أسباب تغير موعد الدورة الشهرية وتأثيراتها الصحية
تُعتبر الدورة الشهرية من العلامات الحيوية التي تعكس صحة المرأة، ولكن قد تتعرض لتغيرات تؤثر على انتظامها. هذه التغيرات قد تكون ناتجة عن عدة عوامل، من أبرزها متلازمة تكيس المبايض.
متلازمة تكيس المبايض
تُعرف متلازمة تكيس المبايض (Polycystic Ovarian Syndrome) بكونها اضطرابًا في توازن الهرمونات الأنثوية والذكورية في جسم الأنثى. هذا الاضطراب قد يؤدي إلى عدم انتظام الإباضة، مما يُفسر تضخم المبيضين لدى النساء المصابات بهذه الحالة. تعاني العديد من النساء المصابات بتكيس المبايض من مقاومة الإنسولين، مما يؤدي إلى زيادة الوزن والشهية، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب والعقم.
تتجلى أعراض متلازمة تكيس المبايض في عدم انتظام أو تأخر الدورة الشهرية، بالإضافة إلى النزف الغزير أو البسيط خلال فترة الطمث. كما قد تعاني النساء من مشاكل في الإنجاب، ومشاكل جلدية مثل حب الشباب، وزيادة تساقط الشعر، وانقطاع النفس النومي. هذه الأعراض تعكس تأثيرات متلازمة تكيس المبايض على الصحة العامة للمرأة.
مشاكل الغدة الدرقية
تعتبر مشاكل الغدة الدرقية من الأسباب الشائعة لتغير الدورة الشهرية. فعند الإصابة بقصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، قد تزداد مدة الدورة الشهرية ويصبح النزيف أكثر غزارة، مما قد يسبب شعورًا بالتقلصات. كما قد يعاني المريض من زيادة الوزن والشعور بالتعب، وزيادة الإحساس بالبرودة.
أما في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)، فتقل مدة الدورة الشهرية ويصبح النزيف خفيفًا. قد يرافق هذه الحالة فقدان الوزن المفاجئ، والشعور بالقلق والتوتر العصبي، وخفقان القلب. لذلك، فإن مشاكل الغدة الدرقية تلعب دورًا مهمًا في انتظام الدورة الشهرية.
العمر والتغيرات الهرمونية
يلعب العمر دورًا مهمًا في انتظام الدورة الشهرية. الفتيات في سن البلوغ، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 10-15 سنة، قد يعانين من عدم انتظام الدورة بسبب عدم تأقلم الجسم مع التغيرات الهرمونية. قد تكون مواعيد الطمث مُتقاربة أو متباعدة، وقد تكون طبيعتها غزيرة أو خفيفة.
كذلك، النساء الأكبر سناً، خاصةً اللاتي يقتربن من سن اليأس، قد يلاحظن تغييرات في مواعيد الدورة الشهرية. هذه التغييرات تُعزى إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم مع تقدم العمر.
الإنجاب والرضاعة الطبيعية
بعد الإنجاب، قد تواجه النساء عدم انتظام في الدورة الشهرية، وهو أمر طبيعي. يحتاج الجسم إلى وقت للتعافي من الحمل، مما يؤدي إلى تغييرات في مستويات الهرمونات. خاصةً لدى النساء المُرضعات، حيث يرتفع مستوى هرمون البرولاكتين (Prolactin) الذي يؤخر عملية الإباضة. نتيجة لذلك، قد تغيب الدورة الشهرية أو تزيد المدّة الفاصلة بين دورتين شهريتين متتاليتين.
يُشار إلى أن حدوث الطمث يتم لأول مرة بعد مدة تتراوح بين 45-94 يوماً بعد الإنجاب. وقد تعود الدورة الشهرية بشكل تدريجي لما كانت عليه سابقاً قبل الحمل عند بعض النساء، بينما قد تتغيّر خصائصها بشكلٍ تام لدى البعض الآخر.
الورم الليفي الرحمي
الورم الليفي الرحمي (Uterine Fibroids) هو حالة شائعة بين النساء، حيث تتطور أورام غير سرطانية في عضلات الرحم. قد تتفاوت أحجام هذه الأورام، مما يؤدي إلى ضغط على المثانة والأمعاء. الأعراض تشمل النزيف الشديد، الألم أثناء الطمث، والإمساك. في حالة ظهور الأعراض، يجب استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب.
تُعتبر هذه الحالة شائعة بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30-40 سنة، وقد لا تظهر أعراض تدل على الإصابة بهذه الحالة. ومع ذلك، إذا ظهرت الأعراض، فإنها قد تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، مما يتطلب تدخلاً طبيًا.













