أضرار شرب الدواء مع الحليب وتأثيرات الأغذية على الأدوية

أضرار شرب الدواء مع الحليب وتأثيرات الأغذية على الأدوية
جو 24 :

يُعتبر تناول الأدوية مع الأطعمة والمشروبات مسألة حساسة تتطلب وعياً دقيقاً، حيث يمكن أن تؤثر بعض الأطعمة على فعالية الأدوية وتسبب تفاعلات غير مرغوب فيها. في هذا السياق، سنستعرض الأدوية التي يجب تجنب تناولها مع الحليب، بالإضافة إلى الأدوية التي يمكن أن تكون مناسبة لاستخدامها مع الحليب، وأيضاً الأغذية التي قد تتداخل مع الأدوية.

أدوية لا تتناسب مع الحليب

تُعتبر المضادات الحيوية من الأدوية التي يجب تجنب تناولها مع منتجات الألبان. وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Clinical Therapeutics في عام 2015، فإن محتوى الحليب من المعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، بالإضافة إلى بروتين الكازيين، يمكن أن يتداخل مع امتصاص المضادات الحيوية. هذا التداخل قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل انخفاض التوافر البيولوجي للأدوية، وتأثيرات على كمية إفراز الأدوية سواء بالزيادة أو النقصان، وكذلك انخفاض امتصاص بعض العناصر الغذائية في الجسم.

من المهم أن يكون المرضى على دراية بأن تناول الحليب مع المضادات الحيوية قد يؤدي إلى تقليل فعالية هذه الأدوية، مما قد يؤثر سلباً على العلاج. لذلك، يُنصح بعدم تناول الحليب أو منتجات الألبان خلال فترة تناول المضادات الحيوية، ويفضل الانتظار لمدة ساعتين على الأقل بعد تناول الدواء قبل تناول أي منتج يحتوي على الحليب.

أدوية مناسبة مع الحليب

على الجانب الآخر، قد يكون تناول الحليب مفيداً مع بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs) التي تُستخدم لتخفيف الألم وتقليل الالتهاب. من الأمثلة الشائعة على هذه الأدوية دواء الإيبوبروفين، والذي يُستخدم بشكل واسع كمسكن للألم.

تُظهر الأبحاث أن تناول كوب من الحليب أو تناول الطعام مع هذه الأدوية قد يساعد في تقليل اضطراب المعدة الناتج عن تناولها. حيث إن هذه الأدوية قد تسبب تهيجاً في بطانة المعدة، وبالتالي فإن شرب الحليب قد يُخفف من هذا التأثير الجانبي. ومع ذلك، يُنصح دائماً باستشارة الطبيب أو الصيدلي قبل البدء في تناول أي نوع من الأدوية، وإبلاغهم عن المكملات الغذائية أو الأطعمة المستهلكة لتجنب حدوث تداخلات دوائية.

أغذية قد تتداخل مع الأدوية

يمكن أن يؤثر تناول الأطعمة والمشروبات مع الأدوية على كيفية عمل هذه الأدوية في الجسم، وهو ما يعرف بتفاعلات الغذاء والدواء. هذه التفاعلات قد تؤثر على درجة ومعدل امتصاص الدواء وإفرازه، مما قد يؤدي إلى زيادة الآثار الجانبية أو تقليل فعالية الدواء. إليك بعض الأمثلة على الأطعمة التي قد تتداخل مع الأدوية:

  • عصير الجريب فروت: تناول عصير الجريب فروت يمكن أن يثبط نشاط إنزيم السيتوكروم 3A4، الذي يلعب دوراً في تفكيك العديد من الأدوية. بدلاً من أن يتم تحطيم هذه الأدوية، يدخل المزيد منها إلى الدم ويبقى لفترة أطول، مما يزيد من الآثار الجانبية. من الأدوية التي قد تتداخل مع الجريب فروت هي تلك التي تعالج ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول.
  • الأغذية الغنية بفيتامين ك: الأطعمة مثل السبانخ والبروكلي قد تتداخل مع مميعات الدم، مما يقلل من فعاليتها. لذا يجب توخي الحذر عند تناول هذه الأطعمة مع مميعات الدم.
  • الأغذية العالية بالبوتاسيوم: يُعدّ البوتاسيوم عنصراً غذائيّاً أساسياً يُستخدم للحفاظ على توازن السوائل والكهارل في الجسم. ومع ذلك، فإن عدم توازن مستوى البوتاسيوم في الجسم سيكون ضارّاً. هناك العديد من الأدوية التي يمكن أن تزيد كميّة البوتاسيوم في الجسم، ومنها مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEIs) المستخدمة في حالات فرط ضغط الدم. لذا ينبغي تجنب تناول كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم عند استهلاك هذه الأدوية.
  • الأغذية العالية بالتيرامين: يتوفر التيرامين بشكلٍ طبيعيٍّ في الأطعمة المحتوية على البروتين. وقد تؤدي زيادة مستوى التيرامين إلى ارتفاع مفاجئ وخطير في ضغط الدم. وفي العادة، فإنّ التيرامين يتحطّم بسرعةٍ في الأمعاء والكبد، إلّا أنّه قد يكون خطيراً بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون أدويةً تثبط عمليّات أيض التيرامين.

بشكل عام، يجب على الأفراد الذين يتناولون أدوية معينة أن يكونوا واعين للتفاعلات المحتملة بين الأدوية والأطعمة. يُعتبر استشارة الطبيب أو الصيدلي خطوة مهمة لضمان عدم حدوث تداخلات دوائية، مما قد يؤثر على فعالية العلاج أو يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها.

الأسئلة الشائعة

تابعو الأردن 24 على google news