زراق عيون جودة

جو 24 : مشادّة كلاميّة مع أحد ضبّاط الحرم المكّي أدت إلى اعتقال المواطن الأردني فادي مسلّم منذ نحو سبعة أشهر، ولايزال مصيره مجهولاً حتّى اليوم.

مسلّم الذي يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام وضع وزارة الخارجيّة مرّة أخرى في مواجهة فشلها الذريع في القيام بأبسط أدوارها. الأنكى أن الناطق الإعلامي في الخارجيّة أقرّ في تصريحات إعلاميّة برفض السلطات السعوديّة الردّ على الكتب الستّ التي أرسلتها الوزارة.

تجاهل السلطات السعوديّة غير المبرّر، والذي لا يمكن تفسيره سوى بعدم احترام الأردن دولة وشعباً، يكشف فداحة الفشل الذي غرقت فيه الدبلوماسيّة الأردنيّة، فبعد أن كان الأردن من أهمّ اللاعبين على المستوى الإقليمي بات عاجزاً –مع الأسف- عن فرض احترام أبنائه على "الشقيقة الكبرى".. كيف وصلنا إلى هذا الحضيض ؟!

الوزير العابر للحكومات ناصر جودة ألقى بوزارة الخارجيّة خارج دائرة الفعل والتأثير الدبلوماسي، ومع هذا بقي ملتصقاً بمنصبه حتّى ظنّ الأردنيّون بأنّه وريث الوزارة الوحيد!!

قضيّة مسلّم لم تكن الأولى التي عبّرت عن تراجع دور الأردن وفشل أهمّ وزاراته، ورغم هذا نجح جودة في التحليق فوق كلّ التغييرات والتعديلات الوزاريّة، فما هو السحر الذي يمارسه الرجل؟ أم هل لزراق عينيه فتنة تطغى على فداحة أدائه؟!