تغذية الجنين في بطن الأم: كيف يتم ذلك؟

جو 24 :

تغذية الجنين في بطن الأم

يتغذى الجنين في بطن أمه من خلال المشيمة، وهي عضو يتطور داخل رحم الأم خلال فترة الحمل. تعتبر المشيمة المسؤولة عن توفير العناصر الغذائية والأكسجين للجنين، بالإضافة إلى إزالة الفضلات من دمه. تتصل المشيمة بجدار الرحم، وينشأ منها الحبل السري الذي يربط الجنين بالمشيمة. تتكون المشيمة من أنسجة الأم وأنسجة الجنين، وهي موجودة فقط في الثدييات، مما يسمح للأم بنقل كميات كبيرة من العناصر الغذائية للجنين لفترة طويلة قبل الولادة.

كيف تتم تغذية الجنين في بطن الأم

الجزء الجنيني من المشيمة، المعروف باسم المشيماء، يتكون من خلايا الأرومات المغذية، التي تشكل تراكيب تشبه أصابع اليد تُسمى الزُّغابات المشيمية. تحتوي المشيمة أيضًا على الحيِّز بين الزُّغابات، الذي يحيط بالزغابات المشيمية ويحتوي على دم الأم. يتدفق دم الأم من الدورة الدموية لها ويمر عبر الحيِّز بين الزُّغابات، ثم يعود إلى أوعيتها الدموية. بينما يتدفق دم الجنين من الجنين نحو الشريانين الرئيسين في الحبل السري، ثم عبر شبكة الشعيرات الدموية للزغابات المشيمية، ويعود مرة أخرى عبر الوريد السري.

يحتاج الجنين إلى كميات كبيرة من العناصر الغذائية والأكسجين، والتي لا يمكنه الحصول عليها بنفسه. لذلك، يكون دم الجنين المتدفق في الشعيرات الدموية للزغابات المشيمية فقيرًا بالأكسجين والعناصر الغذائية، بينما يكون دم الأم غنياً بهذه العناصر. يؤدي الاختلاف في تركيز هذه المواد بين دم الأم ودم الجنين إلى انتشارها من دم الأم إلى الزغابات ومن ثم إلى دم الجنين. في المقابل، يحتوي دم الجنين على تركيزات مرتفعة من غاز ثاني أكسيد الكربون والفضلات، مما يسهل عملية إزالة هذه المواد من دم الجنين إلى دم الأم عبر الأرومات المغذية. من المهم ملاحظة أن دم الأم ودم الجنين لا يختلطان في المشيمة، حيث تفصل بينهما خلايا الجنين البطانية الغشائية.

الغذاء المناسب أثناء الحمل

تحتاج المرأة الحامل خلال فترة الحمل إلى المزيد من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن. يجب عليها تناول كمية إضافية تتراوح بين 350-500 سعر حراري يومياً خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل. يؤدي نقص العناصر الغذائية المهمة إلى تأثير سلبي على نمو الجنين وتطوره. لذا، يجب على الحامل اختيار الأطعمة الصحية والغنية بالعناصر الغذائية للحفاظ على صحتها وصحة جنينها. تشمل هذه الأطعمة: منتجات الألبان، البقوليات، البيض، سمك السلمون، البطاطا الحلوة، البروكلي، والخضروات الخضراء مثل السبانخ. كما يجب تناول اللحم قليل الدهن، التوت البري، الحبوب الكاملة، الفواكه المجففة، والأفوكادو، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من المياه تتراوح بين 1-2 لتر يومياً.

المشيمة

تبدأ المشيمة بالنمو والتشكل منذ التصاق البويضة المخصبة بجدار الرحم. ينمو الحبل السُري منها إلى سرة الجنين، مما يسمح بتدفق الدم من الأم إلى الجنين ومن الجنين إلى الأم. تستمر المشيمة السليمة في النمو طوال فترة الحمل، ويقدر وزنها عند الولادة بحوالي 454-907 غرامات. تخرج المشيمة من الرحم أثناء المخاض بعد فترة تتراوح بين 5-30 دقيقة من خروج الجنين. تنتج المشيمة الهرمونات المتعلقة بالحمل، مثل هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية، والإستروجين، والبروجيستيرون.

الحبل السري

يتكون الحبل السري من الأنسجة التي تربط بين الجنين والمشيمة، وهو يلعب دورًا حيويًا في نقل العناصر الغذائية والأكسجين من الأم إلى الجنين. يتكون الحبل السري من شرايين وأوردة، ويحتوي على سائل يُعرف بالسائل الأمنيوسي، الذي يحمي الجنين ويساعد في نموه. يعتبر الحبل السري جزءًا أساسيًا من عملية تغذية الجنين، حيث يضمن توفير جميع العناصر الضرورية لنموه السليم.