عون الخصاونة: الملك المؤسس والحسين كانا يضعان اللوم في علاقة الاردن باسرائيل على العرب "فيديو"
أحمد الحراسيس - اعتبر رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عون الخصاونة استبعاد البعض وجود مؤامرات عديدة على الأمة نوعا من العمى.
وأكد الدكتور الخصاونة في تعليقه على كتاب "الأردن واسرائيل، علاقة مضطربة في اقليم ملتهب" للدكتور حسن البراري، ان كتّاب التاريخ والرأي العام لا يجب ان يحكموا على أحد بالخيانة وغيرها دون ان يضعوا الأمور في نصابها، والاجابة على تساؤلات مثل "هل كان اولئك الرجال ينوون الخيانة ام ان في أذهانهم ما يرونه مصلحة لأمتهم؟".
وأضاف الخصاونة "في واحدة من اخر كتاباتي للملك الراحل الحسين بن طلال، أكدت على ان السلام الثنائي بين الأردن واسرائيل لا يمكن ان يستمر بمعزل عن عدم وجود سلام في المنطقة برمتها".
وأكد الخصاونة على تمسكه برؤيته التي أبلغ الملك حسين بها قبل نحو 17 عاما، حيث ان المعاهدات لا تغير كثيرا من الواقع، وان مصير المنطقة مرتبط بأمر التوازن في السلاح وبخاصة اسلحة الدمار، وثانيا -الأهم- التركيبة الديموغرافية في كل بلد.
وشدد الخصاونة على ضرورة الخروج من صراع الهويات المصطنعة والخلافات على الهويات الجزئية "التي يشتغل عليها البعض ويبنوا حياتهم عليها حتى أصبحت وظيفة للبعض"، مشيرا في ذات السياق إلى ان واحدا من المطالب الرئيسية التي أكد عليها مؤتمر العشائر الاردنية "أم قيس" الافراج عن محمد أمين الحسيني وعارف العارف.
وحول تاريخ علاقة السلم والحرب بين الاردن واسرائيل، قال الخصاونة ان الملك عبدالله الأول والراحل الحسين بن طلال، ظلوا دائما واعين لخطورة الكيان الاسرائيلي وتوسعيته، وحاولوا تدارك ذلك بالسلام.
وأضاف الخصاونة ان عدم وجود مصلحة للدول الكبرى باجراء سلام بين الاردن واسرائيل منع حدوثه على عهد الملك عبدالله الأول، كما ان محادثات السلام في حينها كانت متقطعة في وقت تزداد القوة العسكرية الاسرائيلية بشكل متسارع.
ولدى سؤاله احد المطلعين على مباحثات السلام مع الملك عبدالله، اجاب ان الملك المؤسس كان يؤكد على الدوام انه "رجل كبير في السن واخشى أن أموت ولا يأتي بعدي من يتمكن من اجراء سلام بشروط مقبولة؛ بخاصة في ظل عدم مقدرتنا على دخول حروب سنهزم فيها أول مرة وثاني مرة، وبعدها سيقام سلام بشروط مجحفة" مشيرا إلى ان الملك في حينها كان مدركا لقوة الصهيونية العسكرية.
وأكد الخصاونة على ان الملك المؤسس والملك الراحل كانا دائما يضعان اللوم الأكبر لماهية علاقة الأردن بالاحتلال على خذلان العرب للأردن وعدم جديتهم في محاربة الاحتلال.
واستشهد الخصاونة على ذلك بحادثتين؛ حيث تعرض احد الجنود الاردنيين في الخليل لمضايقة من الاحتلال، فخرج عليهم ومجموعة من زملائه بالسلاح الأبيض وصدوهم، فجاء في اليوم التالي وفد اسرائيلي لمقابلة الملك المؤسس فاستدعى الجندي وقال له "لا تحسب اني أحب الانجليز، لكن ان كان هذا يقول (ماكو أوامر) والاخر (لا) فما حيلتي؟! واستشهد بالقول (إذا لم يكن غير الأسنة مركبا فما حيلة المضطر الا ركوبها)".
واختتم بحديث دار يوما بينه وبين الملك حسين، حين سأل الملك عن سبب عدم مقدرتنا على مقاومة "غزاة" فكان جوابه ان "لا جدية لدى العرب، الاردنيين كلهم عسكر ولو رغب العرب بدعمهم لشكلنا الكتائب والفرق".
وقال الخصاونة ان واحدا من اخطاء الفلسطينيين في الصراع مع اسرائيل استعجالهم اقامة دولة لهم قبل تحرير الأرض.
وأشاد رئيس الوزراء الخصاونة في ختام تعليقه على كتاب الدكتور البراري بالكتاب الذي صنفه ضمن الكتب التاريخية التي تتيح لنا أخذ العبرة والدروس، ويسد فراغا مهما ببعض السياسات الداخلية الاسرائيلية وتأثيرها على العلاقات التي فرضتها الظروف على الأردن وفلسطين واسرائيل.
اقرأ أيضا:
عون الخصاونة وابو عودة والعناني في حفل توقيع كتاب الدكتور البراري "صور"