قلة النوم وتأثيرها على الصداع
يُعتبر اضطراب النوم من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الصداع (بالإنجليزية: Headache). حيث يعاني الأفراد الذين يعانون من الصداع غالبًا من صعوبة في الحصول على نوم كافٍ، مما يساهم في تفاقم حالتهم. وقد أظهرت الدراسات أن النوم المتقطع لعدة ليالٍ يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بحالات الألم المزمن. وقد وُجد أن المناطق والرسائل الكيميائية في الدماغ هي المسؤولة عن النوم والصداع والمزاج، مما يعني أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو اتباع عادات نوم غير صحية قد يسهم في ظهور الصداع ويؤثر على المزاج.
ومع ذلك، لا تزال المسارات الجزيئية التي تربط بين النوم والصداع غير مفهومة بالكامل. من المهم الإشارة إلى أن الصداع العنقودي (بالإنجليزية: Cluster headache) يُعتبر من الأنواع الشائعة التي تؤثر على النوم. حيث لوحظ أن هذا النوع من الصداع يوقظ الأشخاص بشكل متكرر خلال الليل. ويُحتمل أن تكون مراكز الدماغ المسؤولة عن تنظيم النوم واليقظة مرتبطة بالصداع العنقودي. وقد أبلغ بعض المرضى عن معاناتهم من مشاكل في النوم قبل وأثناء نوبات الصداع النصفي (بالإنجليزية: Migraine)، بينما أفاد آخرون بأن النوم يساعد في تخفيف نوبات الصداع.
الأعراض المرتبطة بقلة النوم
توجد العديد من الأعراض المرتبطة بقلة النوم، ومن أبرزها:
- الأرق: (بالإنجليزية: Insomnia) والذي يتضمن صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه، بالإضافة إلى الاستيقاظ مبكرًا دون الحصول على نوم مريح، مما يؤثر على أداء المهام اليومية ويؤدي إلى الشعور بالتعب وقلة التركيز. يُعتبر الأرق من أكثر مشاكل النوم شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي.
- النوم المتقطع: (بالإنجليزية: Sleep fragmentation) ويشير إلى الوقت الذي يقضيه الشخص مستلقيًا على السرير ولكنه لا ينام. هذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالصداع عند الاستيقاظ في الصباح، مع الإحساس بالتعب طوال اليوم.
من المهم ملاحظة أن الشعور بالنعاس المصحوب بالدوخة أو الضعف أو الصداع أو مشاكل الرؤية قد يشير إلى وجود حالات خطيرة مثل السكتة الدماغية أو وجود ورم في الدماغ، لذا يجب مراجعة الطبيب فورًا.
نصائح للتغلب على قلة النوم والصداع
من المهم أن نلاحظ أن الشعور بالصداع الناتج عن نقص النوم قد يؤدي إلى حلقة مزمنة. يمكن أن يساعد إجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة وسلوكيات النوم على تعزيز النوم المريح والمنتظم وبالتالي التقليل من الصداع. لذا من المهم اتباع خطوات للعلاج، والتي تتضمن ما يأتي:
- الحفاظ على مواعيد ثابتة ومنتظمة للنوم والاستيقاظ، على أمل التخلّص من الصداع بإزالة مُسبّبه.
- اتباع علاجٍ وقائي ضد الصداع، على أمل أن يساعد هذا على استقرار الصداع وتحسين مشاكل النوم.
- الحصول على سبع إلى ثمان ساعات من النوم يوميًا.
- تجنب الأمور التي من الممكن أن تؤثر في النوم، مثل: الكافيين والنيكوتين والكحول.
- التمدد والحرص على الراحة قبل النوم لمنع مشاكل النوم.
يمكن القول إن الحرمان من النوم، سواءً كان الأمر طوعًا أم لا، يؤدّي للتغيير في علامات التوتر والالتهاب في الجسم. كما أن تعويض الجسم بعد ذلك بالنوم لا يجعل هذه العلامات تعود إلى طبيعتها على الفور. وإن الأشخاص الذين يعانون من صعوبة النوم المزمن لا يمكنهم ببساطة تعويض عدد ساعات النوم. وعادة ما يُنصح المرضى الذين يعانون من الصداع بأن يحتفظوا بمذكرة لمدة 3 أشهر لتسجيل أوقات الصداع والنوم، وذلك من أجل تقييم أنماط الصداع بشكل أفضل ومعرفة الأمور المحتملة التي تحفّزه.
عدد ساعات النوم الصحي قد تختلف عدد الساعات التي يحتاجها الأفراد للنوم من شخص لآخر؛ فمعظمهم يحتاجون إلى سبع ساعات من النوم، بينما قد يحتاج آخرون إلى أقل من ذلك. من المهم أن يكون لدى الأفراد وعي بأهمية النوم الجيد وتأثيره على الصحة العامة، خاصةً فيما يتعلق بالصداع.













