نقص الغدة الدرقية أثناء الحمل

نقص الغدة الدرقية أثناء الحمل
جو 24 :

يُعتبر نقص الغدة الدرقية أو خمول الغدة الدرقية أو قصور الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) من أكثر الاضطرابات شيوعًا التي تصيب الغدة الدرقية. في هذه الحالة، تعجز الغدة عن إنتاج كميات كافية من الهرمونات الضرورية. الغدة الدرقية، التي تشبه الفراشة في شكلها، تُعتبر جزءًا حيويًا من جهاز الغدد الصماء وتقع أسفل تفاحة آدم. يتم تنظيم عمل الغدة الدرقية بواسطة الهرمون المنبه للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid-stimulating hormone)، والذي يُفرز من الغدة النخامية الموجودة في الدماغ. تنتج الغدة الدرقية هرمونين رئيسيين هما: الثايروكسين (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3)، وهذان الهرمونان يلعبان دورًا أساسيًا في عملية الأيض، وهي العملية التي تحول الطعام إلى طاقة.

لفهم أهمية علاج نقص الغدة الدرقية أثناء الحمل، يجب أن نوضح أن الجنين يعتمد في الأسابيع الأولى من الحمل (18-20 أسبوعًا) على الأم للحصول على هرمونات الغدة الدرقية. بعد ذلك، يبدأ جسم الجنين في تصنيع هرموناته الخاصة، لكنه يعتمد على الأم في امتصاص اليود اللازم لتصنيع هذه الهرمونات. اليود هو عنصر أساسي في تصنيع هرمونات الغدة الدرقية. من المهم أيضًا أن نلاحظ أن بعض النساء قد يتطور لديهن نقص الغدة الدرقية أثناء الحمل، بينما قد تكون أخريات مصابات بالفعل بهذا النقص قبل الحمل. لذلك، من الضروري السيطرة على مستويات الهرمونات قبل الحمل ومراجعة الطبيب عند التأكد من حدوث الحمل لتعديل الجرعة الدوائية حسب الحاجة.

أعراض نقص الغدة الدرقية للحامل

قد لا تظهر على بعض النساء المصابات بنقص الغدة الدرقية البسيط أو المبكر أي أعراض واضحة. ومع ذلك، هناك العديد من الأعراض التي قد تعاني منها النساء الحوامل في حالة وجود نقص في الغدة الدرقية، ولكن من الصعب ربط هذه الأعراض بشكل قاطع بهذا الاضطراب نظرًا لتشابهها مع أعراض الحمل الطبيعية. لذلك، يُنصح بإجراء فحص دم لتحديد ما إذا كانت الأعراض مرتبطة بنقص الغدة الدرقية. من بين الأعراض التي قد تظهر: هشاشة الأظافر، تضخم الغدة الدرقية (Goiter)، وتساقط الشعر. كما تشمل الأعراض الأخرى التي قد تتشابه مع أعراض الحمل: زيادة الوزن، احتباس السوائل في الجسم، الإمساك، جفاف الجلد والشعر، التعب العام، الشعور بالبرد، واضطراب دورة الحيض.

أسباب نقص الغدة الدرقية للحامل

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى نقص هرمونات الغدة الدرقية لدى النساء الحوامل. من بين الأسباب الرئيسية نجد:

  • التهاب الدرقية المناعي الذاتي: يُعتبر داء هاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto's Disease) السبب الأكثر شيوعًا لنقص الدرقية في حال كان مستوى اليود الذي يتم الحصول عليه من الغذاء كافيًا. يُمكن تعريف داء هاشيموتو على أنّه مرض مناعي ذاتي (بالإنجليزية: Autoimmune Disease) يُهاجم فيه الجهاز المناعي في الجسم أنسجة الغدة الدرقية السليمة عن طريق الخطأ. في الواقع، إنّ السبب الدقيق الكامن وراء الإصابة بداء هاشيموتو غير معروف، إلّا أنّ العديد من العوامل قد تلعب دورًا في ذلك؛ حيث يُعتَقد أنّ الجينات أحد هذه العوامل؛ نظرًا لأنّ المصابين بداء هاشيموتو غالبًا ما ينتمون لعائلات فيها أفراد آخرون يُعانون من أمراض الدرقية أو أمراض مناعية ذاتية أخرى. وهذا يُفسّر إمكانية أن يكون للجينات دور في التسبّب بداء هاشيموتو.
  • نقص اليود: يُعدّ عنصر اليود الركيزة الأساسية التي يحتاجها الجسم لمُساعدة الغدة الدرقية على تصنيع هرموناتها. نقص اليود يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية، مما يؤثر سلبًا على صحة الأم والجنين. لذلك، من المهم أن تتناول النساء الحوامل كمية كافية من اليود خلال فترة الحمل.

من المهم أن يتم إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد مستويات الهرمونات لدى النساء الحوامل، خاصةً إذا كانت لديهنّ أي من الأعراض المذكورة أعلاه. في حالة التأكد من وجود نقص في الغدة الدرقية، يجب على الأطباء تعديل الجرعات الدوائية وفقًا لاحتياجات المرأة الحامل واحتياجات الجنين.

الأسئلة الشائعة

ما هو نقص الغدة الدرقية أثناء الحمل؟
نقص الغدة الدرقية أثناء الحمل هو حالة تحدث عندما لا تنتج الغدة الدرقية كمية كافية من الهرمونات اللازمة لدعم الحمل.
ما هي أعراض نقص الغدة الدرقية أثناء الحمل؟
من الأعراض الشائعة التعب، زيادة الوزن، الشعور بالبرودة، وتقلبات المزاج.
كيف يؤثر نقص الغدة الدرقية على الحمل؟
يمكن أن يؤدي نقص الغدة الدرقية إلى مشاكل في نمو الجنين، زيادة خطر الإجهاض، ومضاعفات أثناء الولادة.
كيف يُعالج نقص الغدة الدرقية أثناء الحمل؟
عادةً ما يتم العلاج من خلال تناول هرمونات الغدة الدرقية الموصوفة من قبل الطبيب.
تابعو الأردن 24 على google news