اختلال الآنية: التعريف والأعراض والأسباب

اختلال الآنية هو حالة نفسية معقدة يشعر فيها الفرد بأنه منفصل عن جسده وأفكاره، وكأنه يراقب نفسه من منظور خارجي. قد يشعر الشخص بأنه يعيش حياته من خارج جسمه، أو أن الأشياء من حوله ليست حقيقية، أو أنه يعاني من كليهما. هذه الحالة تؤدي إلى فقدان الشعور بالهوية والسيطرة على المشاعر، مما يجعل الشخص يشعر وكأنه يعيش في حلم أو واقع غير حقيقي.

تعريف اختلال الآنية

يُعرف اختلال الآنية أيضًا باسم "اضطراب نزع الطابع الشخصي" أو "إضعاف الشخصية" (Depersonalization-derealization disorder - DDD/DPDR). يُعتبر هذا النوع من الاضطرابات الانفصالية يتضمن مشاكل في الذاكرة والهوية والسلوك والشعور بالنفس. قد تكون مشاعر نزع الطابع الشخصي مزعجة للغاية، حيث قد يشعر الشخص وكأنه يعيش في حلم، مما يؤثر سلبًا على جودة حياته اليومية.

أسباب الإصابة باختلال الآنية

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث اختلال الآنية، حيث إن بعض الأفراد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية من غيرهم. تلعب العوامل البيولوجية والبيئية وقلة النوم دورًا في تفاقم الأعراض. من بين الأسباب المحتملة:

• نظام عصبي أقل استجابة للمشاعر، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للشعور بالانفصال.
• اضطرابات الصحة العقلية مثل الفُصام وفقدان الذاكرة، التي قد تؤدي إلى تجارب مشابهة لاختلال الآنية.
• الظروف الجسدية مثل اضطراب النوبة، التي قد تؤثر على الوعي والشعور بالنفس.
• الإساءة أو الإهمال العاطفي أو البدني في مرحلة الطفولة، مما يترك آثارًا نفسية عميقة.
• مشاهدة العنف المنزلي، الذي قد يؤدي إلى مشاعر عدم الأمان والانفصال عن الواقع.
• الميل الفطري لتجنب أو إنكار المواقف الصعبة، مما يزيد من حدة الأعراض.
• صعوبة التكيف مع الحالات الصعبة مثل فقدان شخص عزيز بشكل غير متوقع، مما يؤدي إلى مشاعر الحزن والانفصال.
• الاكتئاب أو القلق، خصوصًا الاكتئاب الشديد أو المطول، الذي قد يزيد من حدة الأعراض.
• التعرض لحادث أو اعتداء مؤلم، مما يسبب صدمة نفسية تؤدي إلى اختلال الآنية.
• الإجهاد الشديد في أي مجال من مجالات الحياة الشخصية أو المالية أو المهنية، مما يزيد من الضغط النفسي.

أعراض اختلال الآنية

تظهر أعراض هذا الاضطراب وتختفي، وقد تتفاوت حدتها من فرد لآخر. تبدأ الأعراض عادةً في فترة المراهقة المتوسطة إلى المتأخرة أو في مرحلة البلوغ المبكر، وهي نادرة الحدوث عند الأطفال والبالغين الأكبر سناً. تنقسم الأعراض عمومًا إلى فئتين: أعراض إزالة الشخصية وأعراض التثبيط.

أعراض إزالة الشخصية

تشمل أعراض إزالة الشخصية الشعور وكأن الشخص خارج جسده، وأحيانًا كأن الشخص ينظر إلى نفسه من الأعلى. يمكن أن يشعر الشخص بالانفصال عن نفسه، كما لو لم يكن لديه نفس فعلية. هذه الأعراض قد تؤدي إلى شعور بالضياع وعدم الانتماء، مما يزيد من القلق والتوتر.

تعتبر هذه الأعراض مزعجة للغاية، حيث قد تجعل الشخص يشعر بعدم الواقعية وعدم القدرة على التفاعل مع العالم من حوله بشكل طبيعي. في بعض الأحيان، قد يواجه الأفراد صعوبة في تذكر الأحداث أو التجارب، مما يزيد من شعورهم بالانفصال.

تتطلب هذه الحالة اهتمامًا خاصًا من المختصين في الصحة النفسية، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية للفرد. من المهم أن يسعى الأفراد الذين يعانون من هذه الأعراض إلى الحصول على الدعم والعلاج المناسب.