2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الفقراء لا يعرفون "المناقصات" يا فقيه التوريث

الفقراء لا يعرفون المناقصات يا فقيه التوريث
جو 24 : تامر خرمه- "المزايدة السياسيّة".. مصطلح كان رائجاً عندما كات كلّ البنادق موجّهة نحو العدوّ الصهيوني.. في ذلك الوقت كانت المقاومة تختلف على بعض الوسائل التكتيكيّة، التي تهدف كلّها في نهاية الأمر إلى إزالة الاحتلال، ولكن كان لكلّ تيّار أو فريق وجهة نظر تتعلّق بكيفيّة وآليّات العمل في مرحلة محدّدة، وبتوقيت تنفيذ العمليّات العسكريّة، والأهداف المثلى التي ينبغي اختيارها. في ذلك الوقت كانت بعض "التكتيكات" غير مقنعة، وظهرت "تكتيكات" أخرى كارثيّة وصمت من يتبنّاها بالخيانة، وكان ردّ البعض على عبارات تخوينه يتلخّص بوصفها بالمزايدات.

اليوم اختلفت الصورة الغارقة في بشاعتها، فظهر بعض السياسيّين الذين يصفون كلّ أشكال المقاومة بـ "المزايدة". بل حتّى مفهوم المقاومة (كمفهوم) أو رفض الاحتلال، أو الدفاع عن مصلحة وطنيّة أو عربيّة، بات بالنسبة لهذا البعض "مزايدة" على مواقفهم المنسجمة تماماً مع واقع ومصالح الاحتلال.

المفارقة تكمن في أن هذا البعض يزايد على كلّ من يرفض استهداف بلاده بأطماع العدو، باعتبار أن تسويق المصالح "الاسرائيليّة" يهدف إلى "تخفيف العبء عن المواطن"!!

هذا هو موقف رئيس الوزراء السابق، والناشط "التويتري" حاليّاً، سمير الرفاعي، الذي "غرّد" بعبارة: "الخيارات بموضوع النفط هائلة!! والمتبرعين بالغاز والنفط بأسعار تفضيلية لا يعدوا ولا يحصوا! تخفيف العبء على المواطن أولوية. لنترك المزاودات".

طيّب.. من هو هذا المواطن يا فقيه التوريث؟ أهو المواطن المكتوي بتبعات وأعباء سياساتكم واستثماراتكم، والرافض لتشديد الخناق على رقبته، عبر احتكار الاحتلال لمصادر الطاقة في بلاده؟! هل أنت من تقف اليوم في صفّ المواطن بعد خروجك من الدوّار الرابع؟! أم أن الترويج لصفقة الغاز هي وسيلتك للعودة إلى الرئاسة؟!
المواطن لا ينتمي لرأس المال، ببساطة لأنّه لا يملكه، لذا لا يمكنه الانتماء سوى لوطنه، ومن الطبيعي أن "يزايد" على المواقف غير المنسجمة مع مصالح بلاده الاستراتيجيّة. إذا شئتم فلتكن تلك "مزايدة"، فالفقراء لا يتقنون "المناقصات".

ولكن ما هو المقصود بـ "التبرّعات" ؟ طريف كيف يكون تلقّي 15 مليار دولار مقابل التحكّم بمصادر الطاقة في بلد يقع ضمن دائرة الأطماع الصهيونيّة، وحرمان هذا البلد من استغلال موارده، "تبرّعاً". أم هل المقصود أن "اسرائيل" تبرّعت باحتلال الأردن اقتصاديّاً ؟! حتّى في هذا السياق فإن الاحتلال سينال المليارات ثمناً لـ "تبرّعه".

مؤسف كيف يكون الترويج لخنق الأردن هو وسيلة الطامحين للعودة إلى مناصب الحكم فيه!! تسويق الذات وتلميعها كان يتمّ عبر شعارات تستند إلى الدفاع عن المصالح الوطنيّة الاستراتيجيّة. اليوم بات استهداف هذه المصالح، ومكافأة الاحتلال على جرائمه الدمويّة، هو وسيلة الطامحين للعودة إلى مناصب فشلوا في تلبية استحقاقاتها، حتّى استخراج الموارد الطبيعيّة –كالصخر الزيتي- عجزوا عنه، ولكنّهم حقّقوا نجاحاً مذهلاً باستثمار المواطن وتسليعه، لصالح الشركات الأجنبيّة!!
تابعو الأردن 24 على google news