عدد الغدد العرقية في جسم الإنسان

يحتوي جسم الإنسان على ما يقارب 2-4 مليون غدة عرقية، حيث تمثل الغدد الناتِحة حوالي 75% من إجمالي هذه الغدد. بينما تُكمل الغدد المُفتَرَزة النسبة المتبقية. ومن الملاحظ أن عدد الغدد العرقية يتساوى بين الرجال والنساء، لكن الدراسات تشير إلى أن الرجال يتعرقون بشكل أكبر مقارنة بالنساء، مما يعكس فعالية أعلى في عملية التعرق.

أنواع الغدد العرقية

تنقسم الغدد العرقية إلى نوعين رئيسيين، وهما:

الغدد العرقية الناتِحة

تبدأ الغدد العرقية الناتِحة بالتشكل منذ المرحلة الجنينية، وتتركز بشكل أكبر في الجبهة، أسفل القدمين، الإبطين، والخدود. هذه الغدد تفتح قنواتها مباشرة على سطح الجلد وتفرز مادة شفافة عديمة الرائحة تتكون أساسًا من الماء وكلوريد الصوديوم. تلعب هذه الغدد دورًا أساسيًا في تنظيم درجة حرارة الجسم من خلال إفراز العرق الذي يساعد في تبريد الجسم أثناء النشاط البدني أو في الأجواء الحارة.

الغدد العرقية المُفتَرَزة

تكون الغدد العرقية المُفتَرَزة خاملة قبل البلوغ، لكنها تتزايد في الحجم بعده. تكثر هذه الغدد في المناطق الغنية ببصيلات الشعر، مثل فروة الرأس والإبطين، حيث تفتح قنواتها في بُصيلة الشعر وتفرز سائلًا سميكًا. المواد التي تُفرزها هذه الغدد تُحطّمها الكائنات الدقيقة على الجلد مما يؤدي إلى ظهور رائحة للجسم. يُعتبر هذا النوع من الغدد أكثر نشاطًا في مرحلة البلوغ، حيث تتأثر بزيادة الهرمونات.

يوجد نوع ثالث يُعرف بالغدد المُفتَرَزة الناتِحة، والتي تُعتبر مزيجًا بين النوعين السابقين، وتوجد تحت الإبطين وفي المنطقة المحيطة بالشرج. تُعتبر هذه الغدد أكبر حجمًا من الغدد الناتِحة ولكن أصغر من المُفتَرَزة، وتلعب دورًا في إفراز العرق الذي قد يتسبب في رائحة الجسم.

أمراض الغدد العرقية

تتعدد الاضطرابات التي قد تصيب الغدد العرقية، ومن أبرزها:

طَفَح الحرّ

ينتج طَفَح الحرّ عن انسداد القنوات الضيقة التي تحمل العرق إلى سطح الجلد، مما يؤدي إلى احتباس العرق وحدوث التهاب وتهيج. تظهر الأعراض في المناطق التي يحتك فيها الجلد مع بعضه، مثل أسفل الصدر والإبطين. قد تتطور هذه الحالة في المناخات الباردة أيضًا إذا ارتدى الأشخاص ملابس كثيرة، مما يؤدي إلى زيادة التعرق في تلك المناطق. يعاني الأشخاص كثيرو التعرق من هذه الحالة بشكل أكبر، خاصة في الأجواء المناخية الدافئة والرطبة.

الصُّنان

تظهر رائحة العرق لدى معظم الناس، لكن انبعاث رائحة كريهة بشكل ملحوظ يُعتبر حالة مرضية تُعرف بالصُّنان. يُشخص هذا الاضطراب عندما تؤثر رائحة العرق سلبًا على حياة الشخص وتفاعله الاجتماعي. يُقسم الصُّنان إلى نوعين حسب نوع الغدد العرقية: صُنان الغدد الناتِحة، والذي غالبًا ما يُصيب القدمين، وصُنان الغدد المُفتَرَزة، الذي يشيع في الإبطين. يُعتبر الصُّنان مشكلة شائعة، وقد تؤثر على الثقة بالنفس والعلاقات الاجتماعية للأشخاص الذين يعانون منه.