مدة علاج فرط إفراز هرمون الحليب
هرمون البرولاكتين هو أحد الهرمونات البروتينية الأساسية التي يفرزها الجسم، حيث يتم إنتاجه بشكل رئيسي من الجزء الأمامي للغدة النخامية. بالإضافة إلى ذلك، يتم إفرازه من بطانة الرحم لدى النساء الحوامل. يتم إفراز هذا الهرمون بشكل تدريجي على دفعات متفاوتة، حيث يحدث ذلك بمعدل مرة كل 95 دقيقة. في الوضع الطبيعي، تصل مستويات هذا الهرمون لدى النساء إلى حوالي 580 ميكرو وحدة/لتر، بينما تكون لدى الرجال أقل من 450 ميكرو وحدة/لتر.
العوامل المؤثرة في إفراز هرمون البرولاكتين
يتأثر إفراز هرمون البرولاكتين بعدة عوامل خلال اليوم. أظهرت الدراسات أن معدل إفرازه يكون في أعلى مستوياته خلال ساعات النوم ليلاً، وخاصة في فترة النوم العميق. كما يزداد إفرازه بشكل ملحوظ عند التعرض للضغوط النفسية والجهود البدنية. يمكن أن يرتفع أيضاً في حالات التخدير العام أثناء العمليات الجراحية. وبناءً على ذلك، فإن المعدل الطبيعي لهرمون البرولاكتين عند النساء يكون أعلى منه عند الرجال، خاصة خلال الفترة التي تسبق موعد الطمث بأسبوعين.
من العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات هذا الهرمون في الدم هو الحمل، حيث يزداد إفرازه بشكل ملحوظ خلال فترة الحمل، وقد يصل إلى عشرة أضعاف مستواه قبل الحمل. بعد الولادة، يبدأ مستواه في الانخفاض تدريجياً، لكنه يبقى مرتفعاً في كل مرة تقوم فيها الأم بإرضاع طفلها، حيث يصل إلى ثمانية أضعاف مستواه الطبيعي في الدم، ثم يعود للانخفاض بعد فترة أقصاها ثلاث ساعات من انتهاء الرضاعة.
أسباب ارتفاع هرمون الحليب
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين في الدم، ومن أبرزها تناول بعض الأدوية مثل الأدوية المعالجة لأمراض الكلى وحالات الصرع. كما أن وجود أورام حميدة قد تصيب الغدة النخامية، والتي تختلف عن الأورام السرطانية، يمكن أن يسهم في هذا الارتفاع. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي الإصابة بتكيّس المبايض لدى النساء إلى زيادة مستويات هذا الهرمون.
أعراض الإصابة بفرط إفراز هرمون الحليب
تتعدد الأعراض التي قد تظهر نتيجة لفرط إفراز هرمون الحليب، ومن أبرزها العقم في بعض الحالات بالنسبة للجنسين، والإصابة بمرض تخلخل العظام لدى الرجال والنساء. كما قد يعاني المرضى من صداع في الرأس، وزيادة في حجم الثدي لدى كلا الجنسين، وزيادة الإفراز التلقائي للحليب من الثدي لدى النساء والرجال. بالإضافة إلى ذلك، قد تحدث اضطرابات في الدورة الشهرية، وضعف في الرغبة الجنسية، وضعف في مستوى الرؤية.
تختلف المدة التي يحتاجها الشخص المصاب بفرط إفراز الحليب من الثدي بناءً على مدى الزيادة في هذا الهرمون في الدم، والتي قد تستمر من أسابيع إلى أشهر بعد الولادة. تتعدد طرق العلاج حسب شدة الحالة، ومن هذه الطرق: استخدام بعض الأدوية المعالجة مثل الدوبامين، والتي تعمل على تخفيض نسبة البرولاكتين في الدم. كما يمكن استخدام بعض الأدوية التي تثبط عمل الأورام الحميدة في الغدة النخامية، وبالتالي وقف إفراز هرمون البرولاكتين في الدم والسيطرة عليه. في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى الجراحة كحل نهائي، حيث يتم التخلص من جزء من الغدة النخامية وبالتالي التخلّص من فرط إفراز هرمون البرولاكتين.













