يحبون النبي .. ولايغارون عليه!
ماهر أبو طير
جو 24 : أكثر سنين تتعرض فيها صورة النبي -صلى الله عليه وسلم- الى محاولات التشويه، هي هذه السنين، والذين يظنون أنهم ليسوا مسؤولين، هم أصحاب المسؤولية اولا.
النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال الله عز وجل فيه «وانك لعلى خلق عظيم» والذي قال عن نفسه « إنّما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق» وهو الموصوف في القرآن بأنه رحمة للعالمين، يتعرض هذه الايام، الى اساءات بالغة، يتم نسبها اليه، جراء افعالنا وممارساتنا اليومية، بعضنا وليس كلنا، سواء كنا متطرفين ام غير متطرفين، مراقبين او متفرجين.
كل هذه القبائح في عالمنا، يراد نسبها الى مقام النبي العظيم، ولدينا ثلاثة فصائل تتشارك في المهمة، بعلم او جهل، والفصائل الثلاثة تصب باتجاه بئر واحدة.
الفصيل الاول، التطرف وجماعاته، حين يتم تأويل النص الديني كما يريدون، وتقديسه لمجرد انه ورد في كتاب قديم، دون توثق حقيقي من صدقية بعض النصوص، فينسبون كل هذه العدائية وثقافة التطهير العرقي والديني والجسدي والتذبيح الى مقام النبي العظيم، وهو البريء من كل هذا، وهو أيضا الذي كان في حياته يتاجر مع المسيحيين في الشام، ويرسل المسلمين ليحميهم الى ملك مسيحي في الحبشة، ويقف لليهودي في جنازته احتراما لروحه، ويتفقد اليهودي الذي كان يؤذيه يوميا، بعد ان غاب، وهو العارف ان حوله في مكة او المدينة اناس لم يدخلوا الاسلام حقا، فتركهم ولم يكشف سترهم، وهو أيضا الذي دخل مكة فاتحا منتصرا فلم ينتقم ممن حاولوا قتله أبدا، وهذه بعض سمات التسامح والاخلاق فيه.
الفصيل الثاني هو عامة الناس، ممن يؤمنون ان الاسلام فقط لايتأتى الا بهذه الطريقة من جهة، وتتشكل شخصياتهم على التجهم والزجر والعنف وتصنيف الناس والكراهية ومظاهر الاسلام الشكلية، ويغيب عنهم الحلم والصبر، مثلما يغيب عنهم اخلاق المعاملات، من تأدية الحقوق، ورحمة الاب والام، او الغريب او الجار، واغلبنا من هذا الفصيل،نصلي ونصوم، لكننا في اخلاق المعاملات نستحق «صفرا مكعبا» لان نهارنا يبدأ شتما ويتوسط صريخا وينتهي كيدا او سرقة للحقوق، او تجاوزا على كل الحرمات الصغيرة، وتكدسنا بعشرات الالاف في صلاة الجمعة تكدس بلا روح، وليس ادل على ذلك، اننا لحظة الخروج من الصلاة نعود الى ذات افعالنا، وقبلها نكون قد اغلقنا الطرق بذريعة الصلاة، في وجه المرضى وسيارات الاسعاف وعابري السبيل او المارين، وغياب الاخلاق هنا، منسوب الينا، لكن يراد ان يقال ان هؤلاء هم تلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم، وهو اجل واعظم قدرا من هذه النسبة اليه.
الفصيل الثالث، ويتورط فيه اغلبنا ايضا، من حيث التفرج على الفصيل الاول والفصيل الثاني، ومستوى تشويه سمعة الاسلام والنبي في العالم فلايبذل احد اي جهد لتصحيح الصورة، او الدفاع عن النبي وعن سمعته، باستثناء ندرة تتعرض لحملات ظالمة للاسف، ولو كانت كل هذه القبائح يتم نسبها ظلما وزورا الى جد من اجدادنا لهبت العصبية في دمنا دفاعا عنه، لكننا اليوم لانجد جامعة ولا اعلاما ولامالا ولامؤلفا ولاجهدا فرديا ولامركز دراسات، يتفرغ فقط للدفاع عن سمعة النبي، ورفع كل هذا الاذى الملقى في طريقه صلى الله عليه وسلم، بفعل ايدينا او بفعل غيرنا، الا من جانب ثلة قليلة، وكأن صورة البارحة تعيد تجديد نفسها، فالذي كان يؤذي النبي كل يوم، ويلقي كل كريه عند باب بيته، رحل منذ زمن، وجاء بعده عشرات الاف البشر، منا ومن غيرنا، والمفارقة ان لااحد يغار على مقام النبي صلى الله عليه وسلم، وهي غيرة نريد ان نراها في صورة النبي وفي الغيرة على ارثه وسمعته ووصفه في كل التفاصيل، بحيث نكون حقا محبين له.
قد يقول احدهم لماذا تناسيت خصومه الاصليين في العالم ممن يجهدون للاساءة اليه، فأقول ان هؤلاء متوقع فعلهم، وليس غريبا مايفعلون، غير ان الغريب مايفعله بعض مدعي الانتساب اليه والى سيرته العطرة، وبيننا منهم ثلاث فصائل، ولااستثني نفسي من عضوية احداها، احيانا، حتى لانكون مجرد وعاظ مدعين في هذه المناسبة، اي ذكرى ميلاده التي مرت البارحة؟!.
واني احبه حبا شديدا، حد الغيرة بلا سقف، عليه وعلى سمعته، وارثه الكريم، وكل ما اتمناه لي ولكم في العام الجديد، ان نتخلق بأخلاقه فقط، وان تدب في عروقنا الغيرة عليه وعلى سمعته وصورته وأرثه العظيم، فهو اعز من الأبناء والاباء والاجداد معاً.
النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال الله عز وجل فيه «وانك لعلى خلق عظيم» والذي قال عن نفسه « إنّما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق» وهو الموصوف في القرآن بأنه رحمة للعالمين، يتعرض هذه الايام، الى اساءات بالغة، يتم نسبها اليه، جراء افعالنا وممارساتنا اليومية، بعضنا وليس كلنا، سواء كنا متطرفين ام غير متطرفين، مراقبين او متفرجين.
كل هذه القبائح في عالمنا، يراد نسبها الى مقام النبي العظيم، ولدينا ثلاثة فصائل تتشارك في المهمة، بعلم او جهل، والفصائل الثلاثة تصب باتجاه بئر واحدة.
الفصيل الاول، التطرف وجماعاته، حين يتم تأويل النص الديني كما يريدون، وتقديسه لمجرد انه ورد في كتاب قديم، دون توثق حقيقي من صدقية بعض النصوص، فينسبون كل هذه العدائية وثقافة التطهير العرقي والديني والجسدي والتذبيح الى مقام النبي العظيم، وهو البريء من كل هذا، وهو أيضا الذي كان في حياته يتاجر مع المسيحيين في الشام، ويرسل المسلمين ليحميهم الى ملك مسيحي في الحبشة، ويقف لليهودي في جنازته احتراما لروحه، ويتفقد اليهودي الذي كان يؤذيه يوميا، بعد ان غاب، وهو العارف ان حوله في مكة او المدينة اناس لم يدخلوا الاسلام حقا، فتركهم ولم يكشف سترهم، وهو أيضا الذي دخل مكة فاتحا منتصرا فلم ينتقم ممن حاولوا قتله أبدا، وهذه بعض سمات التسامح والاخلاق فيه.
الفصيل الثاني هو عامة الناس، ممن يؤمنون ان الاسلام فقط لايتأتى الا بهذه الطريقة من جهة، وتتشكل شخصياتهم على التجهم والزجر والعنف وتصنيف الناس والكراهية ومظاهر الاسلام الشكلية، ويغيب عنهم الحلم والصبر، مثلما يغيب عنهم اخلاق المعاملات، من تأدية الحقوق، ورحمة الاب والام، او الغريب او الجار، واغلبنا من هذا الفصيل،نصلي ونصوم، لكننا في اخلاق المعاملات نستحق «صفرا مكعبا» لان نهارنا يبدأ شتما ويتوسط صريخا وينتهي كيدا او سرقة للحقوق، او تجاوزا على كل الحرمات الصغيرة، وتكدسنا بعشرات الالاف في صلاة الجمعة تكدس بلا روح، وليس ادل على ذلك، اننا لحظة الخروج من الصلاة نعود الى ذات افعالنا، وقبلها نكون قد اغلقنا الطرق بذريعة الصلاة، في وجه المرضى وسيارات الاسعاف وعابري السبيل او المارين، وغياب الاخلاق هنا، منسوب الينا، لكن يراد ان يقال ان هؤلاء هم تلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم، وهو اجل واعظم قدرا من هذه النسبة اليه.
الفصيل الثالث، ويتورط فيه اغلبنا ايضا، من حيث التفرج على الفصيل الاول والفصيل الثاني، ومستوى تشويه سمعة الاسلام والنبي في العالم فلايبذل احد اي جهد لتصحيح الصورة، او الدفاع عن النبي وعن سمعته، باستثناء ندرة تتعرض لحملات ظالمة للاسف، ولو كانت كل هذه القبائح يتم نسبها ظلما وزورا الى جد من اجدادنا لهبت العصبية في دمنا دفاعا عنه، لكننا اليوم لانجد جامعة ولا اعلاما ولامالا ولامؤلفا ولاجهدا فرديا ولامركز دراسات، يتفرغ فقط للدفاع عن سمعة النبي، ورفع كل هذا الاذى الملقى في طريقه صلى الله عليه وسلم، بفعل ايدينا او بفعل غيرنا، الا من جانب ثلة قليلة، وكأن صورة البارحة تعيد تجديد نفسها، فالذي كان يؤذي النبي كل يوم، ويلقي كل كريه عند باب بيته، رحل منذ زمن، وجاء بعده عشرات الاف البشر، منا ومن غيرنا، والمفارقة ان لااحد يغار على مقام النبي صلى الله عليه وسلم، وهي غيرة نريد ان نراها في صورة النبي وفي الغيرة على ارثه وسمعته ووصفه في كل التفاصيل، بحيث نكون حقا محبين له.
قد يقول احدهم لماذا تناسيت خصومه الاصليين في العالم ممن يجهدون للاساءة اليه، فأقول ان هؤلاء متوقع فعلهم، وليس غريبا مايفعلون، غير ان الغريب مايفعله بعض مدعي الانتساب اليه والى سيرته العطرة، وبيننا منهم ثلاث فصائل، ولااستثني نفسي من عضوية احداها، احيانا، حتى لانكون مجرد وعاظ مدعين في هذه المناسبة، اي ذكرى ميلاده التي مرت البارحة؟!.
واني احبه حبا شديدا، حد الغيرة بلا سقف، عليه وعلى سمعته، وارثه الكريم، وكل ما اتمناه لي ولكم في العام الجديد، ان نتخلق بأخلاقه فقط، وان تدب في عروقنا الغيرة عليه وعلى سمعته وصورته وأرثه العظيم، فهو اعز من الأبناء والاباء والاجداد معاً.