الجيش المنقذ

خلاصة خبرة طويلة في الاعلام وفي كل " الثلجات"، في المشهد المتكرر الذي يسبق المنخفضات الجوية التي تحمل الثلوج الى المملكة ، إعلان لحالة الطوارئ و اجتماعات ،ومسؤولون مدنيون يملؤون وسائل الاعلام ضجيجا وصورا وتصريحات وكلاما منمقا وخططا واستعدادات( غير مسبوقة) ووعودا بالتنفيذ المحكم والوصول الى افضل النتائج وتجاوز "الثلجة" بنجاح وعندما يأتي الزائر الابيض ويشتد الظرف ويأتي أوان العمل الميداني والتعامل على ارض الواقع نصدم دائما بواقع مؤلم مخالف للتسويق الاعلامي لهؤلاء المسؤولين ووزاراتهم ومؤسساتهم ونكتشف ان خطط التنسيق حبر على ورق وان التنفيذ صعب وان غرف العمليات عبارة عن اماكن محبطة للوطن والمواطن في هذه الظروف وان التحضيرات المسبقة والخطط لا ترى نور التنفيذ وان عجزا واضحا وفشلا في عمل الآليات والكوادر البشرية ،ويتكرر المسلسل في هذه الاثناء والوطن والمواطن بحاجة الى مد يد العون والمساعدة للخروج من المأزق الشنيع يتسيد المشهد العام " الرجال الرجال" النشامى البواسل (الجيش) سياج الوطن وحامي الربوع الذي يفتح الشوارع والطرق والممرات ويحافظ على أمن الوطن ومنعته واستقراره ويقدم المساعدات ويوصل المرضى الى المراكز الطبية والمستشفيات والموظفين والعاملين في الحقول الهامة الى اماكن وظائفهم وعملهم تسانده الاجهزة الامنية وبخاصة الدفاع المدني المحترف ،واليوم وقد عبرت العاصفة الثلجية" هدى" البلاد وسبقها اجتماعات وتنسيق ولقاءات اعلامية صحفية ومتلفزة لمسؤولي الخدمات في وطننا وزراء الاشغال والبلديات والمياه وأمين عمان ورؤساء البلديات ومدراء شركات الكهرباء والمؤسسات والدوائر الخدمية الأخرى وقد شاهدنا آليات حديثة بأعداد كبيرة من كاسحات ثلوج و" جرافات" ولودرات وآليات ثقيلة وسيارات دفع رباعي مجهزة ومبادرات من شركات مقاولات كبرى كمجموعة المناصير ومشاركتها بعشرات الآليات المجهزة بالإضافة الى المشاركات الواجبة على الشركات المنفذة للعطاءات الحكومية حسب عقود التنفيذ فأن الفشل ممنوع والحال يجب ان يتغير وعلى الاجهزة المدنية سواء رسمية او قطاع خاص ان تقوم بواجباتها المسندة لها والمخولة اليها وان تنجح بذلك مدعومة بخدمات الدفاع المدني والاجهزة الامنية الاخرى وان لا تفشل و تركن كما في كل مرة وتستعين بالمنقذ القوات المسلحة الاردنية الباسلة ولتدعوا وتتركوا الجيش يتفرغ لمهامه العظيمة وواجباته الكبرى وان نسانده جميعا ونقف خلفه في الدفاع عن الوطن وكرامته وأمنه وأمانه وإستقراره وحماية المملكة من اﻹعداء في هذه الظروف الامنية الصعبة التي تعصف بالمنطقة .