي لاعادة تأهيل أطراف تسوية القضية الفلسطينية، مع اختلاف أسلوب الضغط على الأردن وتحوله من سياسي إلى اقتصادي".
غزة.. صراع بحثت عنه كل الأطراف
اعتبر رئيس الوزراء الأسبق ان العدوان الصهيوني على قطاع غزة كان "مطلبا" لعدة جهات، منها اسرائيل وحماس اللتان بحثتا عن مخرج من عزلتهما، اضافة لأنها كانت "مطلبا" لمحوري (السعودية-مصر-الامارات) ومحور (قطر-تركيا-ايران).
وأضاف ان اسرائيل من خلال العدوان على غزة سعت لانشاء علاقة جديدة مع مصر من خلال انتزاع ورقة غزة من يد ايران وانهاء سيطرة حماس والجهاد الاسلامي على القطاع، مشيرا إلى ان اسرائيل نجحت في ذلك إلى حد ما، حيث تمكنت من تدمير البنية التحتية لحركتي الجهاد وحماس بهدف بسط سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة.
وتابع البخيت، ان مصر نجحت بدعم أمريكي وخليجي في استغلال الفرصة للعودة كلاعب رئيسي في الملف الفلسطيني عبر اعتماد المبادرة المصرية للتهدئة، كما استطاعت تحجيم التدخل التركي والايراني في القطاع حيث اكتفت تركيا بكيل الشتائم للاحتلال ومصر والسعودية دون أي اجراء اخر.
الدولة تسامت والاخوان استعرضوا بـ"ميليشيا"
وحول جماعة الاخوان المسلمين في الأردن، قال رئيس الوزراء الأسبق "ان الجماعة فيها قدر كبير من الانتهازية، وان الدولة الأردنية تسامت كثيرا عن تقليم أظافرهم".
وأضاف ان الدولة كان بمقدورها ان تشترط على الاخوان عندما "أُزيل مرسي وسقطوا في مصر وتراجعوا في سوريا" عدة شروط ومطالب تُلزمهم بها، لكنها تسامت، بينما هم استغلوا ما حدث في غزة "وراحوا استعرضوا في طبربور وعملوا ميليشيا مسلحة (مشلّحة).. يُقال".
الجامعة العربية فكرة أردنية.. لكنها منعت الوحدة العربية
وعن امكانية تحقيق وحدة عربية، قال البخيت ان ذلك الأمر لن يُسمح به، مشيرا إلى ان اقامة الجامعة العربية كان لمنع اقامة تلك الوحدة.
وأضاف، ان الجامعة العربية كرست الفكر القُطري وصارت رمزا للوحدة العربية فقط، مشيرا الى ان فكرة الجامعة العربية كانت أردنية في الأصل إلا ان الأردن لم يكن يريدها بشكلها الحالي وإنما سعى لأن تكون مقيدة لدولها الأعضاء، وهو ما اتفقت عليه مع "سوريا والعراق"، إلا ان محور "مصر، السعودية، اليمن" كان له رأي مغاير.
وتابع، ان المحور "المصري، السعودي، اليمني" استطاع اقناع "لبنان" بأن الجامعة العربية التي تضم دولا أغلب شعوبها مسلمة قد تضر بالمسيحيين في لبنان.. وكان التصويت لصالحهم وليس لصالح المقترح الأردني..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
.