كم لبثنا ؟!
جو 24 : كم لبثنا ؟! يتساءل المراقب للمشهد الاجتماعي، مفجوعاً بما آل إليه الأردن، بلد ما كان يعرف بالسلم الأهلي والأمن والأمان.
يصفعك نبأ وفاة أم وطفلها في فندق سياحي، وتتوالى صفعات أنباء التسمّم، والقتل باسم "الشرف"، ليتوّج المشهد بشاعته بقيام قيام مواطن بقتل قريبه ودفنه في "بيت الدرج"، وقبل أن تفيق من الصدمة يفجعك المشهد بجريمة تعذيب وتنكيل بعشريني، بسبب علاقة غير شرعيّة مع زوجة خاله القاصر.
هذا هو أردن اليوم !! الأردن الذي طالما تغنينا بأهدابه بوصفها "خيمة عزّ بدويّة" و"دالية عمّانيّة"، الأردن الذي كان جدّك يصحو وشمسه على ميعاد، لـ "يغنّي المنجل بين يديه" عشقاً لـ "عيون الحريّة".
وا أسفاه !!
منظومة قيميّة بأكملها تتفكّك أدقّ تفاصيلها، ليتحوّل بلد السلم إلى ساحة جريمة مترامية الأطراف. كيف لا وقد تمّ تهميش كل من ينتمي حقّا إلى هذا الوطن، ليتبوّأ الفاسدون أعلى المناصب، ويطلّ كلّ منهم عبر منابر السلطة بوجه غابت عنه ملامح الشهامة والمواطنة، حتّى أصبحت "القروش" هي القيمة الوحيدة، والوسيلة "الأمثل" للوصول إلى أرفع المواقع.
غياب الحساب، ومكافأة الفاسدين بالجاه والحظوة، أفضيا إلى نسف القيم الأخلاقيّة وإقصائها خارج السياق الاجتماعي، هذا ما جنته إدارة الدولة على الوطن، وما جنى وطنك على أحد.
الفقر والبطالة نهشا صدر الأردن ليفرغانه من كلّ المعاني النبيلة التي عرفناها ذات يوم، لم تتفجّر الثورة بوجه السلطة كردّة فعل على منظومة الفساد والاستبداد، ولكن الأمور اتجهت إلى منحى آخر أشدّ خطورة: الجريمة.
عندما يتمتّع الفاسد بالحظوة والجاه، وتبلغ أحوال الناس الدرك الأسفل من البؤس، وتغيب المحاسبة الرادعة، عندها.. لا يمكنك أن تحصد سوى تلك النتيجة. بالأمس كنّا نحصد القمح والزيتون والحبّ، أمّا اليوم فلا نملك سوى ما زرعه الفساد والفاقة في صدور الناس.. على الأمل السلام، وعظّم الله أجركم !!
يصفعك نبأ وفاة أم وطفلها في فندق سياحي، وتتوالى صفعات أنباء التسمّم، والقتل باسم "الشرف"، ليتوّج المشهد بشاعته بقيام قيام مواطن بقتل قريبه ودفنه في "بيت الدرج"، وقبل أن تفيق من الصدمة يفجعك المشهد بجريمة تعذيب وتنكيل بعشريني، بسبب علاقة غير شرعيّة مع زوجة خاله القاصر.
هذا هو أردن اليوم !! الأردن الذي طالما تغنينا بأهدابه بوصفها "خيمة عزّ بدويّة" و"دالية عمّانيّة"، الأردن الذي كان جدّك يصحو وشمسه على ميعاد، لـ "يغنّي المنجل بين يديه" عشقاً لـ "عيون الحريّة".
وا أسفاه !!
منظومة قيميّة بأكملها تتفكّك أدقّ تفاصيلها، ليتحوّل بلد السلم إلى ساحة جريمة مترامية الأطراف. كيف لا وقد تمّ تهميش كل من ينتمي حقّا إلى هذا الوطن، ليتبوّأ الفاسدون أعلى المناصب، ويطلّ كلّ منهم عبر منابر السلطة بوجه غابت عنه ملامح الشهامة والمواطنة، حتّى أصبحت "القروش" هي القيمة الوحيدة، والوسيلة "الأمثل" للوصول إلى أرفع المواقع.
غياب الحساب، ومكافأة الفاسدين بالجاه والحظوة، أفضيا إلى نسف القيم الأخلاقيّة وإقصائها خارج السياق الاجتماعي، هذا ما جنته إدارة الدولة على الوطن، وما جنى وطنك على أحد.
الفقر والبطالة نهشا صدر الأردن ليفرغانه من كلّ المعاني النبيلة التي عرفناها ذات يوم، لم تتفجّر الثورة بوجه السلطة كردّة فعل على منظومة الفساد والاستبداد، ولكن الأمور اتجهت إلى منحى آخر أشدّ خطورة: الجريمة.
عندما يتمتّع الفاسد بالحظوة والجاه، وتبلغ أحوال الناس الدرك الأسفل من البؤس، وتغيب المحاسبة الرادعة، عندها.. لا يمكنك أن تحصد سوى تلك النتيجة. بالأمس كنّا نحصد القمح والزيتون والحبّ، أمّا اليوم فلا نملك سوى ما زرعه الفساد والفاقة في صدور الناس.. على الأمل السلام، وعظّم الله أجركم !!