المجالي وحظر التجوّل
في تصريحاته التي أدلى بها لجريدة الغد، هدّد حسين المجالي، وزير الداخلية، بـ "محاسبة كل شخص يعيق عمل الجهات الرسمية في الخروج من منزله لغير غاية ضرورية".
جهبذ الحلول الأمنيّة يعمد إلى فرض حظر التجوّل على المواطنين، عوضاً عن تحمّل مسؤوليّاته والعمل مع مؤسّسات الدولة والجهات المعنيّة الأخرى على خدمة المواطن وتيسير الأمور، وفقا لما تستوجبه مناصب السلطة التنفيذيّة.
ربّما لا يتقن وزير الداخليّة غير لغة التهديد وتحميل المواطن مسؤوليّة كلّ شيء، حتى التغيّرات المناخيّة وأحوال الطقس. وقد يكون صاحبنا راغباً في سجن كلّ من يضبطّ متجوّلا في طرقات المملكة.
إنّها ليست الحرب يا وزير الداخليّة، كلّ ما في الأمر أن الطبيعة أعلنت رسميّاً حلول فصل الشتاء، فهل يوجد في سجونك مهجع يتّسع لأمّنا الطبيعة ؟! قد يكون الوزير نسي مناشدة المواطنين -الحريصين على أمن الوطن واستقراره- إبلاغ الجهات المختصّة عن أيّ طفل يضبط وفي يده كرة ثلج "يرهب" بها "الحارة" !!
ماذا لو شاءت الجغرافيا وضع الأردن في بقعة تبعد أكثر عن خطّ الاستواء، تخيّل يرعاك الله لو شهدنا أحوالا جويّة كتلك التي اعتادتها الدول الاسكندنافية أو روسيا مثلا ؟ تراكم الثلوج في معظم أيّام السنة لم تمنع اسكندنافيا من بناء دولة الرفاه، ولكن بالطبع الأردن يختلف عن بلاد الفايكنغ، ولكن لماذا ؟
ربّما لأن شبر ثلج يضع كثيرا من المسؤولين في دائرة الهلع، فكيف سيكون الحال لو بلغ ارتفاع الثلوج عدّة أمتار، فهل تتوقّف عجلة الإنتاج ونلوذ بسبات لا ينتهي إلاّ بحلول الربيع ؟
الأصل يا وزير الداخلية أن تستمر الحياة وتقوم المؤسّسات الرسميّة بواجبها في كافّة الظروف، وليس البحث عن الحلول السهلة أو فرض الإقامة الجبريّة على الناس.