رسالة مفتوحة إلى أبي بكر البغدادي !!
جو 24 : محرّر الشؤون المحليّة- مجموعة من المفكّرين الإسلاميّين وجّهوا رسالة إلى زعيم تنظيم ما يدعى بالدولة الإسلاميّة أبي بكر البغدادي، وإلى مقاتلي التنظيم، بهدف محاججتهم فكريّا وإثبات خطأ نهجهم.
جدل فكري توغّل في فكر ابن تيمية وسيرة الصحابة وتناول جملة من الأحاديث النبويّة بسندها ومتنها، لإثبات أن ما يمارسه مقاتلو التنظيم بعيد عن الإسلام.
الغريب أن هذا الجدل الفكري الذي يوفّر البيئة الأمثل لصراع مدارس مختلفة استمرّت منذ مئات السنين، صدر ضمن كتيّب تمّ توزيعه على طلبة الجامعات وأعضاء الهيئات التدريسيّة بمختلف أقسامها.
الكتيّب الذي صدر 6440 نسخة عنه (فقط للجامعة الأردنيّة) بطباعة ممتازة وكلفة ماليّة "أكثر امتيازا" أنزل على طلبة الجامعات في سياق حثّهم على الكتابة في مضامينه لنيل مكافأة ماليّة لأحسن بحث. قد تكون هذه هي الوسيلة المثلى لتبديد الأموال.
تخيّل طالب في قسم اللغات أو في أقسام الطبّ أو الاقتصاد مثلا، وهو يدخل في سجال فقهي شرعي ويحاول نقد ابن تيمية أو التحقّق من سند حديث أخرجه البخاري.. يا للبحث العظيم الذي سيقدّمه لنيل مكافأته الماليّة.
ما علاقة الطلبة بهذا السجال الذي يستوجب بطبيعة الحال استحضار حجج الطرف الآخر، والتوهان في معمعة معركة فكريّة بين مدارس متشدّدة إقصائيّة تكفيريّة، وأخرى وسطيّة، وأخرى متساهلة متراخية مستكينة ؟! وكيف سيكون المشهد وطلبة مختلف الاختصاصات يتناقشون في أمور فقهيّة وشرعيّة خلافيّة ؟! باختصار ما علاقتهم بخلافات العلماء التي لم يحسمها أيّ منهم بشكل مطلق حتّى اليوم ؟!
ثمّ إن هذا التجييش الذي تمارسه الدولة لمحاربة تنظيم البغدادي فكريّا هو خير وسيلة لنشر أفكار التنظيم ووضعه في أعلى مراتب الاهتمام.. ففي نهاية الأمر لا يوجد ما يمكن وصفه بالدعاية السلبيّة، فالدعاية هي دعاية.
تعبئة محمومة وجهد عظيم يصبّه القائمون على هذه المعركة لصدم الطلبة بأمور لا تعنيهم من قريب ولا من بعيد.. أليس الأولى مناقشة هموم الجامعات وقضيّة رفع الرسوم ومخرجات العمليّة التعليميّة ؟
الأردن يخوض معركة عسكريّة لا تعنينا في الأراضي السوريّة، وهناك من يريد الآن خوض معركة فكريّة.. لقد أصبحت "داعش" هاجسا مبالغا فيه لدرجة الترويج لها عبر عقلليّة صبّ الزيت على النار.
مالنا ومال معارك الخوارج والأشاعره والمعتزلة وغيرهم.. إذا حقّا أردت محاربة التطرّف فالطريق يعلمها الجميع، عليك باجتثاث أسباب تنامي الأفكار المتشدّدة عوضا عن خلق البيئة المناسبة لنموّها.. الفقر هو كلمة السرّ التي ينبغي إدراكها. المواطن يريد العدالة والحريّة والديمقراطيّة، يريد الخبز والكرامة، ولا يعنيه كثيرا أكان حوثرة بن وادع الأسدي أم أبو الحسن البصري على حقّ!
جدل فكري توغّل في فكر ابن تيمية وسيرة الصحابة وتناول جملة من الأحاديث النبويّة بسندها ومتنها، لإثبات أن ما يمارسه مقاتلو التنظيم بعيد عن الإسلام.
الغريب أن هذا الجدل الفكري الذي يوفّر البيئة الأمثل لصراع مدارس مختلفة استمرّت منذ مئات السنين، صدر ضمن كتيّب تمّ توزيعه على طلبة الجامعات وأعضاء الهيئات التدريسيّة بمختلف أقسامها.
الكتيّب الذي صدر 6440 نسخة عنه (فقط للجامعة الأردنيّة) بطباعة ممتازة وكلفة ماليّة "أكثر امتيازا" أنزل على طلبة الجامعات في سياق حثّهم على الكتابة في مضامينه لنيل مكافأة ماليّة لأحسن بحث. قد تكون هذه هي الوسيلة المثلى لتبديد الأموال.
تخيّل طالب في قسم اللغات أو في أقسام الطبّ أو الاقتصاد مثلا، وهو يدخل في سجال فقهي شرعي ويحاول نقد ابن تيمية أو التحقّق من سند حديث أخرجه البخاري.. يا للبحث العظيم الذي سيقدّمه لنيل مكافأته الماليّة.
ما علاقة الطلبة بهذا السجال الذي يستوجب بطبيعة الحال استحضار حجج الطرف الآخر، والتوهان في معمعة معركة فكريّة بين مدارس متشدّدة إقصائيّة تكفيريّة، وأخرى وسطيّة، وأخرى متساهلة متراخية مستكينة ؟! وكيف سيكون المشهد وطلبة مختلف الاختصاصات يتناقشون في أمور فقهيّة وشرعيّة خلافيّة ؟! باختصار ما علاقتهم بخلافات العلماء التي لم يحسمها أيّ منهم بشكل مطلق حتّى اليوم ؟!
ثمّ إن هذا التجييش الذي تمارسه الدولة لمحاربة تنظيم البغدادي فكريّا هو خير وسيلة لنشر أفكار التنظيم ووضعه في أعلى مراتب الاهتمام.. ففي نهاية الأمر لا يوجد ما يمكن وصفه بالدعاية السلبيّة، فالدعاية هي دعاية.
تعبئة محمومة وجهد عظيم يصبّه القائمون على هذه المعركة لصدم الطلبة بأمور لا تعنيهم من قريب ولا من بعيد.. أليس الأولى مناقشة هموم الجامعات وقضيّة رفع الرسوم ومخرجات العمليّة التعليميّة ؟
الأردن يخوض معركة عسكريّة لا تعنينا في الأراضي السوريّة، وهناك من يريد الآن خوض معركة فكريّة.. لقد أصبحت "داعش" هاجسا مبالغا فيه لدرجة الترويج لها عبر عقلليّة صبّ الزيت على النار.
مالنا ومال معارك الخوارج والأشاعره والمعتزلة وغيرهم.. إذا حقّا أردت محاربة التطرّف فالطريق يعلمها الجميع، عليك باجتثاث أسباب تنامي الأفكار المتشدّدة عوضا عن خلق البيئة المناسبة لنموّها.. الفقر هو كلمة السرّ التي ينبغي إدراكها. المواطن يريد العدالة والحريّة والديمقراطيّة، يريد الخبز والكرامة، ولا يعنيه كثيرا أكان حوثرة بن وادع الأسدي أم أبو الحسن البصري على حقّ!