اربد على صفيح ساخن.. الخطر القادم من الشمال
جو 24 : كتب محرّر الشؤون المحليّة- من مشاكل الأردنيين التي لا تنتهي أن المسؤولين في هذا البلد لا يرون فيه سوى العاصمة عمّان، بل إن هذا جوهر الأزمة المركّبة التي يعانيها الناس. ابتعد قليلاً عن عاصمة البلاد، اخطف نظرك إلى الأطراف.. هل ترى؟ هناك بشر أيضاً يعيشون هناك ويحملون صفة "مواطنين".
أكثر من 2 مليون مواطن يعيشون حالة كارثيّة شمال البلاد. شكاوى أهالي مدينة إربد وقراها تكشف حجم المعاناة المتفاقمة إثر تزايد أعداد اللاجئين السوريّين، والإهمال الرسمي الغريب لهذه المحافظة.
مئات آلاف اللاجئين انعكس تواجدهم على أوضاع الناس المعيشيّة. فرص العمل النادرة أصلاً باتت معدومة بالنسبة للأردنيّين نتيجة جشع أصحاب العمل، الذين يفضلون العمالة السوريّة باعتبارها أقلّ أجراً. ناهيك عن حلم السكن الذي بات أبعد ما يكون عن طموح المواطن، إثر الارتفاع الجنونيّ لإيجارات الشقق. يمكن للاجئ أن يجد منظمة غير حكوميّة أو جهة دوليّة تدفع عنه إيجار السكن، بينما ليس للأردني سوى الدعاء لربّ العالمين.
الملايين تصل كمساعدات لحلّ أزمة أشقّائنا السوريّين، الذين لا يوجد أيّ أفق قريب لعودتهم إلى ديارهم، المشكلة تكمن في غياب الاهتمام الرسمي بالمناطق المستضيفة للاجئين، وفي غياب أيّ توجّه للاستفادة من المساعدات الماليّة في مشاريع تنمويّة تنقذ الناس من أوضاعهم الكارثيّة.
في إربد كما المفرق.. يشكو الناس شحّ الخبز، ومختلف المواد التموينيّة، نتيجة الطلب الهائل عليها. كما يعانون أزمة مياه حقيقيّة، فانقطاع المياه والكهرباء المتكرّر زاد من تعقيد ضنك العيش في هذه المدينة وقراها المنسيّة.
قنبلة موقوتة
الاكتظاظ السكّاني الهائل، واختناق إربد وما حولها بالضغوط المعيشيّة، أفضى إلى تفاقم العنف، وانتشار تجارة السلاح والمخدّرات. موجات العنف باتت تشكّل خطراً اجتماعيّاً يتربّص بحياة الناس اليوميّة، ولا يمكن التنبّؤ بميعاد انفجار ما لا يمكن احتواؤه.
الوضع يستوجب قرع ناقوس الخطر. بإمكان أيّ مواطن شراء ما يريد من سلاح وذخيرة بثمن مقبول، نتيجة عمليّات التهريب التي لا تكاد تنتهي! أمّا تجارة المخدّرات فقد "ازدهرت" لدرجة مرعبة. بعض الأهالي امتنعوا عن إعطاء أبنائهم مصروفهم اليوميّ، بعد اكتشافهم أن سعر حبّة المخدّر لا يتجاوز الدينار الواحد.
سلاح ومخدّرات وعنف اجتماعي متفاقم.. هذا ملخّص الأوضاع في عروس الشمال يا حكومات "الأمن والأمان"!!
خلق التطرّف
تدهور الأوضاع الخدماتيّة والاقتصاديّة والأمنيّة شمال البلاد جعلت منها تربة خصبة للتطرّف بكلّ أشكاله وتجلياته. في ظلّ ما تشهده المنطقة من تمدّد للتنظيمات المتشدّدة يصرّ ساستنا على إهمال إربد وتركها فريسة لمختلف التطوّرات المحتملة.
أن تعيش أوضاعاً متطرّفة في بؤسها لن يقودك سوى للتطرّف. ما تعانيه عروس الشمال يستوجب حلاّ جذريّاً للحيلولة دون دفع الناس دفعاً إلى الجوء لتطرّف فكريّ أو عنفيّ، كمهرب وحيد من معاناتهم اليوميّة.
عندما لا يستطيع الشاب الحصول على عمل، أو دفع إيجار شقّة يربّي فيها عائلته، ويعاني غياب مختلف الخدمات مقابل وفرة هائلة للسلاح والمخدّرات، بل ولا يكاد يستطيع أن يتنفّس جرّاء تراكم الضغوط الهائلة واكتظاظ العنف في مختلف شوارع وزقاق مدينته المنسيّة، فما هي صعوبة أن يتحوّل إلى مدمن أو متشدّد ؟
على صنّاع القرار تحمّل مسؤوليّاتهم أمام هذا الوضع الخطير، فالحديث عن مواجهة التطرّف لا يستوي مع توفير البيئة الخصبة لنشوئه وتطوّره.
أكثر من 2 مليون مواطن يعيشون حالة كارثيّة شمال البلاد. شكاوى أهالي مدينة إربد وقراها تكشف حجم المعاناة المتفاقمة إثر تزايد أعداد اللاجئين السوريّين، والإهمال الرسمي الغريب لهذه المحافظة.
مئات آلاف اللاجئين انعكس تواجدهم على أوضاع الناس المعيشيّة. فرص العمل النادرة أصلاً باتت معدومة بالنسبة للأردنيّين نتيجة جشع أصحاب العمل، الذين يفضلون العمالة السوريّة باعتبارها أقلّ أجراً. ناهيك عن حلم السكن الذي بات أبعد ما يكون عن طموح المواطن، إثر الارتفاع الجنونيّ لإيجارات الشقق. يمكن للاجئ أن يجد منظمة غير حكوميّة أو جهة دوليّة تدفع عنه إيجار السكن، بينما ليس للأردني سوى الدعاء لربّ العالمين.
الملايين تصل كمساعدات لحلّ أزمة أشقّائنا السوريّين، الذين لا يوجد أيّ أفق قريب لعودتهم إلى ديارهم، المشكلة تكمن في غياب الاهتمام الرسمي بالمناطق المستضيفة للاجئين، وفي غياب أيّ توجّه للاستفادة من المساعدات الماليّة في مشاريع تنمويّة تنقذ الناس من أوضاعهم الكارثيّة.
في إربد كما المفرق.. يشكو الناس شحّ الخبز، ومختلف المواد التموينيّة، نتيجة الطلب الهائل عليها. كما يعانون أزمة مياه حقيقيّة، فانقطاع المياه والكهرباء المتكرّر زاد من تعقيد ضنك العيش في هذه المدينة وقراها المنسيّة.
قنبلة موقوتة
الاكتظاظ السكّاني الهائل، واختناق إربد وما حولها بالضغوط المعيشيّة، أفضى إلى تفاقم العنف، وانتشار تجارة السلاح والمخدّرات. موجات العنف باتت تشكّل خطراً اجتماعيّاً يتربّص بحياة الناس اليوميّة، ولا يمكن التنبّؤ بميعاد انفجار ما لا يمكن احتواؤه.
الوضع يستوجب قرع ناقوس الخطر. بإمكان أيّ مواطن شراء ما يريد من سلاح وذخيرة بثمن مقبول، نتيجة عمليّات التهريب التي لا تكاد تنتهي! أمّا تجارة المخدّرات فقد "ازدهرت" لدرجة مرعبة. بعض الأهالي امتنعوا عن إعطاء أبنائهم مصروفهم اليوميّ، بعد اكتشافهم أن سعر حبّة المخدّر لا يتجاوز الدينار الواحد.
سلاح ومخدّرات وعنف اجتماعي متفاقم.. هذا ملخّص الأوضاع في عروس الشمال يا حكومات "الأمن والأمان"!!
خلق التطرّف
تدهور الأوضاع الخدماتيّة والاقتصاديّة والأمنيّة شمال البلاد جعلت منها تربة خصبة للتطرّف بكلّ أشكاله وتجلياته. في ظلّ ما تشهده المنطقة من تمدّد للتنظيمات المتشدّدة يصرّ ساستنا على إهمال إربد وتركها فريسة لمختلف التطوّرات المحتملة.
أن تعيش أوضاعاً متطرّفة في بؤسها لن يقودك سوى للتطرّف. ما تعانيه عروس الشمال يستوجب حلاّ جذريّاً للحيلولة دون دفع الناس دفعاً إلى الجوء لتطرّف فكريّ أو عنفيّ، كمهرب وحيد من معاناتهم اليوميّة.
عندما لا يستطيع الشاب الحصول على عمل، أو دفع إيجار شقّة يربّي فيها عائلته، ويعاني غياب مختلف الخدمات مقابل وفرة هائلة للسلاح والمخدّرات، بل ولا يكاد يستطيع أن يتنفّس جرّاء تراكم الضغوط الهائلة واكتظاظ العنف في مختلف شوارع وزقاق مدينته المنسيّة، فما هي صعوبة أن يتحوّل إلى مدمن أو متشدّد ؟
على صنّاع القرار تحمّل مسؤوليّاتهم أمام هذا الوضع الخطير، فالحديث عن مواجهة التطرّف لا يستوي مع توفير البيئة الخصبة لنشوئه وتطوّره.