jo24_banner
jo24_banner

اعلان الطوارئ .. استثمار ام اضطرار؟!

ماهر أبو طير
جو 24 : انفجر الوضع في دمشق،فوق الاوضاع الملتهبة اساساً، وتفجير المقر القومي،ومقتل مسؤولين سوريين،واصابة عدد منهم،يقول لك ان كل سورية دخلت المرحلة الاكثر دموية،في تاريخها.

الذي يعنيه هذا الاختراق للامن السوري،يقول ان هذه الحوادث قد تتكرر،ولن يكون غريباً،اقدام عسكريين سوريين على محاولة قتل الاسد،او اي واحد من بقية الرموز في النظام السوري،والمؤكد هنا ان النظام سوف يتورط في ردود فعل دموية ووحشية خلال الفترة المقبلة،في ظل هذه الانهيارات،وفي ظل تداعي اركان النظام وانشقاق رموز عسكرية وامنية.

العواصم التي تمول الجيش الحربالاسلحة والمال،ستزيد من ضغطها هذه الايام،ايضا،فهذه هي الفرصة الاكبر للاطاحة بنظام الاسد،وهكذا سوف تشتد الهجمات،من هذا الجانب ايضاً،والمؤكد اننا امام رمضان دموي في كل سورية.

اردنياً،وكما اشرت البارحة في المقال الذي جاء تحت عنوان» فاتورة السيناريوهات السورية على الاردن» فأن الاردن لن يبقى قادرا على التعامل مع الملف السوري من زاوية انسانية فقط،وسيجد نفسه امام وضع امني وعسكري وسياسي شائك بكل التفاصيل.

من موجات الهجرة المقبلة والمقدرة بمئات الاف السوريين والعراقيين والفلسطينيين،الى اغلاق الحدود السورية الاردنية،بما يوقف سبعين بالمائة من التجارة الاردنية،وصولا الى الانفجار الاقليمي نحو كل دول الجوار.

المعسكر السوري الايراني لديه مخارج نجاة يحاول استعمالها،فايران تحاول تخفيف الضغط عبر اثارة القلاقل في البحرين،وتحريك مناطق شرق السعودية الشيعية والنفطية،بامتداد يأخذنا الى العراق ولبنان وحزب الله،وبقية دول الخليج.

فيما البوابة السورية مفتوحة باتجاه تركيا القوية التي يصعب التفجير تجاهها،ثم لبنان والاردن،والمؤكد هنا ان كل التحليلات تقول ان لا نجاة «مؤقتة» لنظام الاسد الا عبر عامل اقليمي،بحيث تتم بعثرة كل الاوراق،وزج كل المنطقة في دوامة كبيرة.

هذا يعني ان الاطفاء المحلي للوضع الداخلي السوري،بات مستحيلا،وطوق النجاة بات اقليمياً،بحيث تدفع كل المنطقة الثمن،اذا تمكن المعسكر الايراني السوري من ذلك،واذا افترضنا ان قدراته الجبارة ستنجح في هكذا اتجاه،خصوصا،انه لم ينجح من جهة اخرى في حماية مسؤوليه،او قمع الثورة،فكيف سيكون قادراً على تصدير ازمته،وهو وجه اخر،من اوجه تحليل الوضع في سورية؟!.

على الصعيد الاردني، يرى محللون انه لا يمكن مواجهة التداعيات المقبلة،عبر الادارة الحذرة فقط،وقد يكون اعلان حالة الطوارئ واردا لاعتبارات كثيرة،خصوصا،اذا نجح هذا المعسكر في تصدير محنته،ورئيس وزراء اردني سابق يتصف بالذكاء قال البارحة وبكل بساطة ان نظام الاسد ليس بحاجة الى ان ُيصّدر ازمته الى دول الجوار،فطبيعة الازمة لوحدها مؤهلة للتصدير الى الاردن ودول اخرى.

الاردن يجد نفسه امام ملف اخطر من الحرب على العراق،لان العراقيين وصلوا الاردن بشكل طبيعي والاردن وحدوده الطويلة مع سورية،ستتأثر بموجات كبيرة جداً من الهجرات السورية والعراقية والفلسطينية،وهي موجات قد لا نتمكن من ضبطها.

يبقى الوضع الامني والعسكري حساساً جداً،ولا يحتمل الاردن في هذه الحالة المراهنة على الهدوء،وعدم اقتراب العاصفة السورية من عمان،ويصير السؤال المطروح:هل سيجد الاردن نفسه مضطرا لاعلان حالة الطوارئ،لاعتبارات كثيرة؟!.

حسبة حالة الطوارئ تخضع لاحد معيارين،الاول اعلانها بدافع استثمار الوضع الاقليمي لغايات داخلية اردنية،والثاني اعلانها لانها شر اضطراري لابد منه،والقصة قابلة للتأويل على الوجهين!.

يبقى السؤال:هل اعلان «حالة الطوارئ» امر لابد منه،ام يمكن تجاوزها لصالح ادارة حساسة جدا،لا تختلف في مضمونها عن معايير حالة الطوارئ بمعناها المتعارف عليه،والسؤال مفرود لمن يعرف الجواب؟!.

لننتظر المقبل من الايام.الدستور
تابعو الأردن 24 على google news