طرق علاج آلام أسفل الظهر

آلام أسفل الظهر تُعتبر من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص في مختلف الأعمار. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى هذه الآلام، مثل الإجهاد العضلي، الإصابات، أو حتى الحالات المزمنة. لذلك، تتوفر العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن اتباعها لعلاج آلام أسفل الظهر، والتي تشمل اتباع بعض النصائح والإرشادات المنزلية، استخدام الأدوية، أو الخضوع للعمليات الجراحية. يعتمد اختيار العلاج المناسب على حالة الشخص المعني وتشخيصه، حيث قد تكون بعض الخيارات العلاجية أكثر فعالية من غيرها في حالات معينة.

الرعاية المنزلية

يمكن اتباع بعض النصائح والتدابير المنزلية التي يمكن للشخص القيام بها بنفسه والتي يسهل تعديلها وضبطها. إذ يمكن لهذه التدابير أن تكون فعالة لعلاج آلام الظهر الخفيفة أو الحادة الناتجة عن الإجهاد العضلي. بالإضافة إلى أنها تساهم في التخفيف من تأثير آلام الظهر الشديدة والمزمنة. يُشار إلى أن الرعاية المنزلية تكون مفيدة في حال اتباع التدابير اللازمة خلال الـ72 ساعة الأولى من بدء الشعور بالألم. أما في حال اتباع هذه النصائح وعدم تحسن ألم الظهر بعد مرور 72 ساعة من العلاج المنزلي، فيجب مراجعة الطبيب.

وفيما يلي بعض هذه النصائح والإرشادات:

• تجنب الاستلقاء على السرير: يعتقد الكثيرون أن الراحة التامة تخفف من آلام أسفل الظهر، لكن الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين بقوا في السرير كانوا يعانون من الألم بشكل أكبر وقد تعافوا بمعدل أبطأ مقارنةً بالذين حافظوا على نشاطهم.
• تطبيق الكمادات على منطقة أسفل الظهر: استخدام الثلج أو الكمادات الباردة لفترة تصل إلى 20 دقيقة في المرة الواحدة قد يخفف من الألم والانتفاخ. من المهم لف الثلج بقطعة قماش رقيقة قبل وضعه على الجلد لتجنب أي ضرر. كما يمكن استخدام الكمادات الدافئة أو أخذ حمام دافئ لتخفيف الألم. يُفضل استخدام الثلج في الساعات الـ48 الأولى من بدء الشعور بالألم، وبعدها يمكن تجربة استخدام كل من الثلج والكمادات الدافئة بشكل متبادل.
• استخدام الأدوية المتاحة دون وصفة: يمكن تخفيف آلام أسفل الظهر باستخدام العلاجات الدوائية المتاحة دون وصفة طبية. من بين هذه الأدوية:
• مسكنات الألم مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs) مثل الآيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen).
• العلاجات الموضعية التي تطبق على الجلد مثل الكريمات أو الجل أو اللصقات الجلدية، حيث توفر شعورًا بالدفء أو البرودة مما يخفف الشعور بالألم.

العلاج الدوائي

إذا لم تكن الأدوية أو العلاجات الموضعية المتاحة دون وصفة قادرة على تخفيف الألم، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج آلام أسفل الظهر. ومن بين هذه الأدوية:

• مسكنات الألم المضادة للالتهاب: قد يصف الطبيب في بعض الحالات مضادات التهاب لاستيرويدية أقوى من تلك المتاحة دون وصفة طبية. يجب أخذ هذه المسكنات بأقل جرعة فعالة ولأقصر مدة زمنية ممكنة. ومن الأمثلة على هذه الأدوية الآيبوبروفين والنابروكسين بجرعات أعلى من تلك المستخدمة بدون وصفة طبية، والديكلوفيناك (Diclofenac).
• الأدوية الناركوتية: مثل دواء الكودين (Codeine)؛ إذ يُعدّ الكودين إحدى الخيارات التي يصفها الطبيب في حال لم تكن المسكنات المضادة للالتهاب مناسبة للمريض أو في حال لم تكن فعالة بشكلٍ كافٍ. كما يتوفر الكودين كدواء مركب مع دواء الباراسيتامول (Paracetamol). يجب الانتباه إلى أن الكودين قد يسبب الإمساك كعرض جانبي شائع لاستخدامه، مما قد يزيد ألم أسفل الظهر سوءًا في حال سبب الإمساك إجهادًا أثناء التبرز. لذلك يُنصح بشرب كميات كبيرة من السوائل وتناول الأطعمة المحتوية على كمية كبيرة من الألياف لتجنب حدوث الإمساك.
• مرخيات العضلات: مثل دواء ديازيبام (Diazepam). يصف الطبيب هذه الأدوية أحيانًا في حال حدوث شد عضلي شديد في العضلات. تساعد مرخيات العضلات على تخفيف التوتر العضلي وتخفيف الألم الناتج عن الشد العضلي.

العمليات الجراحية

في بعض الحالات، قد تكون العمليات الجراحية ضرورية لعلاج آلام أسفل الظهر، خاصةً إذا كانت الأسباب تتعلق بمشكلات هيكلية أو إصابات خطيرة. تشمل الخيارات الجراحية الشائعة:

• استئصال القرص: يُعتبر استئصال القرص من الخيارات الجراحية التي تُستخدم في حالات انزلاق القرص، حيث يتم إزالة الجزء المتضرر من القرص لتخفيف الضغط على الأعصاب.
• دمج الفقرات: في حالات معينة، قد يكون من الضروري دمج فقرتين أو أكثر لتوفير الاستقرار للعمود الفقري. يتم ذلك باستخدام أدوات جراحية خاصة.
• استئصال الفقرات: في بعض الحالات، قد يتم استئصال جزء من الفقرة لتخفيف الضغط على الأعصاب.

تتطلب العمليات الجراحية تقييمًا دقيقًا من قبل الأطباء المختصين، حيث يتم النظر في الفوائد والمخاطر المحتملة قبل اتخاذ القرار النهائي.