مراقبة حركة الجنين خلال الحمل
تُعتبر تجربة الشعور بحركة الجنين من أجمل اللحظات التي تمر بها الأم خلال فترة الحمل، حيث تمنحها شعورًا بالاطمئنان بأن مولودها بات قريبًا. ومع ذلك، قد تثير حركة الجنين قلق بعض الأمهات، خاصةً أن العديد منهن لا يعرفن ما هو الطبيعي وما هو غير الطبيعي في هذا السياق.
بداية الشعور بحركة الجنين
في الثلث الأول من الحمل، يمر الجنين بمراحل نمو سريعة، مما يجعل من الصعب على الأم الشعور بحركته، نظرًا لصغر حجمه مقارنة بحجم الرحم. حتى في حالات الحمل بتوأم، قد لا تتمكن الأم من الشعور بحركة الجنين في هذه المرحلة. تبدأ بعض النساء بالشعور بحركة الجنين في الثلث الثاني من الحمل، حيث يمكن أن تشعر بعضهن بحركة الجنين في الشهر الرابع. لكن إذا لم تشعر الأم بهذه الحركة في هذا الشهر، فلا داعي للقلق، إذ أن العديد من النساء يشعرن بحركة الجنين في الشهر الخامس.
عادةً ما تكون هذه الحركة على شكل ركلة أو حركة دائرية مستمرة في البطن، وقد تتوقف لفترات قصيرة. في الشهر السادس، تزداد الحركة وتصبح أكثر استمرارية، خاصةً بعد أن تستلقي الأم في الليل، حيث يكون الرحم ضيقًا قليلاً على حجم الجنين. قد تكون حركة الجنين مزعجة في بعض الأحيان، لكنها تحمل فرحة كبيرة في قلب الأم، حيث قد تلد في أي لحظة. تصف بعض النساء شعور الحركة كفرقعة الفوشار في البطن، أو كأن الفراشات ترقص هناك، بينما يصفها البعض الآخر كموجات تتحرك داخل البطن.
معدل حركات الجنين
خلال الثلث الثاني من الحمل، عندما يبدأ الجنين في الحركة، قد تشعر الأم بأنه يتحرك بمعدل ثلاثين مرة في الساعة. من المهم أن تدرك الأم أن الجنين يحتاج أيضًا للراحة والنوم. مع مرور الوقت، يصبح الأمر أكثر وضوحًا بالنسبة للأم. عادةً ما يكون الجنين نشطًا في الليل عندما تستعد الأم للنوم، حيث تكون حركة الأم قد هدأت، مما يشبه تهويدة النوم للجنين. كما أن التغيرات في مستوى السكر في الدم قد تعطي طاقة مفاجئة للجنين، مما يجعله يستجيب للأصوات واللمسات، لذا ستجد الأم أن الجنين يكون أكثر نشاطًا عندما تتحدث إليه أو عندما تستمع إلى الموسيقى أو تمارس نشاطًا بدنيًا.
أهمية مراقبة حركة الجنين
يجب على الأم مراقبة حركة جنينها، حيث تعتبر حركة الجنين مؤشرًا على صحته داخل الرحم. الطفل النشيط هو طفل صحي، ويمكن للأم تسجيل مواعيد حركة الطفل ونومه لتتمكن من أخذ قسط من الراحة عند الحاجة. يجب أن يكون معدل حركة الجنين هو عشرة ركلات خلال ساعة على الأقل. وفي حال أرادت الأمّ التأكد من أنَّ جنينها بخير وأنَّهُ يتحرَّك، يُمكنها أن تشرب كوباً من العصير لإيقاظ الجنين والشعور بحركته. في حال عدم شعور الأم بحركة الجنين خلال ساعة من شُربها للعصير، عليها الاتصال بالطَّبيب لكي يتأكد من أنَّ الجنين بخير.













