علاج انخفاض درجة الحرارة عند الأطفال
يعتبر انخفاض درجة حرارة الجسم عند الأطفال (بالإنجليزية: Hypothermia) من الحالات الصحية التي تتطلب اهتمامًا خاصًا، حيث يقوم الطبيب بتشخيص هذه الحالة من خلال قياس درجة حرارة الطفل وملاحظة الأعراض المرافقة. بناءً على هذه الأعراض ومدى انخفاض درجة الحرارة، يتم تحديد شدة الحالة، والتي يمكن أن تكون طفيفًا (بالإنجليزية: Mild hypothermia) حيث تتراوح درجة الحرارة بين 32-35 درجة مئوية، أو معتدلًا (بالإنجليزية: Moderate hypothermia) حيث تتراوح بين 28-32 درجة مئوية، أو شديدًا (بالإنجليزية: Severe hypothermia) حيث تكون درجة الحرارة أقل من 28 درجة مئوية.
يمكن علاج انخفاض درجة الحرارة الطفيف بسهولة، ولكن من المهم تلقي العلاج المناسب إذا انخفضت درجة حرارة الجسم عن 32 درجة مئوية لتجنب المضاعفات المحتملة. يُعتبر الانخفاض الشديد في درجة الحرارة حالة طبية طارئة، حيث يجب أن يتلقى الطفل الرعاية الطبية الفورية. يمكن تمييز ذلك من خلال ملاحظة بعض الأعراض مثل: برودة الجسم عند اللمس، عدم الاستجابة لمن حوله، بؤبؤ العين الثابت الذي لا يستجيب للضوء، بالإضافة إلى علامات توقف التنفس أو نبض القلب.
الإسعافات الأولية لانخفاض درجة الحرارة
يمكن علاج انخفاض درجة الحرارة من خلال تدفئة الطفل لمنع فقدان المزيد من حرارة الجسم. من الضروري التعامل مع الطفل الذي يعاني من انخفاض درجة الحرارة بحذر. إليك بعض الإسعافات الأولية التي يجب اتباعها:
- نقل الطفل إلى مكان دافئ في أسرع وقت، وإبعاده عن الأرضيات الباردة ومجاري الرياح.
- نزع الملابس المبتلة وتجفيف جسم الطفل فور الانتقال إلى مكان دافئ.
- تغطية الطفل وتدفئة رأسه وجذعه أولاً.
- احتضان الطفل برفق، حيث تساعد حرارة الجسم الآخر في تدفئته.
- زيادة النشاط البدني للطفل إذا أمكن، مع تجنب تعرقه لأنه قد يؤدي إلى فقدان حرارة الجسم.
- تقديم مشروبات ساخنة أو مشروبات تمده بالطاقة مثل الشوكولاتة.
- استخدام كمادات دافئة وجافة، مع تجنب وضعها على الساقين والذراعين لتفادي دفع الدم البارد إلى القلب والرئتين.
- المحافظة على دفء الطفل وجفاف جسمه بعد استقرار وضعه.
الإسعافات الأولية لانخفاض الحرارة الشديد
يجب أن يتلقى الطفل الذي يعاني من انخفاض درجة الحرارة الشديد رعاية طبية فورية. ينبغي الاتصال بالطوارئ لنقل الطفل إلى المستشفى. خلال هذه الفترة، يجب مراقبة تنفس الطفل، حيث يكون بطيئًا وضحلًا، وقد يتوقف في بعض الحالات. يجب على المسعف إجراء الإنعاش القلبي الرئوي فورًا إذا لم تظهر أي علامات تدل على الحياة على الطفل المصاب، مثل: إن لم يكن يتنفس بشكل طبيعي، أو كان فاقدًا للوعي، أو لا يستجيب لمن حوله، أو لا يتحرك.
العلاج الطبي
قد يحتاج الطفل المصاب بانخفاض درجة الحرارة للرعاية الطبية الطارئة. يعتمد اختيار طبيعة العلاج الطبي على شدة انخفاض درجة الحرارة. ونذكر فيما يأتي بعض العلاجات التي قد يتلقاها المصاب:
- التدفئة الذاتية: يتم اللجوء إلى هذا الإجراء للأشخاص الذين يعانون من انخفاض درجة الحرارة بشكل معتدل. حيث يُكتفى بتغطية جسم الطفل المصاب ببطانيات دافئة.
- التسخين الخارجي: في الحالات الأكثر شدة، قد يتطلب الأمر استخدام أجهزة تسخين خاصة تحت إشراف طبي.
- المراقبة الطبية: يتطلب الأمر متابعة دقيقة لحالة الطفل في المستشفى، حيث يتم قياس درجة الحرارة بشكل منتظم والتأكد من استقرار الحالة.
من المهم أن يكون الآباء والمربون على دراية بعلامات انخفاض درجة الحرارة وكيفية التعامل معها بشكل صحيح. التوعية والإلمام بالمعرفة الطبية الأساسية يمكن أن ينقذ حياة الطفل في حالات الطوارئ. يجب على الأهل التأكد من أن أطفالهم يرتدون الملابس المناسبة في الطقس البارد، وأنهم لا يتعرضون للبرد لفترات طويلة، خاصة في الأجواء الشتوية القاسية.













