طرق تحديد نوع الجنين: اعتقادات علمية وحكم شرعي

تتعدد الطرق التي يعتقد بها الكثيرون لتحديد نوع الجنين قبل الحمل، ولكن من المهم أن نكون واعين بأن العديد من هذه الطرق لا تستند إلى أدلة علمية قوية. في هذا السياق، نستعرض بعض الاعتقادات الشائعة التي تتعلق بتحديد نوع الجنين.

اتباع نظام غذائي معين

يعتقد البعض أن تغيير النظام الغذائي يمكن أن يؤثر على نوع الجنين. من بين الاقتراحات المتداولة هو تعديل حموضة الجسم من خلال الغذاء. يُعتقد أن زيادة قلوية الجسم قد تزيد من فرص الحمل بجنين ذكر، بينما زيادة حموضة الجسم قد تؤدي إلى الحمل بأنثى. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي يدعم هذه النظرية، كما أكدت هيئة الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا. على الرغم من أن بعض الأشخاص يعتقدون أن تناول كميات أكبر من السعرات الحرارية قد يسهم في الحمل بجنين ذكر، إلا أن هذه الاعتقادات لا تزال مجرد نظريات لم يتم إثباتها علميًا.

الانتباه إلى وقت الجماع

قام شيتلس بدراسة مقارنة بين الحيوانات المنوية الذكرية (Y) والأنثوية (X)، حيث أظهرت النتائج أن الحيوانات المنوية الذكرية أصغر حجمًا وتسبح بشكل أسرع، لكنها تعيش لفترة أقصر. بناءً على ذلك، افترض شيتلس أنه إذا تم الجماع في وقت الإباضة، فمن المرجح أن يصل الحيوان المنوي الذكري إلى البويضة أولًا، مما يزيد من احتمالية إنجاب طفل ذكر. بينما إذا تم الجماع قبل الإباضة، فمن المحتمل أن يكون الحمل بأنثى نظرًا لطول عمر الحيوانات المنوية الأنثوية. ومع ذلك، أظهرت الدراسات الحديثة أن توقيت الجماع لا يؤثر بشكل واضح على نوع الجنين، مما يعني أن هذه النظرية لا تدعمها الأدلة العلمية بشكل كاف.

التشخيص الوراثي السابق للانغراس

التشخيص الوراثي السابق للانغراس (PGD) هو تقنية تستخدم لاختيار جنس الجنين. من خلال هذه التقنية، يتم الكشف عن الأجنة التي تحمل الكروموسومات XX أو XY، ويتم اختيار الأجنة المرغوبة لزراعتها في رحم الأم. تعتبر هذه الطريقة الأكثر دقة، حيث تصل دقتها إلى 100٪، بينما التقنيات الأخرى لم تحقق نجاحًا أكبر من 75-80٪. تُستخدم تقنية التهجين الموضعي المتألق (FISH) أثناء التشخيص الوراثي لتحديد جنس الجنين قبل الزرع، حيث يتم استخدام مجسات للحمض النووي ترتبط بالكروموسومات X وY، مما يتيح تحديد الجنس بدقة.

الحكم الشرعي لتحديد جنس الجنين

في عام 2007، أقر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي الحكم الشرعي حول تحديد جنس الجنين، حيث أجاز اختيار الجنس من خلال تغيير النظام الغذائي أو استخدام الغسول الكيميائي، أو مراعاة توقيت الجماع. ومع ذلك، أكد المجلس على أهمية الرضا بقضاء الله في ما يتعلق بالذرية، سواء كانت ذكراً أم أنثى. كما أن الحكم الشرعي لتحديد جنس المولود من خلال التدخل الطبي بواسطة أطفال الأنابيب يتطلب تفصيلًا عند أهل العلم، حيث يرون عدم جواز إجراء مثل هذه العمليات للقادرين على الإنجاب بطرق طبيعية، إذ لا يوجد ضرورة تُبيح مثل هذه العمليات.