سنة عجفاء في مسيرة المنتخب
رائد سليمان الخشمان
جو 24 : سنة كاملة انقضت كان خلالها المنتخب الوطني لكرة القدم يتعرض فيه للعبث والارتجال من قبل حسام حسن وجهازه التدريبي الذي فرضه على الاتحاد الاردني لكرة القدم٬ ولم يتواجد فيه حتى مدرب وطني كما جرت العادة مع المدربين السابقين٬ بسبب بلطجة وعنجهية هذا المدرب. ولم يكتف بذلك بل استبعد الكابتن الخلوق المدير الاداري للمنتخب أسامه طلال٬ وبدأ بإستبعاد لاعبين كثُر مثل عامر شفيع وعامر ذيب وعبدالآله الحناحنه خارج التشكيلة٬ وآخرين ابقاهم على مقاعد الاحتياط وهم في قمة عطاءهم. وبدأ بتجريب لاعبين شبان جدد في أشد المراحل حساسية.
المشكلة ان توقيت التعاقد مع هذا المدرب جاء في أكثر الفترات حرجاً في تاريخ المشاركات الاردنية في كأس العالم٬ حيث ان الفريق كان في قمّة الجاهزية البدنية والفنية والنفسية٬ والفضل يعود للمدرب السابق عدنان حمد٬ وهو من كان يتعرّض للإنتقاد لاعتماده الطريقة الدفاعية البحتة. يقول المثل الشعبي الاردني: "ما بتعرف خيري٬ إلّا لمّا تجرّب غيري". وللامانة انه مع قدوم المدرب المصري اخذنا نتحسّر على أيام عدنان حمد (المدرب الخلوق والمتزن)٬ وبدأ الجمهور يفقد حماسه في مساندة المنتخب تدريجياً٬ حتى وصلت الامور لدرجة أن يتمنّى غالبية الجماهير ان يخسر المنتخب وبقسوة لعل وعسى ان يصحو الاتحاد من غفوته ويقيل المدرب العبقري!!
خيار جلب المدرب المصري كان خاطئاً لاسباب عديدة منها:
اولاً أن المدرب لا يملك خبرة تدريبية تؤهّله لقيادة منتخب اصبح قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنهائيات كأس العالم٬ فتاريخه التدريبي يتضمن تدريب فرق في الدوري المصري ولبضع سنوات.
ثانياً: المنتخب كان بحاجة الى استقدام مدرب عالمي له خبرة في قيادة المنتخبات٬ وكان الأولى بالإتحاد التفكير في الارجنتيني كالديرون الذي سبق وأهّل المنتخب السعودي عام ٢٠٠٦م وكان متاحاً بعد نهاية عقد عدنان حمد٬ أو غيره من المدربين العالميين خصوصاً وأن المكتسبات المالية كانت ستكون مضاعفة في حالة التأهًل٬ وبالتالي كان عنصر المغامرة مطلوباً.
ثالثاً كان معروفاً لدى الاتحاد وحتى الجمهور عصبيّة المدرب وتهوّره من خلال مسيرته التدريبية القصيرة٬ والمنتخب في تلك الفترة كان يحتاج مدرب محنّك هادئ٬ ويمتلك روح القيادة والمسؤولية من أجل كسب اللاعبين وتحفيزهم للإنجاز٬ وليس الدخول معهم في صراعات شخصية نتج عنها استبعاد لاعبين مهمّين٬ بل وحتى استبعاد مدير المنتخب الناجح والمميّز.
رابعاً عدم اختيار المدرب البديل وفقاً لآلية فنيّة دقيقة وبعد استشارة لجنة من المدربين الوطنيين٬ وهو ما يتكرّر الآن في إختيار المدرب القادم للمنتخب. وهنا يتبادر الى ذهن كل الجماهير سؤال مهم وهو: لماذا يتم تفويض الامير علي لإختيار المدرب وهو لم يعمل كمدرب أو لاعب سابقاً. فالطبيعي في مثل هكذا حالة وفي معظم الاتحادات الدولية ان توصي لجنة فنية في الاتحاد (غير موجودة طبعاً أو مهمّشة) بمجموعة من الاسماء المناسبة لتولّي مسؤولية قيادة المنتخب٬ ثم يتم مناقشة الأنسب من حيث الخبرة والكفاءة والتكلفة الماديّة في جلسة لإدارة الاتحاد٬ وفي النهاية يتمّ التصويت بين إعضاء الاتحاد واختيار الأنسب. لا أن يتم تفويض شخص واحد للتعاقد مع مدرب؟ مهما كانت خبرة هذا الشخص ومدى إطلاعه ومعرفته. اين المأسسة في اتخاذ قرار مهم مثل هذا!!! لا أحد من الجماهير ينكر ما يقدمه الأمير علي من جهد وتعب من أجل تطوّر الكرة الاردنية٬ وهو ما يُشكر عليه. لكن ان يتم اتخاذ قرار تعيين المدرب من قبل رئيس الاتحاد٬ وان يكون دور باقي اعضاء الاتحاد المنتخبون سلبي وكأنهم كومبارس٬ فهذا ما لا يفترض ان يحدث.
كان دور الاتحاد سلبياً جداً اثناء اشراف المدرب المصري على المنتخب٬ فهو كان يرضخ لطلبات الجهاز الفني دون تمحيص أو تحقيق فيما يحدث٬ فمثلاً المدرب لم يتواجد لمتابعة المباريات المحلية وكان معظم الفترات خارج الاردن٬ لا بل انه كان يفرض على الاتحاد ان تكون المعسكرات في دبي او السفر عن طريق دبي٬ من اجل الاشراف على استثماراته الخاصّة هناك٬ وهو ما يثير الكثير من التساؤلات المحيّرة حول آلية العمل وتقسيم المسؤوليات في دوائر الاتحاد المختلفة٬ فالجهاز التدريبي في النهاية مكوّن من مجموعة من الاشخاص الذين يفترض انهم يعملون وفق مهام وظيفية وشروط محددة تتضمّن وصفاً للمهام والمسؤوليات والأجور وكل التفاصيل لحفظ حقوق الجميع٬ وفي النهاية ان يخضع للمساءلة والتقييم المنتظم من قبل لجنة فنية متخصّصة في الاتحاد (لا ان يترك الحبل على الغارب للمدرب)٬ في مشهد فوضوي ارتجالي بعيد كل البعد عن المهنية والاحترافية المفترضة في مؤسسة ميزانيتها السنوية تصل الى ملايين الدنانير. وختاماً فإنه من حُسن الطالع أن غادر هذا الجهاز التدريبي الفاشل بمحض إرادته٬ ويعلم الله كم كان سيجثو على صدورنا كجماهير محبة بدأت بالابتعاد عن المنتخب٬ وها هي تعود من جديد وبمساحات عريضة من التفاؤل.
المشكلة ان توقيت التعاقد مع هذا المدرب جاء في أكثر الفترات حرجاً في تاريخ المشاركات الاردنية في كأس العالم٬ حيث ان الفريق كان في قمّة الجاهزية البدنية والفنية والنفسية٬ والفضل يعود للمدرب السابق عدنان حمد٬ وهو من كان يتعرّض للإنتقاد لاعتماده الطريقة الدفاعية البحتة. يقول المثل الشعبي الاردني: "ما بتعرف خيري٬ إلّا لمّا تجرّب غيري". وللامانة انه مع قدوم المدرب المصري اخذنا نتحسّر على أيام عدنان حمد (المدرب الخلوق والمتزن)٬ وبدأ الجمهور يفقد حماسه في مساندة المنتخب تدريجياً٬ حتى وصلت الامور لدرجة أن يتمنّى غالبية الجماهير ان يخسر المنتخب وبقسوة لعل وعسى ان يصحو الاتحاد من غفوته ويقيل المدرب العبقري!!
خيار جلب المدرب المصري كان خاطئاً لاسباب عديدة منها:
اولاً أن المدرب لا يملك خبرة تدريبية تؤهّله لقيادة منتخب اصبح قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنهائيات كأس العالم٬ فتاريخه التدريبي يتضمن تدريب فرق في الدوري المصري ولبضع سنوات.
ثانياً: المنتخب كان بحاجة الى استقدام مدرب عالمي له خبرة في قيادة المنتخبات٬ وكان الأولى بالإتحاد التفكير في الارجنتيني كالديرون الذي سبق وأهّل المنتخب السعودي عام ٢٠٠٦م وكان متاحاً بعد نهاية عقد عدنان حمد٬ أو غيره من المدربين العالميين خصوصاً وأن المكتسبات المالية كانت ستكون مضاعفة في حالة التأهًل٬ وبالتالي كان عنصر المغامرة مطلوباً.
ثالثاً كان معروفاً لدى الاتحاد وحتى الجمهور عصبيّة المدرب وتهوّره من خلال مسيرته التدريبية القصيرة٬ والمنتخب في تلك الفترة كان يحتاج مدرب محنّك هادئ٬ ويمتلك روح القيادة والمسؤولية من أجل كسب اللاعبين وتحفيزهم للإنجاز٬ وليس الدخول معهم في صراعات شخصية نتج عنها استبعاد لاعبين مهمّين٬ بل وحتى استبعاد مدير المنتخب الناجح والمميّز.
رابعاً عدم اختيار المدرب البديل وفقاً لآلية فنيّة دقيقة وبعد استشارة لجنة من المدربين الوطنيين٬ وهو ما يتكرّر الآن في إختيار المدرب القادم للمنتخب. وهنا يتبادر الى ذهن كل الجماهير سؤال مهم وهو: لماذا يتم تفويض الامير علي لإختيار المدرب وهو لم يعمل كمدرب أو لاعب سابقاً. فالطبيعي في مثل هكذا حالة وفي معظم الاتحادات الدولية ان توصي لجنة فنية في الاتحاد (غير موجودة طبعاً أو مهمّشة) بمجموعة من الاسماء المناسبة لتولّي مسؤولية قيادة المنتخب٬ ثم يتم مناقشة الأنسب من حيث الخبرة والكفاءة والتكلفة الماديّة في جلسة لإدارة الاتحاد٬ وفي النهاية يتمّ التصويت بين إعضاء الاتحاد واختيار الأنسب. لا أن يتم تفويض شخص واحد للتعاقد مع مدرب؟ مهما كانت خبرة هذا الشخص ومدى إطلاعه ومعرفته. اين المأسسة في اتخاذ قرار مهم مثل هذا!!! لا أحد من الجماهير ينكر ما يقدمه الأمير علي من جهد وتعب من أجل تطوّر الكرة الاردنية٬ وهو ما يُشكر عليه. لكن ان يتم اتخاذ قرار تعيين المدرب من قبل رئيس الاتحاد٬ وان يكون دور باقي اعضاء الاتحاد المنتخبون سلبي وكأنهم كومبارس٬ فهذا ما لا يفترض ان يحدث.
كان دور الاتحاد سلبياً جداً اثناء اشراف المدرب المصري على المنتخب٬ فهو كان يرضخ لطلبات الجهاز الفني دون تمحيص أو تحقيق فيما يحدث٬ فمثلاً المدرب لم يتواجد لمتابعة المباريات المحلية وكان معظم الفترات خارج الاردن٬ لا بل انه كان يفرض على الاتحاد ان تكون المعسكرات في دبي او السفر عن طريق دبي٬ من اجل الاشراف على استثماراته الخاصّة هناك٬ وهو ما يثير الكثير من التساؤلات المحيّرة حول آلية العمل وتقسيم المسؤوليات في دوائر الاتحاد المختلفة٬ فالجهاز التدريبي في النهاية مكوّن من مجموعة من الاشخاص الذين يفترض انهم يعملون وفق مهام وظيفية وشروط محددة تتضمّن وصفاً للمهام والمسؤوليات والأجور وكل التفاصيل لحفظ حقوق الجميع٬ وفي النهاية ان يخضع للمساءلة والتقييم المنتظم من قبل لجنة فنية متخصّصة في الاتحاد (لا ان يترك الحبل على الغارب للمدرب)٬ في مشهد فوضوي ارتجالي بعيد كل البعد عن المهنية والاحترافية المفترضة في مؤسسة ميزانيتها السنوية تصل الى ملايين الدنانير. وختاماً فإنه من حُسن الطالع أن غادر هذا الجهاز التدريبي الفاشل بمحض إرادته٬ ويعلم الله كم كان سيجثو على صدورنا كجماهير محبة بدأت بالابتعاد عن المنتخب٬ وها هي تعود من جديد وبمساحات عريضة من التفاؤل.