2024-04-23 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ما قاله الروابدة عن رجال الدولة

ماهر أبو طير
جو 24 : تسأل زميلتنا»عبير الزبن» في برنامج «ستون دقيقة»،في الحلقة التي شارك بها العين عبدالرؤوف الروابدة والاستاذ محمد حسن التل رئيس تحرير« الدستور»سؤالا مهماً،وتقول للروابدة:اين رجال الدولة،ولماذا لا نراهم يخرجون ويتحدثون في هذه الظروف؟!.

يجيب الروابدة:اكلناهم اكل عزيز مقتدر بوجه حق،وبغير وجه حق،ويكتسي وجهه بضيق مرتسم يضيف على اجابته اجابة كامنة.

تفسيرالروابدة على صحته،غير مكتمل،ولايأخذنا الى سرالانقلاب في التعبيرات،وهو سر لا يقف عند حدود رؤساء الحكومات والنواب،وغيرهم،خصوصاً،اننا نشهد مقاطع بذات الخشونة على المستوى الاجتماعي،بين الناس من جهة،والناس ومؤسسات الدولة.

تكفي ملاحقة دورية شرطة لشخص مطلوب ان تقلب الدنيا،هذه الايام،وتكفي كلمة غير مقصودة لاشعال مواجهات بالاسلحة والسكاكين بين الناس،ويكفي اعتراض على مسؤول محلي،لتبرير مهاجمة مؤسسات الدولة،او محاصرتها،ويكفي ان لا تلبى حقوق فئة ما،من اجل اقتحام مكتب لمسؤول،وتهديده،والانقلاب في التعبيرات ليس حكراً في مفردات التعبير في وجه رجال الدولة حصرياً.

لدينا قصص كثيرة،عن العنف الاجتماعي،والعنف بين الناس،والعنف بين المؤسسة والناس،وهكذا لا تنحصر قصة التجرؤ على الشخصيات العامة،بقصة ما قدموه للبلد،او ما لم يقدمونه،او ثقة الناس فيهم او شكهم بهم.

هي قصة المشهد المحلي بكل ما فيه،فالتوتر والنزق يضرب الجميع،ونشهد كل يوم تعبيرات خشنة جداً في المعاملات،على مستوى الافراد،وعلى مستوى الجماعات،ولطف الله،يحول دوماً دون ان تمتد هذه الظواهرالى ما هو اكبر،لان الفتن تبدأ عادة بشرارة صغيرة.

الوضع الاقتصادي للناس،والضغط العصبي،وغياب الثقة بين الناس ومؤسسات الدولة،قضايا لا بد ان تتم معالجتها،لانها تولد كل هذا النزق في التعبيرات بيننا،وادانة الناس ادانة مرفوضة،لاننا لا نحلل الدوافع ولماذا اصبحنا هكذا،قبل ان نتهم الناس في تصرفاتهم؟!.

السؤال المطروح يتعلق بكيفية ذهابنا الى الانتخابات النيابية والارضية الاجتماعية تفيض بالنزق والتوتر،وهذا يقول لك منذ اليوم،ان اي محاولة للعبث بإرادة الناخبين ستولد فوضى عارمة في ردود الفعل،خصوصاً،ان البيئة جاهزة لذلك.

هذا يقودنا الى كون النزاهة مفتاحا لحقن اي فتنة منذ اليوم،لان البيئة العامة خشنة بين الناس،وفي علاقتهم مع المؤسسة العامة،ولا تحتمل اي عبث او اقتراب من هذه النار المشتعلة،المفترض ان تنطفئ عبر صناديق الانتخاب،لا ان تكون سبباً في اشعال اكبر.

لا اعتقد ان غياب رجال الدولة،سببه فقط انهم تعرضوا الى انتقادات حادة فآثروا الابتعاد،فالجو كله يفيض بعصبية كبيرة،والتعبيرات الخشنة،مرة اخرى،لا تقتصر على الموقف من رجال الدولة،بل تمتد الى كل الناس فيما بينهم،ولدينا الف دليل على ذلك.

اعادة السكينة الى أنفس الناس،ملف،لا بد من فتحه والتعامل معه.الدستور
تابعو الأردن 24 على google news