فهل نشرّعن البغاء ؟
في المؤتمر الذي نظمته نقابة المهندسين يوم الاربعاء الماضي والذي تناول موضوع اتفاقية الغاز مع اسرائيل قدم المتحدثون معلومات خطيرة حول المعاهدة، وكيف انها ستربط الاقتصادين معا (الاردني-والاسرائيلي )، وهذا ليس كلاما عابرا قيل للاستهلاك الاعلامي، انما هي خلاصات قدمها مختصون واستعرضوا ادلتهم عليها.
المهم ان الاردن سيقدم للاقتصاد الاسرائيلي وفق الاتفاقية - كما جاء في المؤتمر - مبلغ ٥٥٩ مليون دولار سنويا، وذلك طوال مدة التعاقد ( ١٥ عاما) !
وقيل ان هذا المبلغ سيصل حتى نهاية المدة الى ٨,٤ مليار دولار! بمعنى اننا سنرفد الاقتصاد الاسرائيلي بهذا المبلغ الكبير سنويا!!!
الاصوات المعارضة للاتفاقية لا يهتم لها صناع القرار في بلادنا، فهم عازمون على المضي في المشروع ولو قامت اسرائيل بهدم المسجد الاقصى وقتل المدنيين العزل واسر النساء والاطفال وشن مئة حرب جديدة على اشقائنا في الاراضي المحتلة وقطاع غزة.
المزعج ان ضجيجا وصخبا اعلاميا داعما للاتفاقية يحدثه بعض المسؤولين السابقين -وهؤلاء عينهم على السلطة- و رجال اعمال ايضا او اولئك الذين يجمعون بين الصفتين - وهم بالمناسبة النسبة الاكبر- ، حيث يأتيك احدهم قائلا: ما المشكلة في ذلك، هي اتفاقية ستحل اشكالية كبيرة بالنسبة لنا، وتنهي عمرا من الاعتماد على مصادر طاقة غير مستقرة وسعرها مرتفع؟ ويتناسى هؤلاء ان تطبيع العلاقات مع العدو -المحتل لارضنا ومقدساتنا- ليس امرا محمودا (..).
ان الذين يتنازلون عن قيمهم ومبادئهم ويستبدلونها بعرض مادي زائل، كبنات الليل اللواتي يبعن الجسد والروح من اجل حفنة دنانير .. فهل نشرعن البغاء اذن بحجة سد الرمق وتأمين مصدر عيش ؟!!!