jo24_banner
jo24_banner

أرذل الثلاثة

سالم الفلاحات
جو 24 :

شاركت في مهرجان الاقصى الذي تقيمه الحركة الاسلامية سنويا في الكرك مشكورة للمرة الثانية عشرة ومنذ عام 2000 بعنوان "الاصلاح للأقصى مفتاح"،
ولفتني غياب وسائل الاعلام والفضائيات حتى الصديقة منها عن هذا المشهد الذي استمر لعدة ايام، وفي كل يوم يزداد حسنا عن سابقه الذي تشرف شاشاتها لو حضرت وبثت بعرض بعض ما جاء فيه، ويحق للاقصى ان يعتب، ولأهل الكرك ان يعتبوا على من يدرك العتب.
ولقد سمعت فيه كلاماً عظيماً وجاداً في الايام التي تمكنت من الحضور فيها، اكدت وعي هذا الشعب المبكر واصالته وقابليته للاجتماع على الفضائل والقيم العليا، فقد أجاب عن تساؤلات كثيرة، وكشف صفحات مجهولة عديدة من انجازات هذا الشعب منذ اوائل القرن الماضي على الأقل، فقد تبرع الشيخ المسيحي اسحق اسبير المدانات بأرضه موقعا للمهرجان لسنتين متتاليتين، وتبرع السيد مصلح الضمور بتجهيزات المؤتمر من خيام ومراوح ونحوها على الرغم من المحاولات الصغيرة لثنيه عن ذلك، وقد جلاها الدكتور عمر الخالدي من بدو الشمال بأحسن صورة تحدث عن بعض مساهمات العشائر الاردنية في نصرة القضية الفلسطينية.
وعن حقوق ابناء البادية وارتفاع نسبة الفقر عندهم وارتفاع نسبة الامية كذلك، مما يطول ذكره وعند د.سلطان ابو تايه من بدو الجنوب الخبر اليقين.
ولقد أرخ وحلل ونصح الدكتور علي محافظة لمشروع الاصلاح حتى اليوم، وذكر المؤتمرات الشعبية الاردنية منذ اوائل القرن الماضي بإيجاز مفيد جميل ونافع.
وما اجمل الشعر الذي سحر السامعين ببلاغته على لسان الدكتور المهندس الشاعر ايمن العتوم وابداعاته، وبخاصة ذكرياته في السجن مع بعض الاردنيين الذين اقترحوا مسيرة الف نعجة مكممة الافواه، لتعبر عن القمع والكبت والاحتجاج على نقص العلف بشعار "مع مع مع".
ولكني اريد ان استفيد من بعض ما ذكره احد ضيوف المهرجان الشيخ كمال الخطيب القادم لتوه من فلسطين المحتلة بعد معاناة طويلة، فقد سمح له بالدخول بينما لم يسمح لأم محمد الرنتيسي زوج المجاهد القائد الحمساوي الفذ د.عبدالعزيز الرنتيسي بالدخول فيا خجلتاه، حيث ذكر هذه القصة:
وقف ثلاثة اشقياء في مباراة (من هو الاسوأ والأنذل؟) وعندما تنحط القيم الانسانية يصل البعض الى هذا المستوى المذكور، بدأت المسابقة فصفع الاول امرأة امامهم على وجهها بقوة وبلا ذنب، فانكسرت باكية فقال النذل: أنا ارذلكم اليس كذلك؟
ولكن الثاني قام الى المرأة الضعيفة الباكية فاغتصبها وأخذ يقهقه قائلاً: بل أنا الارذل.
فقام الثالث يتبختر قائلاً: بل أنا ارذلكم جميعاً، قالوا: ـولم وأنت لم تفعل شيئاً، قال اتدرون ما قال هذا الخبيث ويا بؤس ما قال، قال: إن المرأة التي امامكم هي أمي!.
ولا حول ولا قوة الا بالله.
ألا ترون مباراة الرذائل والاراذل المتسلطين على رقاب الشعوب المقهورة الضعيفة، ثم يتبجحون ويقهقهون والدماء تسيل والاعراض تنتهك والمقدسات تضيع وتدنس والحريات تسلب والاوطان تدمر، وهم يتبارون في الرذائل، وهل تراهم ابعد من هذا الارذل الفائز في السباق؟ هل اذكر لكم اسماء الاراذل اليوم لتحددوا ارذلهم مع انه ليس في الرذيلة سباق، ليتهم يغطون سوآتهم ويريحون ارضنا من رجسهم، ويبحثون لهم عن ملاعب اخرى.



(السبيل)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير