فوائد وأضرار الحلبة للحامل والمرضع

تُعتبر الحلبة (بالإنجليزية: Fenugreek) من الأعشاب المهمة التي تُستخدم في العديد من الثقافات، حيث تُعرف بفوائدها الصحية المتعددة. تشير الدراسات إلى أن تناول الحلبة بكميات معتدلة يُعد آمناً للمرأة الحامل، ولكن يجب الحذر من استهلاك كميات كبيرة منها، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى آثار سلبية، خاصة في الأشهر الأولى والأخيرة من الحمل.

آثار تناول الحلبة أثناء الحمل

يُعتقد أن تناول الحلبة بكميات كبيرة قد يُسبب تقلصات مبكرة، مما قد يؤثر سلباً على الحمل. هناك مخاوف من حدوث تشوهات للجنين، بالإضافة إلى انبعاث رائحة غير عادية للطفل حديث الولادة تُشبه رائحة مرض البول القيقبي (بالإنجليزية: Maple syrup urine disease)، رغم أن هذه الرائحة لا تُعتبر ضارة على المدى الطويل. في دراسة أُجريت على الفئران ونُشرت في مجلة PLoS One عام 2013، أظهرت النتائج أن تناول المستخلص المائي لبذور الحلبة قد يؤثر سلباً على الوظائف الحركية والتوازن لدى الفئران حديثي الولادة، مما يُشير إلى ضرورة توخي الحذر عند تناول الحلبة من قِبل النساء الحوامل.

يجب على النساء الحوامل تجنب تناول كميات كبيرة من الحلبة، حيث يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة. يُنصح باستشارة مقدمي الرعاية الصحية قبل تناول الحلبة، خاصة في حال وجود أي مخاوف صحية.

فوائد الحلبة للنفاس والمرضع

بالنسبة للنساء المرضعات، يُعتبر تناول الحلبة آمناً على المدى القصير، حيث يمكن أن يساعد في زيادة تدفق حليب الأم. بعض الدراسات تشير إلى أن تناول 1725 مليغرام من الحلبة ثلاث مرات يومياً لمدة 21 يوماً لا يُسبب آثار جانبية على الرضع. ومع ذلك، لا تزال النتائج متباينة حول فعاليتها كمادة مُدِرَّة للحليب، حيث تختلف الدراسات في نتائجها. على سبيل المثال، أظهرت دراسة نشرتها مجلة Iranian Red Crescent Medical Journal عام 2015 أن استهلاك شاي مسحوق بذور الحلبة مع مكونات أخرى يُحسّن من كفاية حليب الأم للرضيع.

من المهم استشارة الطبيب قبل تناول مكملات الحلبة، خاصة إذا كانت الأم تُعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي أو إذا كان الطفل يعاني من الغازات بعد تناولها. يُنصح الأمهات بالتحدث مع مقدمي الرعاية الصحية حول أي آثار جانبية محتملة، لضمان سلامة الأم والطفل.

أضرار الحلبة ودرجة أمانها

كما ذُكر سابقاً، فإن استهلاك الحلبة بكميات كبيرة يُعتبر غير آمن للمرأة الحامل، بينما يُعتبر آمناً للمرأة المُرضع. يجب على الأمهات الحوامل تجنب تناول كميات كبيرة من الحلبة لتفادي أي مخاطر صحية. يُمكن أن يؤثر تناول الحلبة في الأشخاص الذين يُعانون من حساسية تجاه فصيلة النباتات البقولية (بالإنجليزية: Fabaceae)، مثل فول الصويا والفول السوداني والبازيلاء الخضراء، حيث قد تسبب لهم ردود فعل تحسسية.

كما يُنصح مرضى السكري بمراقبة مستويات السكر في الدم عند استهلاك الحلبة، حيث يمكن أن تؤثر على مستويات السكر لديهم. يُعتبر تناول الحلبة آمناً عند استخدامها بكميات معتدلة، ولكن ينبغي دائماً استشارة الطبيب قبل البدء في استخدامها، خاصة في حالات الحمل والرضاعة.