jo24_banner
jo24_banner

قصة الجملين اللذين أعادتهما "إسرائيل" لغزة

قصة الجملين اللذين أعادتهما إسرائيل لغزة
جو 24 : حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي تحسين صورته بعد قتله مئات الفلسطينيين في قطاع غزة بالإعلان عن إطلاق عملية "الجمل" للإمساك بجملين فلسطينيين فرا من قطاع غزة إبان العدوان على القطاع، وإعادتهما إلى صاحبهما.

وفند سليمان السميري صاحب الجملين الرواية الإسرائيلية، فجيش الاحتلال هدم منزله وحظيرة الجملين، ما دفعهما للهروب داخل الأراضي المحتلة عام 1948م، من شدة القصف البري والجوي خلال العدوان.

وقال السميري الذي يقطن شرق بلدة القرارة الحدودية شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة لـ مراسل وكالة "صفا" : "خلال العدوان الأخير على غزة تعرضت المنطقة التي نعيش فيها، وهي تبعد حوالي 2كم عن الشريط الحدودي الشرقي، للقصف البري والجوي العنيف".

وأضاف "لخطورة المنطقة قررنا أن نخرج منها قبيل الإعلان عن بدء العملية البرية، ولم نستطع الدخول لها طيلة الفترة الباقية التي قضيناها في مدارس الإيواء، بينما لم نتمكن من إجلاء الناقة البالغة من العمر ست سنوات، وابنها ستة أشهر، وبقيتا في المنطقة".

وتابع "بعد إعلان وقف إطلاق النار، توجهنا لمنطقتنا فوجدت منزلي المكون من طابق (شقتين) والمقام على مساحة 160 مترًا، مدمر بالكامل، والأشجار المزروعة من حوله مدمرة، وعدد من المنازل المجاورة".

واستطرد السميري "كذلك حظيرة الناقة وابنها مدمرة، ولم أجدهما، واعتقدت بأنهما قتلا تحت الركام بفعل القصف العنيف، وبعد أيام، تبين بأنهما هربا لداخل الشريط الحدودي، ومكثا طيلة فترة العدوان بتلك المنطقة، بعد أن عبرا عبر ثغرة بجوار موقع كيسوفيم العسكري شرقي القرارة".

محاولات لإعادتهما

وقاطع السميري نجله مهند 14 عامًا وقال لـ "صفا": "ذهبت لجلبهما، ودخلت الشريط الحدودي، وأمسكت بهما فأطلق الجنود النار صوبي، فخرجت مسرعًا من المكان وهربت، وعدت براية بيضاء مرة أخرى، وامسكت بهما وحاولت تحريكهما من مكانهم لخارج الحدود، لكنهما لم يتحركا".

وبين أنهما لم تكونا مربوطين بـ "رسن" (حبل يربط بفم الجمل وحول عنقه وأذنيه لاقتياده منه) مما جعل من الصعوبة الإمساك بهما ونقلهما.

وبعدها- يضيف مهند- جاء جيب عسكري إسرائيلي، وترجل منه جنود، ونادوا علي، وحاولوا إطلاق النار، فهربت لخارج الشريط الحدودي.

عودة الجملين

وعاود الوالد ليتحدث معنا، وأشار إلى أن أبلغ "الارتباط الفلسطيني في السلطة" بأمر دخول الناقة وابنها لداخل الحدود، ومنذ نحو شهر يماطل الاحتلال بذلك، وأضاف "وأنا أقوم بالاتصال باستمرار لمتابعة عودتهما، لأن الناقة لها مكانة كبيرة لدي، كون الكثير من الناس يأتون يوميًا لطلب حليبها الذي يستخدم في علاج كثير من الأمراض".

وتابع السميري "وهبت حليبها لله عز وجل دون أي مقابل، ونذرت أن أذبح ابنها فور عودة والدتي من الحج، لذلك كنت مهتما بعودتهما، حتى أبلغنا الارتباط مساء الخميس بالذهاب لتسلمهما من بوابة موقع كيسوفيم".

ولفت إلى أنه توجه برفقة نجله وأحد أقربائه على بعد عشرات الأمتار من بوابة الموقع، منتصف الليل، فجاءت جيبات عسكرية وأنزلت الناقة وابنها وأطلق سراحهما، ثم ركضا صوبنا خارج الحدود.

ليست إنسانية

وأشار السميري- وقد بدت عليه علامات السرور- إلى أنه نقل الناقة وابنها لمكان حظيرتهما المدمرة، واستخرج منها الحليب وشربه، وقال: "في الحقيقة أنا متفاجئ من حديث الاحتلال، الذي صور الأمر بأنه إنساني، وهو لا يمتلك الإنسانية..!".

وتساءل "كيف يتحدث عن الإنسانية ويصور ما حدث عمل إنساني، وهو قام بهدم بيوتنا دون ذنب، وقتل الإنسان ودمر الشجر والحجر والحيوانات، فلولا القصف الشديد الذي قام به، لما هربت الناقة وابنها لداخل الحدود..!".

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الخميس الماضي عن انتهائه من عملية عسكرية أطلق عليها "عملية الجمل" لإعادة جملين فلسطينيين هربا خلال فترة العدوان الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلة إلى قطاع غزة.

وذكر موقع "والا" العبري أنه تم تحويل الشكوى التي أرسلت عبر اللجنة المدنية التابعة للسلطة في القطاع لمكتب منسق عام شؤون المناطق في جيش الاحتلال يوآف مردخاي والذي طلب بدوره من مكتب التنسيق والارتباط في فرقة غزة متابعة المسألة.

وذكر الموقع أن مهمة البحث عن الجملين أنيطت باللواء الجنوبي في الجيش وبمساعدة كاميرات المراقبة المنتشرة على حدود غزة، حيث تم العثور على الجملين وإعادتها إلى أصحابها وذلك عبر أحدى بوابات السياج الأمني المحيط بالقطاع.
(صفا)
تابعو الأردن 24 على google news