فوائد الميرمية وتأثيرها على هرمون الحليب
تعتبر الميرمية (Salvia officinalis) من الأعشاب الشائعة التي يستخدمها الكثيرون بهدف تقليل إدرار الحليب. وقد أظهرت دراسة أجريت على الحيوانات، نُشرت في مجلة Al-Qadisiyah Journal of pure science عام 2015، أن الجرعات العالية من الميرمية، التي بلغت 1000 مليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، ساهمت في تقليل مستويات هرمون الحليب المعروف بالبرولاكتين (Prolactin) لدى الفئران. ومع ذلك، لم يتم اختبار هذه الجرعات على البشر، مما يستدعي الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد تأثيرها وسلامتها.
على الرغم من فوائد الميرمية في تقليل إدرار الحليب، يجب استشارة الطبيب قبل تناولها، خاصةً لأنها قد تحتوي على مادة الثوجون (Thujone)، التي تعتبر غالباً غير آمنة خلال فترة الحمل والرضاعة. من المهم أن نلاحظ أن الميرمية قد تكون مفيدة في خفض مستويات هرمون الحليب لدى النساء غير المرضعات، اللواتي يعانين من آلام واحتقان في الثديين. بعض النساء اللاتي يعانين من التهاب الثدي (Mastitis) قد يلجأن إلى تناول الميرمية لتخفيف الأعراض.
نظرة عامة حول الميرمية وفوائدها
تحتوي الميرمية على حوالي 900 نوع، وهي نباتات دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى متر واحد. تعتبر منطقة البحر الأبيض المتوسط الموطن الأصلي للميرمية، إلا أنها تنمو في معظم أنحاء العالم. تتميز الميرمية بلون أوراقها الرمادي، وسيقانها الخشبية القصيرة والمتفرعة، وأزهارها البنفسجية التي تتفتح في فصل الصيف بين شهري يونيو وسبتمبر. تستخدم الميرمية في الطهي والزينة.
تعتبر عشبة الميرمية مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة، بما في ذلك حمض الإيلاجيك (Ellagic Acid) وحمض الروزمارينيك (Rosmarinic Acid). أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Traditional and Complementary Medicine عام 2014 أن حمض الكارنوسيك وحمض الروزمارينيك، المتوفران بكميات كبيرة في مستخلص الميرمية، يمتلكان خصائص قوية مضادة للأكسدة. كما تحتوي الميرمية على حمض الأورسوليك الذي يتمتع بخصائص مضادة للالتهابات.
أضرار الميرمية ودرجة أمانها
تعتبر عشبة الميرمية غالباً آمنة عند تناولها بكميات عادية في الطعام. ومن المحتمل أن تكون آمنة عند تناولها بكميات كبيرة، مثل تلك الموجودة في مستخلصاتها، لمدة تصل إلى أربعة أشهر. ومع ذلك، يجب تجنب استخدامها خلال فترة الحمل والرضاعة.
تحذيرات استخدام الميرمية تشمل بعض الحالات الصحية. على سبيل المثال، الأشخاص المصابون بالسكري يجب أن يكونوا حذرين، حيث يُخشى أن تسبب الميرمية خفض مستويات السكر في الدم. لذلك يُنصح المرضى بمراقبة مستويات سكر الدم لديهم بعناية عند استخدام الميرمية. كما أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه يجب أن يكونوا حذرين، حيث قد تؤدي بعض أنواع الميرمية، مثل الميرمية الإسبانية (Salvia lavandulaefolia)، إلى ارتفاع ضغط الدم، في حين أن الميرمية الشائعة (Salvia officinalis) قد تسبب انخفاضاً في ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاضه.
بالإضافة إلى ذلك، يُنصح الأشخاص الذين يخططون لإجراء عملية جراحية بمراقبة مستويات ضغط الدم لديهم عند استخدام الميرمية، نظراً لتأثيرها المحتمل على ضغط الدم. من المهم أن يتم استشارة الطبيب قبل تناول الميرمية، خاصةً في الحالات الصحية المعقدة.













