لحظة الحقيقة بسقوط الأكاذيب ضد الثورة السورية
أطراف دولية عديدة، من الشرق ومن الغرب، من العرب ومن أصدقاء سوريا، مدوا الحبل على غاربه لطاغية الشام فتمادى في جرائمه الى حد يخجل فيه تيمورلانك من افعاله وكل ذلك يتم بغطاء ورقة توت اسمها رفض التدخل ورفض تزويد الثوار بالسلاح تحت مزاعم منع الأوضاع من التطور الى حرب أهلية. وكل هذه المهزلة السياسية للمجتمع الدولي خدمت بتواطؤ لا مثيل له خطط الاسد الطائفية في تسعير نار الحقد والوحشية بين صفوف كتائب جيشه التي تقوم عقيدتها على حفظ نظام الطائفة حتى لو كان الثمن تدمير سوريا حجرا على حجر وأسالة الدماء انهارا.
يعلق احد السوريين على مزاعم النظام بان منطلقات الثورة طائفية قائلا: لو كنا طائفيين لما قبلنا بحكم عائلة الاسد لأكثر من ٤٠ عاما !. وها هي الاحداث المأساوية في حلب ودرعا ودير الزور ودمشق وكل المدن والقرى حيث يعيش السوريون حالة مواجهة مع جيش يدعي انه جيش الوطن واذا به جيش يرتكب من المجازر وجرائم الحرب ما لا ترتكبه الجيوش الغازية. وهذا ثمن الاستسلام الطويل لأكاذيب النظام والتستر على جرائمه ليس في سوريا وحسب انما في لبنان وحماة وتدمر خلال ربع قرن من رعاية الحروب الطائفية مباشرة، وبالوكالة كما فعل مع العراق اثناء الحرب الإيرانية العراقية وحتى احتلال بغداد.
لقد وصل الوضع في سوريا لحظة الحقيقة ويجب تسمية الاشياء بما هي عليه فعلا، فما يجري من وحشية ومجازر من جيش يفترض انه جيش البلاد هي حملات ابادة وتطهير ضد شعب باسره، يلاحق فيها الناس في الشوارع والحارات، يدمر البيوت على ساكنيها ويصفيهم جماعات ووحدانا تحت مزاعم انهم إرهابيون، اعمال لا يمكن وصفها في قواميس السياسة والحرب الا انها حرب طائفية حقيرة. لان الضحايا مدنيين، ومن حمل السلاح منهم فللدفاع عن النفس ( بعد ان بلغ السيل الزبى ) انهم ليسوا ثوارا ضد النظام لجأوا الى الجبال او جماعة خارجة على القانون التجأت الى حي او مدينة واحدة اتخذتها رهينة، انما ثورة شعب في جميع المدن والمحافظات.
لقد تواطأ الجميع مع الجزار من ما يسمى بأصدقاء سوريا الى حكام روسيا، والى الصين التي لم يشهد لها يوما انها ساعدت شعبا انتفض لحريته، لقد أحكموا الطوق على الثورة السورية فلا مال ولا سلاح بزعم رفض عسكرة الثورة، ولم يصل من اموال الى المجلس الوطني السوري على مدى ١٨ شهرا سوى ١٥ مليون دولار وفق تصريح لاحد أعضائه، بينما خزائن ايران وروسيا لم تتوقف في إمداد الاسد بالأموال والسلاح والطيارين والخبراء.
حلب هي لحظة الحقيقة التي اسقطت أكاذيب النظام عن وجود تدخل خارجي ضده، فهو المعتدي عندما وضع نفسه في حرب على شعبه، شعب في صموده العظيم وتضحياته يثبت انه يستحق الحرية والكرامة. والدعم الخارجي الوحيد الذي يتلقاه السوريون هو نشر وسائل الاعلام لصور دمار مدنهم وصور أجساد شهدائهم من الاطفال والرجال والنساء وقد مزقتهم أسلحة الطاغية، وغير ذلك من دعم مزعوم هو رحلات في الدرجة الاولى لوزراء خارجية ومؤتمرات ٥ نجوم تكرر أكذوبة الوقوف الى جانب شعب يذبح كل يوم بل كل ساعة ودقيقة.
الجميع يعطي الوقت للطاغية، بسياسة عدم الفعل لوقف جرائمه، الذي تقود افعاله الى ولادة دويلات طائفية اخرى تمتد من الخط الأزرق الى جنوب الاسكندرون شمالا ومن المتوسط الى بحر قزوين، لكن السوريين الذين يواجهون التدخل الروسي الإيراني بدمائهم يثبتون كل يوم انهم اهل عزم وارادة لا تهزم.
(الرأي)