معايير الصحة النفسية وأهميتها
تعتبر الصحة النفسية حالة متكاملة من السلامة النفسية تشمل جميع جوانب حياة الإنسان. فهي تتضمن الجوانب العاطفية والاجتماعية والعقلية والجسدية، مما يعني أن الفرد يكون في حالة توافق مع نفسه ومع الآخرين. الصحة النفسية تختلف عن الصحة العقلية، حيث تشير الأخيرة إلى خلو الفرد من أي اضطرابات أو مشاكل عقلية.
1. الخلو من الاضطرابات النفسية
يعتبر غياب الاضطرابات النفسية أو الأمراض النفسية من أهم المعايير التي تقيس الصحة النفسية. ومع ذلك، فإن عدم وجود مرض نفسي لا يعني بالضرورة أن الشخص يتمتع بصحة نفسية جيدة، حيث توجد معايير أخرى لا تقل أهمية. لذا، يجب أن يتم تقييم الصحة النفسية بشكل شامل يأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب الأخرى.
2. التكيف مع المجتمع
يشمل التكيف النفسي الذاتي، والذي يعرف علمياً بالتكيف النفسي، قدرة الفرد على التوافق بين احتياجاته ودوافعه. يتطلب ذلك التحكم في الأفكار والصراعات الداخلية، مما يساعد على تحقيق الاستقرار العقلي. بالإضافة إلى ذلك، يشمل التكيف الاجتماعي، الذي يعني توافق الشخص مع أسرته وأصدقائه وزملاء العمل. القدرة على التكيف مع المحيط الاجتماعي تعزز من الصحة النفسية وتساهم في تحسين العلاقات الشخصية.
3. الإدراك الصحيح للواقع وتكامل الشخصية
يتعلق المعيار الثالث بتفاعل الشخص الجيد مع محيطه الداخلي والخارجي. يجب أن يفهم الفرد دوافعه وقدراته، بالإضافة إلى فهم التغيرات في البيئة المحيطة به والتكيف معها. تكامل الشخصية يشير إلى انسجام الوحدات الصغيرة ضمن وحدة أكبر، مما يعني أن الشخصية المتكاملة تكون متناسقة ومتوازنة. من المهم أن تكون سمات الشخصية متوافقة ولا توجد صراعات نفسية، حيث أن الشخصية المضطربة تظهر من خلال تفكك هذه الوحدات.













