عسر الهضم عند الحامل: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

تواجه المرأة الحامل العديد من التغيرات النفسية والفسيولوجية خلال فترة الحمل، مما يستدعي منها الاهتمام بصحتها بشكل أكبر. فصحة الأم تؤثر بشكل مباشر على صحة الجنين، حيث توجد علاقة وثيقة بين الحالة الصحية للأم قبل الحمل وخلاله وصحة الجنين. تعتبر فترة الحمل من أهم المراحل العاطفية التي تتطلب التكيف مع التغيرات الجسدية والنفسية.

ما هو عسر الهضم أثناء الحمل؟

يمكن تعريف عسر الهضم أو تلبّك المعدة عند الحامل بأنه حالة اضطرابية مؤقتة تصيب المعدة، وغالباً ما تحدث في الأشهر الأخيرة من الحمل، بدءاً من الأسبوع السابع والعشرين. ومع ذلك، قد تظهر هذه المشكلة أيضاً في الأشهر الأولى ولكن بنسب أقل. يعود السبب في ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة، بالإضافة إلى زيادة حجم الرحم في الأشهر الأخيرة، مما يسبب ضغطاً على المعدة ويؤثر على أدائها. تشير الدراسات إلى أن حوالي ثماني نساء من كل عشر يعانين من عسر الهضم في مرحلة ما خلال حملهن.

أعراض عسر الهضم أثناء الحمل

تتشابه أعراض عسر الهضم عند الحامل مع تلك التي يعاني منها الأشخاص العاديون. من بين الأعراض الأكثر شيوعاً: الشعور بعدم الراحة في منطقة الصدر والمعدة، وحرقة في المعدة نتيجة ارتجاع الأحماض إلى المريء، والتجشؤ المتكرر بعد تناول الطعام والشعور بالثقل، والانتفاخ المستمر، والغثيان والرغبة في التقيؤ.

أسباب عسر الهضم أثناء الحمل

ترجع أسباب حدوث عسر الهضم بشكل رئيسي إلى زيادة إفراز الأحماض في المعدة، مما يؤدي إلى تهيج الغشاء المخاطي. هناك عدة عوامل أخرى تلعب دوراً في ظهور هذه المشكلة، منها: التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل، وضغط الرحم المتزايد على المعدة نتيجة كبر حجم الحمل، وضعف عمل العضلة العاصرة المريئية السفلى، مما يسمح بعودة الأحماض إلى المريء، والعادات الغذائية السيئة التي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، والتوتر النفسي والقلق.

طرق التعامل مع عسر الهضم أثناء الحمل

يمكن للمرأة الحامل اتخاذ بعض الإجراءات للتخفيف من أعراض عسر الهضم، مثل: تجنب الأطعمة التي تسبب عسر الهضم، مثل الأطعمة الغنية بالدهون والمشروبات الغازية. يُفضل تناول وجبات صغيرة ومتعددة بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة في اليوم، حيث أن المرأة الحامل ليست بحاجة إلى تناول طعام لشخصين، بل يكفيها أخذ ما يلزمها من المأكولات الصحية والغنية بالعناصر الغذائية الهامة. يُنصح أيضاً بالإكثار من تناول الفواكه والخضراوات الغنية بالألياف، والتي تساعد على تليين المعدة والحد من عسر الهضم. من المهم تجنب التعرض للتوتر الزائد والإرهاق الشديد، كما يُفضل عدم النوم مباشرة بعد تناول الطعام، بل يجب تناول الطعام قبل مدة ساعتين من النوم. وأخيراً، يجب الامتناع عن التدخين أو شرب الكحوليات خلال الحمل، وشرب كميات كافية من الماء بشكل يومي لتحسين عملية الهضم.