jo24_banner
jo24_banner

الحرب على داعش وموضة رسائل التأييد.. ممدوح العبادي على سبيل المثال

الحرب على داعش وموضة رسائل التأييد.. ممدوح العبادي على سبيل المثال
جو 24 : تامر خرمه- "أنا شابك على نفس الموجة.. أرجو أخذ هذا بعين الاعتبار".. هذا ملخّص ما يمكن قراءته بين سطور الرسالة التي وجّهها النائب السابق والوزير الأسبق، ممدوح العبّادي، إلى صنّاع القرار، في انتظار أي تعديل أو تغيير وزاري من المتوقّع حدوثه في القريب العاجل.

رسالة العبّادي التي أعلن فيها انحيازه بالمطلق "للموقف الأردني العسكري في ضرب كل القوى الظلامية من داعش وجبهة النصرة وما لف لفهم"، تعيد تسليط الضوء مجدّداً على "موضة" تأييد الحرب، التي غزت تصريحات أعضاء النادي السياسي الطامحين بالعودة إلى مناصبهم.

حرب استيقظ الأردنيّون على قرار شنّها دون حتّى مناقشة ذلك في مجلس النواب.. قرار زجّ الأردن في أتون المستنقع الإقليمي وجعله جزء من تحالف تقوده واشنطن لضرب مواقع على الأراضي السوريّة.. النتائج مفتوحة على أسوأ الاحتمالات، أقلّها خلق المبرّر الكافي لعمليّات انتقاميّة قد تستهدف الأردن. أمّا الأسوأ فهو اندلاع حرب إقليميّة ربّما يكون الأردن إحدى ساحاتها.

ولكن رغم هذا يتسابق المسؤولون السابقون إلى اتّخاذ المواقف المؤيّدة، وإطلاق ما تيسر لهم من تصريحات وتغريدات، على شكل رسائل يأملون أن يلتقطها صانع القرار، أو أن تلاحظها واشنطن، فيحافظون على المستوى المرغوب لعلاقاتهم العامّة مع الغرب الجامح.

وها هو صاحبنا العبّادي، الذي عوّدنا مؤخّرا على إطلاق تصريحات تضعه في خندق المعارضة، فقد اختار اليوم -على ما يبدو- السباحة في اتّجاه تيّار محاولة لفت الإنتباه، والتقرّب عبر مواقف التأييد المطلق، التي بدأت تجتاح المشهد السياسي كالحمّى التي يشتدّ تأثيرها مع قرب انتهاء العدّ التنازلي لعمر الحكومة الحاليّة.

ولكن الغريب أن العبّادي قال في ذات التصريحات -التي تضمّنتها محاضرته في النادي الأرثوذكسي- "إن السبب الرئيسي في الأزمة العراقية هو الاحتلال الاميركي، الذي كان أحد أهم عوامل تقسيم العراق شيعا وطوائف، وقضى على الجيش العراقي".

إذا يدرك صاحبنا جيّداً نتائج التدخّل الخارجي –وخاصّة الأمريكي- على الأراضي التي يستهدفها، فكيف يروّج في ذات الوقت لزجّ الأردن في حرب يقودها العم سام، بأموال كانت تذهب في الأمس القريب لدعم ذات التنظيمات التي يحاربها التحالف اليوم؟!

بل ويعتبر العبّادي أن "المشاركة في هذه الحرب، تنبع أولا من أهداف حماية الأمن الوطني للدول، ومن ثم الأمن الإقليمي".. فهل حقّا يمكن تحقيق الأمن الإقليمي باستخدام نفس الأدوات التي كانت السبب في زعزعته؟ وكيف يتحقّق أمن الأردن في استيراد الحرب من دول الجوار؟!

عجيب أمر من يدرك أبعاد المخاطر التي يواجهها الأردن، ويقرّر في ذات الوقت إعلان تأييده المطلق لما من شأنه مفاقمة هذه المخاطر إلى أعلى درجاتها.

ما الذي قد يربحه الأردن من التورّط في هذه الحرب، التي أعلن الغرب أنّها ستطول لسنوات، وهل تمويل الغارات الجويّة التي يقوم بها الأردن، أو تقديم أيّة مساعدات ماليّة، مسألة تستحقّ مثل هذه المجازفة؟

أن تطول الحرب لسنوات لا يعني إلاّ توقّع أخطر ما يتفتّق عنه ذهنك من سيناريوهات، وهنا لا يمكن قراءة رسائل التأييد المطلق –التي لا ترى أيّة سلبيّة في خوض هذه الحرب- إلا في سياق "المصلحة الشخصيّة أوّلاً"!!

لو أعلن أحدهم تأييده لتوريط الأردن في الحرب من خلال التعبير عن قناعة تدرك سلبيّات هذا القرار قبل الدفاع عن اتّخاذه، لكان من الممكن مناقشة المسألة بشكل أكثر موضوعيّة، أمّا إعلان التأييد المطلق، فهو ما يدفع إلى قراءة ما بين السطور.. وآخ يا بلد!
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير