الثلاسيميا وأهمية الفحوصات قبل الزواج

الفحوصات قبل الزواج

تتطلب وزارات الصحة في العديد من الدول، بالتعاون مع المحاكم الشرعية، إجراء فحص الثلاسيميا للمقبلين على الزواج. يهدف هذا الفحص إلى تجنب زواج رجل وامرأة يحملان هذا المرض، مما يعرضهم لخطر إنجاب أطفال مصابين به. يعتبر هذا القرار إيجابياً، حيث انخفضت حالات الإصابة بالثلاسيميا بعد تطبيقه، مما يخفف من معاناة الأبوين الذين قد يفقدون أطفالهم بسبب هذا المرض. كما يساهم في تقليل العبء على وزارات الصحة في تلبية احتياجات المصابين. في هذا المقال، سنتعرف بشكل أعمق على مرض الثلاسيميا والفحوصات الأخرى التي تجرى قبل الزواج.

فحوصات الأمراض الوراثية

الثلاسيميا

تعتبر الثلاسيميا من أبرز الأمراض الوراثية التي يتم فحصها قبل الزواج. يتضمن الفحص تحليل دم لأحد الطرفين المقبلين على الزواج، لتحديد نسبة الهيموجلوبين وحجم خلايا الدم الحمراء. إذا كانت النتيجة طبيعية، فهذا يعني أن الشخص غير حامل للمرض. أما إذا كانت هناك أي مشاكل في النتائج، يتم إجراء فحص إضافي للتأكد من حالة الشخص. في حال كانت النتيجة إيجابية، يُطلب من الطرف الآخر إجراء الفحص. إذا كان سليماً، يمكن الموافقة على الزواج قضائياً. لكن إذا كان كلا الطرفين يحملان الثلاسيميا، هناك قوانين تمنع إتمام إجراءات الزواج، مما يؤدي إلى الانفصال قبل إتمامه.

إن زواج رجل وامرأة يحملان الثلاسيميا يزيد من احتمالية إصابة أطفالهم بهذا المرض إلى 50% مع كل طفل ينجبونه، وهي نسبة مرتفعة جداً. المصاب بالثلاسيميا يعاني من تكسّر خلايا الدم الحمراء في عمر أقل من الطبيعي، ويكون مستوى الهيموجلوبين ضعيفاً، مما يتطلب عمليات نقل دم متكررة. هذا الأمر يؤدي إلى زيادة ترسّب الحديد في أعضاء الجسم مثل الكبد والطحال والقلب، مما قد يسبب فشلها وقد يؤدي إلى الوفاة.

فحوصات المقدرة على الإنجاب

رغم أن هذا الفحص ليس إلزامياً قانونياً، إلا أنه مهم لتحديد قدرة كلا الزوجين على الإنجاب. فحب إنجاب الأطفال هو أمر فطري، خصوصاً في مجتمعنا العربي. يهدف هذا الفحص إلى التأكد من عدم حرمان أي طرف من هذه النعمة، ويتضمن فحص نسبة الحيوانات المنوية وسلامتها ونشاطها عند الرجل، بالإضافة إلى فحص هرمون FSH عند المرأة في اليوم الثالث من الدورة الشهرية وبعض الفحوصات السريرية.

فحوصات الأمراض المنقولة جنسياً

تعتبر هذه الفحوصات إلزامية في بعض الدول، خاصة الغربية، وهي حق للطرفين المقبلين على الزواج. تهدف إلى التأكد من سلامة الشريك من الأمراض المنقولة جنسياً مثل التهاب الكبد الوبائي (ب) و(ج) أو مرض الزهري أو السيلان أو الإيدز.

للتعرف على تفاصيل أكثر حول الفحوصات التي يخضع لها الزوجان قبل الزواج.