ضغط الدم عند كبار السن: أهمية السيطرة والتفسير

ضغط الدم (بالإنجليزية: Blood pressure) يُعتبر من المؤشرات الحيوية الهامة التي تعكس صحة القلب والأوعية الدموية، وخاصة لدى كبار السن. المحافظة على ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية يُعد أمرًا بالغ الأهمية للصحة العامة، حيث أن ارتفاع ضغط الدم غالبًا ما يرتبط بالتقدم في العمر. يُعرف ضغط الدم الطبيعي بأنه يتراوح بين 90/60 ملم زئبقي و120/80 ملم زئبقي.

تقدير ضغط الدم الطبيعي لدى كبار السن

تختلف تقديرات ضغط الدم الطبيعي لكبار السن بين المنظمات الصحية المختلفة. في عام 2017، قامت جمعية القلب الأمريكية والكلية الأمريكية لأمراض القلب (بالإنجليزية: The American College of Cardiology and the American Heart Association) بتعديل القراءات المرجعية لتكون أقل من 130/80 ملم زئبقي للرجال والنساء الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا. هذا التعديل يعكس فهمًا أعمق لتأثير ضغط الدم على الصحة العامة لكبار السن.

يتم التعبير عن ضغط الدم برقمين: الرقم العلوي يُعرف بضغط الدم الانقباضي (بالإنجليزية: Systolic Blood Pressure) والذي يمثل ضغط الدم أثناء انقباض عضلة القلب لضخ الدم، بينما الرقم السفلي يُعرف بضغط الدم الانبساطي (بالإنجليزية: Diastolic Blood Pressure) والذي يُعبر عن ضغط الدم أثناء استرخاء عضلة القلب بين النبضات وامتلاء القلب بالدم. تُستخدم وحدة ملليمتر من الزئبق (بالإنجليزية: Millimetres of mercury) واختصارًا mmHg للتعبير عن هذه القراءات.

تفسير قراءات ضغط الدم عند كبار السن

لتفسير نتائج قراءات الضغط المختلفة لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا، يمكن توضيحها بحسب آخر التحديثات التي أصدرتها المنظمات المعنية. الجدول التالي يوضح تصنيف ضغط الدم:

ارتفاع ضغط الدم عند كبار السن

تزداد فرص وشدة الإصابة بارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension) مع تقدم العمر، وهو أحد عوامل الخطورة الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وفقًا لاستقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية (بالإنجليزية: National Health and Nutrition Examination Survey) المعروف اختصارًا بـ NHANES، فإن نسبة الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في سن 65 عامًا أو أكثر تُقدّر بحوالي 70% من هذه الفئة العمرية.

على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم يُعتبر مشكلة صحية شائعة بين كبار السن، إلا أنه يمكن السيطرة عليه وتنظيمه من خلال تغييرات في نمط الحياة، مثل تحسين النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني، وتجنب التوتر. كما يُمكن استخدام الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء لتحقيق ذلك.

أسباب ارتفاع ضغط الدم عند كبار السن

لم يتمكن العلماء من فهم مسببات ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالتقدم في العمر بشكل كامل. ومع ذلك، يُعزى السبب في كثير من الأحيان إلى تصلب الشرايين وتضيّقها، مما يؤدي إلى تضرّر جدران الشرايين والقلب. كما يُلاحظ أن فرصة الإصابة بارتفاع ضغط الدم تكون أعلى لدى النساء بعد انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause)، مما يشير إلى تأثير التغيرات الهرمونية على ضغط الدم.

في أغلب الحالات، يندرج ارتفاع ضغط الدم الذي يُصيب كبار السن تحت ما يُعرف بفرط ضغط الدم الانقباضي المعزول أو المنفرد (بالإنجليزية: Isolated Systolic Hypertension)، وهو نوع من ارتفاع ضغط الدم الذي يتميز بارتفاع ضغط الدم الانقباضي فقط بحيث يساوي أو يزيد عن 130 ملم زئبقي مع امتلاك ضغط دم انبساطي طبيعي يقل عن 80 ملم زئبقي. يحدث هذا النوع من فرط ضغط الدم عادة بسبب فقدان الشرايين لمرونتها، وهو ما يرتبط بالتقدم في العمر.

مع تقدم السن، يرتفع أيضًا خطر الإصابة ببعض الاضطرابات الصحية الأخرى، مثل السكري وأمراض القلب، مما يزيد من تعقيد إدارة ضغط الدم. لذلك، من المهم أن يكون هناك وعي كافٍ بين كبار السن حول أهمية مراقبة ضغط الدم بانتظام والتوجه إلى الرعاية الصحية عند الحاجة.