متى يظهر الجنين على السونار
يعتبر السونار أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أداة مهمة في متابعة الحمل، حيث يمكنه الكشف عن وجود الجنين في مراحل مبكرة. عادةً ما يظهر الجنين على السونار بعد مرور ستة أسابيع من الحمل. لذلك، يقوم معظم الأطباء بإجراء أول تصوير بالموجات فوق الصوتية بعد الأسبوع السادس من الحمل. ومع ذلك، يمكن رؤية كيس الحمل بعد مرور حوالي أربعة أسابيع على آخر دورة شهرية، مما يعطي الأطباء فرصة لتحديد مدى تقدم الحمل.
في الفترة ما بين الأسبوع الخامس والسادس، يمكن سماع نبضات قلب الجنين في معظم الحالات. في هذه المرحلة، يكون حجم الجنين صغيرًا جدًا، حيث قد لا يتجاوز 2 ملليمتر، لذا من الطبيعي عدم القدرة على رؤيته في بعض الحالات والاكتفاء برؤية الكيس الحملي والكيس المحي (Yolk sac) فقط عند التصوير بالموجات فوق الصوتية. إذا تمكن الطبيب من رؤية الجنين، فإنه يظهر على شكل جسم أبيض صغير داخل الرحم.
الكيس المحي والكيس الحملي
الكيس المحي هو كيس أبيض يحيط بالجنين ويزوده بالعناصر الغذائية اللازمة، كما يساهم في إنتاج خلايا الدم الحمراء للجنين في المراحل المبكرة من الحمل. يظهر الكيس الحملي عند التصوير كمنطقة سوداء كبيرة تحيط بالكيس المحي، وقطره يتراوح بين 2-3 مليمتر ويزداد بمعدل حوالي 1.13 ملليمتر يوميًا وفقًا للمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية. يحتوي كيس الحمل على السائل السلوي أو السائل الأمينوسي (Amniotic fluid) المحيط بالجنين، والذي يلعب دورًا حيويًا في حماية الجنين وتوفير بيئة مناسبة لنموه.
الحالات التي لا يظهر فيها كيس الحمل
في بعض الأحيان، قد يكون حساب موعد الإباضة والدورة الشهرية غير دقيق، مما يؤدي إلى عدم القدرة على رؤية كيس الحمل عند إجراء السونار بسبب عدم اكتمال 5 أسابيع على عمر الحمل. في هذه الحالة، يطلب الطبيب إجراء تصوير آخر بالموجات فوق الصوتية بعد عدة أيام أو بعد أسبوع. قد يحدث هذا الالتباس أيضًا في حال عدم قياس مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية المعروف بهرمون الحمل (hCG).
هناك عدة أسباب أخرى لعدم ظهور كيس الحمل عند التصوير. أولاً، الحساب الخاطئ: إذا تم حساب تاريخ الحمل المتوقع بشكل خاطئ، فقد يؤدي ذلك إلى إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية في موعد سابق للموعد المفترض، مما يؤدي إلى عدم ظهور كيس الحمل. يقوم الطبيب في هذه الحالة بمقارنة نتائج التصوير مع نتائج تحليل هرمون hCG. إذا كانت النتائج لا تزيد عن 1500، فهذا يعني غالبًا عدم وصول عمر الحمل إلى الأسبوع الذي يمكن فيه رؤية كيس الحمل، ويحدد الطبيب موعدًا آخر للتصوير.
ثانيًا، الحمل المنتبذ: أو الحمل خارج الرحم (Ectopic pregnancy)؛ حيث يحدث ذلك عندما لا يظهر كيس الحمل عند التصوير على الرغم من تراوح نتيجة تحليل هرمون hCG بين 1500-2000. في هذه الحالة، قد يكون الحمل قد انغرس في مكان غير مناسب، مما يتطلب رعاية طبية فورية.
ثالثًا، الإجهاض: في حال ملاحظة هبوط معدّل هرمون hCG وعدم القدرة على الكشف عن كيس الحمل، فقد يدلّ ذلك على الإجهاض المبكّر أو كما قد يُطلق عليه مصطلح الحمل الكيميائي (Chemical pregnancy). في هذه الحالة، قد يحدث الإجهاض في وقت مبكر جدًا، مما يؤدي إلى عدم معرفة المرأة بحدوث الحمل في معظم الحالات.
كذلك، يُعتبر كيس الحمل الفارغ، أو البويضة التالفة (Blighted ovum)، أو الحمل اللاجنيني (Anembryonic pregnancy) أحد أنواع الإجهاض الشائعة. يحدث هذا النوع من الحمل عندما تنغرس البويضة الملقحة في جدار الرحم دون تطورها إلى جنين، مما يؤدي إلى عدم ظهور كيس الحمل عند التصوير.













