عندما ينأى الامن بنفسه
جو 24 : ساعتان ونصف من الاعتداء والتهديد.. لكن، لم تصل دوريّة الأمن إلى مدرسة حوارة بني صخر في لواء الجيزة، بعد تهجّم شاب في حالة سكر شديد على معلّمي المدرسة واعتدائه على مرافقها، والأخطر من ذلك تهديده لأمن الطلبة.
تأمّل يرعاك الله في هذه الحادثة.. طلبة المدارس في حال تعرّضهم لخطر يستوجب تدخّل قوّات الأمن، عليهم تدبّر أمرهم لوقت كاف لحدوث أخطر ما يمكنك تخيّله من نتائج.. أهلا بك في بلد الأمن والأمان!!
مدير المدرسة رائد أبو حمّاد قام بالاتصّال بالأمن العام فور وقوع الاعتداء، إلاّ أن الأمن أبلغه أنّ عليه اللجوء لقوّات البادية، وهكذا بقيت المدرسة مكشوفة للاعتداء خلال انتظار عطف الأمن أو استجابة البادية، وكأنّها في انتظار غودو، وفي النهاية لم يجد المدير أمامه إلاّ صرف الطلبة لحمايتهم.
هل يصعب كثيرا الاتصال برقم الطوارئ ليقوم جهاز الأمن بإبلاغ الجهة المختصّة والتحرّك فورا إلى ماكن وقوع الاعتداء من أجل الحيلولة دون حدوث جريمة ما؟! هل من الضروري فرض إجراءات بيروقراطيّة تستوجب الانتظار على من يداهمه خطر قد يفضي إلى أسوأ النتائج؟؟
كنّا نعتقد أن الحرفيّة العالية التي يتباهى بها جهاز الأمن، والحديث الدائم عن قدراته وجاهزيّته، جعلت من هذا الجهاز بنية عصيّة على التراخي، وأنّه آخر ما تبقّى للناس بعد تفكيك و"كربجة" مؤسّسات الدولة ومفاصلها.. ولكن يبدو أن ذلك التقدير يحتاج إلى مراجعة.
تعرّض مدرسة لخطر غير كافي على ما يبدو لاتّخاذ إجراء سريع والتحرّك لحماية الطلبة؟ وفي المقابل لا تحتاج كافّة الأجهزة الأمنيّة سوى لدقيقة كيّ تصل إى مكان اعتصام أو احتجاج سلميّ وتنكّل بالمشاركين فيه وتخلي المكان؟ يا لهذه المعادلة!!
أولويّات الأمن –وفق ما كنّا نعتقد- هي حماية الناس، ولكن كثيرة هي الدلائل التي تتناقض مع اعتقادنا.. التأخّر عن تلبية نداء استغاثة وجّهته مدرسة يدفع إلى التساؤل عن طبيعة أولويّات أجهزة الأمن المختلفة ومدرائها.
الحادثة لا تعكس التقصير فحسب، بل تفرض التحرّك على أعلى المستويات ومحاسبة المسؤولين عن وقوع مثل هذا الخلل الكارثي، فعندما ينأى الأمن بنفسه عن حماية طلبة المدارس، ينبغي اتّخاذ إجراءات حاسمة لا مجاملة فيها لأيّ كان..
تأمّل يرعاك الله في هذه الحادثة.. طلبة المدارس في حال تعرّضهم لخطر يستوجب تدخّل قوّات الأمن، عليهم تدبّر أمرهم لوقت كاف لحدوث أخطر ما يمكنك تخيّله من نتائج.. أهلا بك في بلد الأمن والأمان!!
مدير المدرسة رائد أبو حمّاد قام بالاتصّال بالأمن العام فور وقوع الاعتداء، إلاّ أن الأمن أبلغه أنّ عليه اللجوء لقوّات البادية، وهكذا بقيت المدرسة مكشوفة للاعتداء خلال انتظار عطف الأمن أو استجابة البادية، وكأنّها في انتظار غودو، وفي النهاية لم يجد المدير أمامه إلاّ صرف الطلبة لحمايتهم.
هل يصعب كثيرا الاتصال برقم الطوارئ ليقوم جهاز الأمن بإبلاغ الجهة المختصّة والتحرّك فورا إلى ماكن وقوع الاعتداء من أجل الحيلولة دون حدوث جريمة ما؟! هل من الضروري فرض إجراءات بيروقراطيّة تستوجب الانتظار على من يداهمه خطر قد يفضي إلى أسوأ النتائج؟؟
كنّا نعتقد أن الحرفيّة العالية التي يتباهى بها جهاز الأمن، والحديث الدائم عن قدراته وجاهزيّته، جعلت من هذا الجهاز بنية عصيّة على التراخي، وأنّه آخر ما تبقّى للناس بعد تفكيك و"كربجة" مؤسّسات الدولة ومفاصلها.. ولكن يبدو أن ذلك التقدير يحتاج إلى مراجعة.
تعرّض مدرسة لخطر غير كافي على ما يبدو لاتّخاذ إجراء سريع والتحرّك لحماية الطلبة؟ وفي المقابل لا تحتاج كافّة الأجهزة الأمنيّة سوى لدقيقة كيّ تصل إى مكان اعتصام أو احتجاج سلميّ وتنكّل بالمشاركين فيه وتخلي المكان؟ يا لهذه المعادلة!!
أولويّات الأمن –وفق ما كنّا نعتقد- هي حماية الناس، ولكن كثيرة هي الدلائل التي تتناقض مع اعتقادنا.. التأخّر عن تلبية نداء استغاثة وجّهته مدرسة يدفع إلى التساؤل عن طبيعة أولويّات أجهزة الأمن المختلفة ومدرائها.
الحادثة لا تعكس التقصير فحسب، بل تفرض التحرّك على أعلى المستويات ومحاسبة المسؤولين عن وقوع مثل هذا الخلل الكارثي، فعندما ينأى الأمن بنفسه عن حماية طلبة المدارس، ينبغي اتّخاذ إجراءات حاسمة لا مجاملة فيها لأيّ كان..