jo24_banner
jo24_banner

توظيف حادثة الطيار

ماهر أبو طير
جو 24 : اللافت للانتباه هنا، ان لدينا «نخبة» وفقا لما تسمي ذاتها، نجحت نجاحا بارزا في تفكيك سمعة البلد، تدريجيا، حتى تم خفض الروح المعنوية الى ادنى درجاتها، على خلفيات متعددة.

نخبة التفكيك هذه وعلى مدى عشر سنوات، سعت الى تحطيم الروح المعنوية، والقول للناس ان البلد خارب، على مستوى اهله ودولته ومؤسساته، ولذلك فان المستقبل اكثر خرابا.

التجسير بين النوايا الحسنة والنوايا السيئة، سهل، لان الفرق بين النقد والتفكيك، فرق بسيط جدا، ويتداخل الامر في حالات كثيرة.

في قصة الطيار معاذ الكساسبة، تبدت شماتة رخيصة من البعض، وهي شماتة يتم تلوينها مرات بالموضوعية، وبالتساؤلات حول شرعية الحرب، وغير ذلك من اسئلة، تبدو موضوعية في مرات كثيرة، غير ان الغاية الخفية وراء ذلك كله، مس سمعة الجيش العربي الاردني بموروثه التاريخي الذي لا يختلف عليه احد في هذا البلد، وبحيث يكون آخر القلاع التي يكون التطاول عليها، مباحا او سهلا او ممكنا.

علينا هنا بصراحة ان نفرق بين الموقف من الشراكة في هذه الحرب، والتشفي بأردني في محنته، والتشفي بسياسات بلده وبمؤسسته، والذين يتابعون بعض انواع الصحافة العربية، يكتشفون كما هائلا من الحقد والكراهية للاردن، والشماتة على خلفية سقوط الطائرة، والصور التي تم التقاطها للطيار، وكأن الاردن تعرض الى انهيار، والمراد هنا، بث السوداوية، وتحطيم الروح المعنوية للناس، وهز صورة الجيش.

لا يوجد انسان سوي او طبيعي، او محترم، او فيه ذرة وفاء لبلد أظله في حياته، ان يشمت او يتشفى بالطيار في محنته، او يتشفى بالجيش، لانه في هذه الحالة يريد ان ينال من قلعة تحمي الاردن، وهذا البلد تعرض الى حوادث كثيرة، حتى لا تصير القصة قصة شراكة الاردن في الحرب، فماذا نقول عن كل الدبلوماسيين الذين تعرضوا لاغتيالات او حوادث اختطاف، وماذا نقول عن كل عناصر الامن الذين استشهدوا في مطاردات داخل البلد او تم جرحهم، وماذا نقول عن السفارات التي تعرضت لتفجير، وماذا نقول عن التفجيرات في الاردن ذاته مثل تفجيرات عمان، وماذا نقول ايضا عن كل مواطن اردني في الخارج يتعرض لظلم، وتصير الدولة مطالبة بإنقاذه؟!.

لا يحق لاحد ان يقوم بتجزئة هذه الروح، وتقسيمها الى فئات، فنتضامن مع سفير مختطف، ونشمت بطيار أسير، او نتضامن مع ضابط امن جريح طارد مجرما، ونتشفى بالجيش العربي الاردني، فهذه روح مريضة، ولا بد من وضع حد لها.

الجيش مؤسسة نبيلة ومحترمة، وتوظيف حادثة الطيار، لدوافع غير نظيفة ابرزها هز سمعة الجيش والاساءة له، توظيف يثبت ان بيننا الف عدو كامن، استنفروا على خلفية حادثة الطيار، للتباكي على الجيش فيما هدفهم الاساس، العبث بالروح المعنوية، وخلخلة الايمان بالمؤسسات، وهز الثقة العامة.

MAHERABUTAIR@GMAIL.COM


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news