الامانة المتردية
النائب د. عساف الشوبكي
جو 24 : تخلف خدمات أمانة عمان الكبرى البيئية وكذلك خدمات التنظيم وفتح وتعبيد الشوارع والانارة في مناطق شرق وجنوب عمان أصبح ظاهرة مزرية وبخاصة خلال السنوات القليلة الماضية، ،وزاد تردي هذه الاوضاع سوءا بعد تسلم السيد عقل بلتاجي لمهام عمله امينا لعمان الكبرى ، فلقد اصبح حصول المواطن على وحدة إنارة او تبديل (لمبه) معطوبة امام منزله في الممر المظلم امرا شبه مستحيل يستدعي تدخل النواب عند المسؤول في الامانه لتوفير وحدات الأنارة والذي يشكو هو الاخر من قلتها اوعدم وجودها في مستودعات الأمانة واذا ما حضرت فأن تركيبها يقتصر فقط لمحاسيبه ومعارفه ومن يدور في ذلك المسؤول المبدع ، حتى اصبحت انارة الشوارع والدخلات والممرات التي يلفها الظلام ليلا امرا شبه مستحيل ناهيك عن اوضاع الشوارع المتهالكة المليئة بالحفر والمطبات والاتربة والاوساخ والقاذورات والمياه الملوثة اضافة الى ان احياء جديدة كثيرة جديدة وقديمة مهملة ولم تصل لها خدمات التعبيد بينما هناك شوارع ودخلات وممرات يعاد تعبيدها حسب مزاج المسؤول المائل لصالح مصالحه ،هذا من جهة ،ومن جهة ثانية النقص الحاد في الحدائق العامة والمتنزهات او حدائق العائلات والقاعات العامة في الاحياء الشعبية وعدم تأهيل الموجود منها حتى اصبحت مراتع للخارجين على الاداب العامة والسلوك و القانون والمتسكعين وارباب السوابق، ولقد علمنا ان امين عمان صرف مبلغ مئة الف دينار لكل عضو منتخب من أعضاء الامانة لغايات بناء قاعات عامة في المناطق العشرين منذ العام الماضي لكن لم يباشر ببناء القاعات بعد، ولقد فرحنا عندما افتتحت حدائق الملك عبدالله الثاني بعد تعثر وانتظار طال أمده بالقرب من الأذاعة والتلفزيون رغم المؤشرات غير العادية والضخمة لتكلفة انشائها لكن هالني ما سمعت عن تأجير الامانة لملاعبها الخمسة لكرة القدم بمبلغ زهيد ،خمسين الف دينار سنويا لأحد المستثمرين الذي لا اعرف اسمه ويقوم بدوره بتأجير هذه الملاعب بالساعة بمبالغ مرتفعه يعجز ابناء شرق عمان وجنوبها الفقراء عن دفعها وهي بالاصل بنيت مجانا لهؤلاء الشباب المحرومين ، ولعل مركزية صنع القرار والسلطة وتركزها بيد الامين واهتمامه وادارته بقضايا شكلية وثانوية ،غير العمل المهني البلدي وغياب الخطط والبرامج والمشاريع الاستراتيجية الشمولية الواضحة الشفافة والتكاملية للتنظيم والتطوير والأرتقاء بالخدمات دون محاباة وواسطة ومحسوبية وفساد هو ما راكم الفشل والتراجع والتقصير حتى اصبح المواطن في مناطق شرق وجنوب عمان يطالب بعودة البلديات التي ضمت الى أمانة عمان الى سابق عهدها ويتندر على ايامها الخوالي لأنه لمس الفارق في مستوى الخدمات والتمثيل الديمقراطي لصالح البلديات السابقة ، إن الحال الذي وصلت اليه مناطق شرق وجنوب عمان من التردي رغم الجباية العالية من المناطق الصناعية والحرفية والتجارية في هذه المناطق والتي تعتبر الرافعة الاساسية لموازنة الامانة حال وصل الى قعر وقاع التردي وحال لا يمكن السكوت عنه وعليه و لايمكن ان يستمر بهذه الصورة من الاهمال والتقصير ولعل العودة الى البلديات وإحيائها من جديد افضل لان هذا الحمل لا يستطيع حمله السيد عقل بلتاجي والادارة الحالية في الامانة وهاهي بلديات سحاب وناعور والموقر والجيزة وغيرها تتعافى من جديد بعد انفصالها عن امانة عمان اثر انضمامها القصري واصبحت تقدم الخدمات للمواطنين بشكل افضل.