عسر الهضم: أسبابه وأعراضه وعلاجه
عسر الهضم، المعروف أيضًا بسوء الهضم أو اضطراب المعدة، هو حالة تتمثل في الشعور بألم أو حرقة في الجزء العلوي من البطن. لا يُعتبر عسر الهضم مرضًا بحد ذاته، بل قد يكون عرضًا لمشكلة في الجهاز الهضمي، مثل القرحة الهضمية أو مشاكل في المرارة. في الواقع، تُعزى معظم حالات عسر الهضم إلى نمط الحياة المتبع، حيث قد تظهر الأعراض نتيجة تناول طعام معين أو تناول دواء أو شرب مشروب معين.
من المهم الإشارة إلى أن عسر الهضم يختلف عن حرقة المعدة، على الرغم من أن المحفزات قد تكون متشابهة، وكذلك العلاج. العديد من الأشخاص الذين يعانون من إحدى الحالتين قد يشعرون بالأخرى أيضًا. لفهم الفرق بينهما، يجدر توضيح أن حرقة المعدة تتمثل في ارتداد الحمض الموجود في المعدة إلى المريء، مما يسبب الشعور بالحرقة في الصدر أو الحلق.
أنواع عسر الهضم
بالنسبة لعسر الهضم، يمكن أن يكون هناك ثلاثة أنواع: عسر الهضم المتقطع، الذي يحدث من حين لآخر، وعسر الهضم المزمن، الذي يحدث بشكل منتظم أو مستمر لعدة أسابيع أو أشهر، وأخيرًا عسر الهضم الوظيفي، الذي يتمثل في ظهور الأعراض بشكل مزمن دون وجود سبب محدد.
أعراض عسر الهضم
قد يشعر المصابون بعسر الهضم بمجموعة من الأعراض، وليس من الضروري أن يشعروا بجميعها. من بين الأعراض الشائعة:
- الشعور بالامتلاء بسرعة أثناء تناول الطعام، حتى وإن لم يتم الانتهاء من الوجبة.
- الشعور بامتلاء شديد بعد الانتهاء من الطعام لفترة أطول من المعتاد.
- الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
- انتفاخ البطن والشعور بعدم الراحة بسبب تجمع الغازات.
- ألم أو انزعاج في الجزء العلوي من البطن، والذي يقع بين أسفل عظام القفص الصدري وأعلى الحبل السري، وقد يشعر المصاب بحرقة في نفس المنطقة.
أسباب عسر الهضم
يُبطّن الجهاز الهضمي غشاء حساس يُعرف بالغشاء المخاطي. عند تعرض هذا الغشاء للحمض الذي تُفرزه المعدة، قد يُعاني الشخص من عسر الهضم. يُعتقد أن حمض المعدة يمكن أن يُلحق الضرر بهذا الغشاء، مما يسبب التهابًا وتهيّجًا، وقد يكون ذلك مصحوبًا بالشعور بالألم. تبين أن معظم المصابين بعسر الهضم لا يُعانون من أي التهابات في الجهاز الهضمي، مما دفع العلماء إلى تقديم نظرية تفسر سبب حدوث عسر الهضم. تشير هذه النظرية إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يكون لديهم غشاء مخاطي حساس أكثر من غيرهم، حيث يستجيب بشكل مبالغ فيه لأحماض المعدة أو التمددات التي تحدث أثناء عملية الهضم.
هناك العديد من العوامل التي تُحفّز الشعور بعسر الهضم. ولعل أهمّها على الإطلاق تناول أنواع معينة من الأطعمة. إضافة إلى التدخين، وشرب الكحول، والحمل، والتعرض للتوتر، وتناول أنواع معينة من الأدوية. ومن الأمثلة على هذه الأدوية تلك التي تُسبب تهيجًا في المعدة مثل الأسبرين وبعض مُسكنات الألم. ومن مُحفّزات حدوث عسر الهضم أيضًا: التعرض لبعض المشاكل النفسية أو العاطفية كالقلق والاكتئاب.
في سياق الحديث عن أسباب عسر الهضم ومحفزاته، يجدر العلم أنّ هذه المشكلة شائعة للغاية. وتُصيب الأشخاص من مختلف الأعمار والأجناس. وكذلك تؤثر في الذكور والإناث. وبالعودة لإتمام الحديث عن أسباب عسر الهضم، يجدر العلم أنّه في بعض الحالات قد يكون عسر الهضم ناجمًا عن الإصابة بمشكلة صحية معينة. ومن الأمثلة على ذلك نذكر ما يأتي:
- الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux disease).
- التهاب المعدة (Gastritis).
- متلازمة القولون المتهيج المعروفة بين عامة الناس بالقولون العصبي (Irritable bowel syndrome).
- الإصابة بعدم القدرة على تحمل اللاكتوز (Lactose intolerance).
- سرطان المعدة (Stomach Cancer) أو الإصابة بشلل المعدة (Gastroparesis).
يجب على الأشخاص الذين يعانون من عسر الهضم بشكل متكرر أو الذين يشعرون بأعراض شديدة أن يستشيروا طبيبًا مختصًا لتحديد السبب الدقيق وراء هذه الأعراض. يمكن أن تساعد الفحوصات الطبية في استبعاد الحالات الأكثر خطورة وتقديم العلاج المناسب.













