jo24_banner
jo24_banner

تلك القشعريرة!

حلمي الأسمر
جو 24 : -1-
سئلت سيدة تسعينية، ما الذي يبقيك بهذه الحيوية وأنت في هذا العمر؟ فقالت: ثلاثة أشياء...
أ- النبيذ
ب- السجائر
ج- الشوكولاتة
لا أريد أن يفهمني أحد خطأ، أنا لا أروّج لأي من هذه الأمور، ولست معنيا بهذا، ولكن دلالة هذا الجواب هي ما يهمني، هي ببساطة تفعل ما تحب أن تفعله، ما يمليه عليها «حدسها» وما يريحها، حتى ولو كان مناقضا للدين، والطب وربما لكل ما اتفق العلماء عليه!
لست معنيا هنا في أن أدعو للاقتداء ب «نصائح» هذه العجوز التي قد يعتبرها البعض «مخرفة» وربما تكون كذلك، لكنني معني تحديدا بان نستمع لحدسنا الداخلي، وبما لا يناقض ما استقر في عقولنا من معتقدات، تشكل في النهاية مصدر راحة وإلهام لنا!
ومشان الله لا تفهموني غلط!
-2-
ليس لدينا أرض محتلة، ولا أوطان مستلبة، منهوبة، لدينا أرواح محتلة، حينما نحرر أرواحنا، سنحرر أرضنا، ونبني اوطانا جميلة!
حينما نتوقف عن انتقاء الكلمات بعناية، والتمهل في الإجابات، والتلعثم أمام «الكاميرا» أو الآخرين، ومخاطبة طرف آخر نفترض أنه يراقبنا، ويعد علينا أنفاسنا، نعلم أن ارواحنا تحررت ممن يحتلها!
-3-
تلك القشعريرة التي تسري في الروح قبل الجسد، لا يمكن أن تكون خديعة، إتبع حدسك، نداءك الداخلي، وامض ولو إلى «حتفك»!
-4-
«المواعظ» و «الحِكَم» التي لا تُنضجها التجربة، كالطعام المعلب، ربما يفيد لكنه ليس بروعة الطعام الطازج الشهي! وهذه طائفة مما استقر في الذهن بعد طول معاناة:
المعلمون يعلمون التلاميذ «القواعد».. لكن الناجحين من يطبقونها!
لا تصدق من يقولون أن الوعد بأكل «طبخة» ألذ من أكلها، هؤلاء «يغمسون خارج الصحن»!
الدين وجد لتنظيم حياة البشر، وإسعادهم، لا لتعقيدها، وإتعاسهم! وحين يتحول إلى مصدر شقاء، فاعلم أن العيب ليس فيه، بل فيمن يسيء فهمه!
فرق كبير بين أن تنتظر حدوث «معجزة» وبين أن تنتظر نضوج ثمرة زرعت أنت شجرتها!
الوقت الذي تصرفه في «القلق» وانتظار «الجلطة» .. يكفي للتفكير في إيجاد حل لمشكلتك!
العظماء فقط هم من يستطيعون الاستمتاع بشرب فنجان قهوة بهدوء، أو ملاعبة طفل، أو ممارسة الحب، قبل أن يمضون إلى معركة فاصلة!
معيار كونك «إنسانا» بحق هو أن تفرح حينما تُسعد أحدا، لا أن تبتهج بإيذائه!
الحياة فُرص، نحتار في اقتناصها، وقد نندم على ترددنا، أو ننتظر غيرها، التي قد لا تأتي!
يقول ديغول: التاريخ كالحصان الجامح، قد يمر من أمام بيتك مرة في العمر، فإما أن تمتطيه ويمضي بك، أو يمضي إلى أن من يُقِل غيرك!

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news