أسباب ضعف التبويض وتأثيراتها على الخصوبة
يُعتبر ضعف التبويض أو فشل التبويض (بالإنجليزية: Ovulation failure) من المشكلات الشائعة التي تواجه العديد من النساء. يُشير ضعف التبويض إلى وجود اضطرابات في عملية الإباضة، وهي العملية التي يتم فيها إطلاق بويضة من المبيض بهدف حدوث الحمل. إذا كانت الإباضة غير منتظمة ولكنها ليست منقطعة، يُطلق على هذه الحالة اسم قلة التبويض (بالإنجليزية: Oligovulation). أما نقص الإباضة أو غيابها فيُعرف باللاإباضة (بالإنجليزية: Anovulation). يُعتبر كل من اللاإباضة وقلة التبويض من أنواع ضعف التبويض، والذي يُعد السبب الأكثر شيوعًا لمشاكل الحمل عند النساء.
في حال انعدام الإباضة، لا يمكن للمرأة الحمل بسبب عدم وجود بويضة مخصبة. بينما إذا كانت تعاني من عدم انتظام الإباضة، فإن فرص حدوث الحمل تقل، ولكن لا تزال ممكنة. يُشير التبويض المتأخر إلى ضعف جودة البويضات، مما قد يقلل من فرص الإخصاب. تتعدد أسباب ضعف التبويض، وفيما يلي توضيح لبعض هذه الأسباب:
متلازمة تكيس المبايض
تُعتبر متلازمة تكيس المبايض (PCOS) السبب الأكثر شيوعًا لضعف التبويض لدى النساء. غالبًا ما ترتبط هذه المتلازمة بارتفاع مستويات الإنسولين، المعروف بفرط إنسولين الدم (بالإنجليزية: Hyperinsulinemia). يؤدي ارتفاع الإنسولين إلى زيادة إنتاج الأندروجينات بواسطة المبيض، مما يتسبب في اضطراب الهرمونات وضعف نمو الجريبات التي تُطلق البويضة الناضجة.
تعاني معظم النساء المصابات بهذه المتلازمة من السمنة الخفيفة وعدم انتظام أو انقطاع الدورة الشهرية، بالإضافة إلى ظهور أعراض مثل زيادة نمو الشعر وحب الشباب. يتم تشخيص المتلازمة من خلال اختبارات الحمل وقياس مستوى الهرمونات، بالإضافة إلى التصوير لاستبعاد وجود أورام في المبيض.
ممارسة التمارين الرياضية بإفراط
تُعتبر ممارسة التمارين الرياضية بشكل معتدل مفيدة للخصوبة، ولكن الإفراط في ممارسة الرياضة قد يؤدي إلى ضعف الإباضة. إليك كيف تؤثر التمارين الرياضية على الإباضة:
- قد تؤدي التمارين الشديدة إلى اضطراب في الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الجهاز التناسلي الأنثوي.
- ممارسة الرياضة بكثرة قد تضعف الإباضة لدى النساء ذوات الوزن الطبيعي.
- التمارين الهوائية لأكثر من سبع ساعات أسبوعيًا قد تزيد من خطر مشاكل التبويض.
- ممارسة التمارين المعتدلة لأكثر من ساعة ولكن أقل من خمس ساعات أسبوعيًا قد تحسن الخصوبة.
- التمارين الشاقة لأكثر من أربع ساعات أسبوعيًا قد تقلل من معدلات نجاح أطفال الأنابيب.
تشير بعض الأبحاث إلى أن مدة ممارسة التمارين الرياضية قد تؤثر في الخصوبة؛ لذلك يجب تقليل مدة ممارسة التمارين الشديدة إلى أربع ساعات في الأسبوع عند محاولة الحمل. ومن جهة أخرى، لا توجد حاجة إلى تقليل مدة ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة.
التوتر النفسي
قد يؤثر التوتر النفسي الشديد في الخصوبة لدى النساء. ولكن نادرًا ما يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل طويلة الأمد في الحمل؛ حيث قد يؤدي التوتر النفسي في بعض الحالات إلى تأخر الدورة الشهرية أو عدم انتظامها. إلاّ أنّ التوتر وحده لا يسبب العقم. والرابط بين التوتر ومشاكل الخصوبة أنّ التوتر قد يؤثر على مستويات الهرمونات التي تلعب دورًا في تنظيم عملية الإباضة.
تتعدد العوامل التي قد تؤدي إلى زيادة مستويات التوتر، مثل الضغوطات اليومية، والقلق بشأن الحمل، والمشاكل الشخصية. لذلك، من المهم أن تسعى النساء إلى إدارة التوتر بطرق صحية مثل ممارسة التأمل، واليوغا، أو التمارين الرياضية المعتدلة.
بشكل عام، يُعتبر ضعف التبويض من القضايا الصحية التي تتطلب اهتمامًا خاصًا، حيث يمكن أن تؤثر على جودة الحياة والقدرة على الإنجاب. من المهم استشارة الأطباء المختصين للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.













