عملية هضم الدهون في الجسم

عملية هضم الدهون في الجسم
جو 24 :

تبدأ عملية هضم الدهون قبل دخول الطعام إلى المعدة، حيث يبدأ الهضم الكيميائي في الفم. على عكس الكربوهيدرات والبروتينات، فإن الدهون الثلاثية (Triglycerides) غير قابلة للذوبان في الماء، مما يؤدي إلى تجمعها في قطرات كبيرة في بيئة مائية مثل الجهاز الهضمي. خلال عملية الهضم، يتم تكسير هذه القطرات الكبيرة إلى قطرات أصغر، ثم يتم هضم جزيئات الدهون بواسطة إنزيم يُعرف باسم إنزيم الليباز (Lipase). بعد ذلك، يتم امتصاص منتجات هضم الدهون في الدورة الدموية ونقلها إلى جميع أجزاء الجسم.

الخطوات الرئيسية في هضم الدهون

تتضمن عملية هضم الدهون سلسلة من الخطوات، يحدث كل منها في موقع معين في الجهاز الهضمي. سنستعرض فيما يلي تفاصيل هذه الخطوات بدءًا من الفم.

الهضم في الفم

تبدأ عملية الهضم عند مضغ الطعام، حيث تقوم الأسنان بتقطيع الطعام إلى قطع صغيرة. يقوم اللعاب بترطيب الطعام، مما يسهل انتقاله عبر المريء إلى المعدة. يحتوي اللعاب أيضًا على إنزيمات تساعد على تكسير الدهون الموجودة في الطعام. الخطوة الأولى في هضم الدهون الثلاثية والليبيدات المفسفرة (Phospholipids) تحدث في الفم، حيث تتفاعل الدهون مع اللعاب. يساعد مضغ الطعام على تسهيل هضم الدهون، حيث يتحد إنزيم الليباز مع كمية صغيرة منها على شكل مستحلب، وهي الخطوة الأولى لهضم الدهون. يسهل هذا الإجراء وصول الدهون إلى الإنزيمات الهاضمة، مما يؤدي إلى تحويلها إلى قطرات صغيرة ومنفصلة عن المكونات المائية.

الهضم في المعدة

تنتج بطانة المعدة أحماضًا وإنزيمات تساعد على تكسير الطعام بشكل أفضل، مما يسمح للأطعمة بالانتقال إلى الأمعاء الدقيقة. من بين هذه الإنزيمات يوجد إنزيم الليباز، الذي يبدأ بتكسير الدهون الثلاثية إلى دهون ثنائية وأحماض دهنية. يتم تحويل حوالي 30% من الدهون الثلاثية إلى دهون ثنائية وأحماض دهنية في غضون ساعتين إلى 4 ساعات بعد تناول الوجبة. تساعد تموجات المعدة وانقباضاتها على تشتيت جزيئات الدهون، بينما تعمل الدهون الثنائية الناتجة في هذه العملية كمستحلبات أخرى. ومع ذلك، فإن هضم الدهون يكون قليلاً جدًا في المعدة.

الهضم في الأمعاء الدقيقة

يحدث الجزء الأكبر من عملية هضم الدهون بمجرد وصول الطعام إلى الأمعاء الدقيقة، حيث يتم امتصاص غالبية العناصر الغذائية. عند دخول محتويات المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، تكون معظم الدهون الغذائية غير مهضومة ومتجمعة في قطرات كبيرة. بعد ذلك، يتم إطلاق العصارة الصفراء التي يتم إنتاجها في الكبد وتخزينها في المرارة، في الاثني عشر (Duodenum)؛ وهو القسم الأول من الأمعاء الدقيقة. تحتوي أملاح الصفراء على جانب كاره للماء وجانب مُحب للماء، مما يجعلها مستحلبات فعالة في تكسير كريات الدهون الكبيرة إلى قطرات أصغر. كما أن المستحلبات تُسهّل عمل الإنزيمات الهاضمة.

يقوم البنكرياس بإنتاج إنزيمات تساهم في تكسير الدهون، والكربوهيدرات، والبروتينات. ومن هذه الإنزيمات، إنزيم ليباز البنكرياس، الذي يساعد على هضم الدهون الثلاثية إنزيمياً. يتم تقسيم الدهون الثلاثية إلى أحماض دهنية، ودهون أحادية، وبعض الجليسرول الحر. من المهم الإشارة إلى أن الكوليسترول والفيتامينات التي تذوب في الدهون لا تحتاج إلى هضم إنزيمياً.

الوقت اللازم لهضم الدهون

يُعتبر هضم الدهون عملية معقدة تستغرق وقتًا، وتتطلب كبدًا، وبنكرياسًا، ومعدةً، وأمعاءً دقيقةً تعمل بشكل جيد. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج هذه العملية إلى العديد من إنزيمات الجهاز الهضمي. يجب على الأشخاص الذين يشعرون بالقلق حيال عدم هضم أو امتصاص الدهون بشكل صحيح استشارة الطبيب، حيث لا يوجد علاج منزلي يمكنه تحسين هضم الدهون بشكل موثوق.

من الجدير بالذكر أن مقدار الوقت الذي تستغرقه الدهون في الهضم يختلف من شخص لآخر، وبين الرجال والنساء. ولكن بشكل عام، يمكن القول إن متوسط وقت عبور الطعام من الفم إلى حين خروجه من الجسم يبلغ حوالي 33 ساعة للرجال و47 ساعة للنساء.

الأسئلة الشائعة

تابعو الأردن 24 على google news