jo24_banner
jo24_banner

كيف تقتل لوبيات الاستثمار اطفال الاردن؟! الهوليدي ان انموذجا

كيف تقتل لوبيات الاستثمار اطفال الاردن؟! الهوليدي ان انموذجا
جو 24 :

تامر خرمه- إغلاق مطعم في فندق "الهوليدي ان" كان أقصى ما فعلته الجهات المختصّة بعد وفاة الطفل عزّالدين العويوي وأمّه نسرين شاور.. هذا الاستثمار الفندقي "الضخم" أهمّ بالنسبة للرسميّين من دم المواطنين، الذي يضيع هدراً، رغم الغضب المهيمن على الرأي العام.

لوبي أصحاب الفنادق والاستثمارات السياحيّة انتزع صلاحيّات وزارة الصحّة، التي مارسها الوزير السابق عبداللطيف الوريكات، ليفرض رقابة صارمة تحمي أرواح الناس من عبث المتجاوزين على القانون.. فلا عجب اليوم أن نشهد هذه الرقّة في التعامل مع منتجعات الموت السياحيّة !

وزير وطني يمارس دوره بأعلى درجات الحرص والانتماء، يغادر منصبه لتستولي لجنة مشتركة تابعة لوزارة السياحة على صلاحيّات وزارة الصحّة، التي باتت في عهدة وزير ملتزم بـ "التفاهمات" التي قوّضت صلاحيّاته وأفضت إلى هذه الفوضى القاتلة.. هذا ما جنته لوبيّات الاستثمار على طفل مازال دمه في رقاب المسؤولين.

الموت هو ثمن سياحة المواطن في بلده، فالاستثمار كلفته عالية، ويحرّم الاقتراب من مصالح المستثمر حتّى لو كان دمك هو الثمن.. أهلا بك في أردن المال والأعمال!!

ماذا فعل المسؤولون تجاه هذه الجريمة؟ وما هي العقوبة الرادعة التي يفترض أن تحول دون تكرار المأساة.. إجراءات شكليّة وزيارات دعائيّة لوالدة الطفل أثناء عذابها على سرير الموت، وكفى الله المسؤولين شرّ القتال!!

مسرح الجريمة (الهوليدي ان) مازال في مكانه، يجمع المزيد من الأرباح، والكلفة الوحيدة التي دفعها، لقاء ما اقترفه من إهمال قاتل، اقتصرت على إغلاق أحد مطاعمه.. هذا من الغرائب التي قد لا تحدث سوى في الأردن.. ذلك البلد الذي احتكر رأس المال سلطته بكامل أركانها.

تضارب الصلاحيّات وتجريد وزارة الصحّة من دورها، ليس وحده ما أفضى إلى مثل هذه النتائج المميتة.. نظرة خاطفة على علاقة السلطة برأس المال تفسّر الكثير، فرئيس لجنة السياحة النيابيّة مثلا، النائب أمجد المسلماني، هو صاحب استثمار سياحيّ، فهل تتوقّع أن يمارس دوره الرقابي على ما يجلب له الربح؟

لوبيّات ومصالح تعقد قران السلطة (تشريعيّة كانت أم تنفيذيّة) على رأس المال، هذا هو ملخّص حكاية الأردن السياسيّة، وموجز لمنظومة الإدارة التي ابتلي بها الشعب.

المسؤوليّة يا صنّاع القرار لا تقتصر على الفندق الذي عجزتم عن محاسبته، فرئيس الوزراء، ووزيريّ السياحة والصحّة، ولجنة السياحة النيابيّة، ومؤسّسة الغذاء والدواء، كلّهم يتحمّلون مسؤوليّة إزهاق الأرواح البريئة، لحماية استثمارات الموت، التي وصل الأمر بإهمالها وتجاوزاتها إلى قتل طفل وأمّه، كان ذنبهما أن طاردا وجه الفرحة في سياحة ليلة أو ليلتين!!

تابعو الأردن 24 على google news