المسؤول السلبي.. معضلة للوطن



لنبدأ بالتفاؤل وهو الحالة الروحية المكتسبة بالنفس، فتجعل الفرد قادراً على مواجهة ظروف الحياة وصقل سلوكياته على الخير والأداء الطيب، وتحدي الصعاب وتجاوز السلبية، ومع أن الناس متفاوتون في ملكاتهم وهذه الفطرة الالهية والله سبحانه وتعالى "يزيد في الخلق ما يشاء"، الا أن كل الناس قادرون على أن يكونوا متفائلين فيما وجدت البيئة لبناء وصناعة التفاؤل وذلك بالايمان الصادق والاعتماد على قوة النفس وفطرتها.

ولكن اليوم نرى السلبية والضعف والخوف على المصالح الشخصية ذات أهمية أكبر بكثير من تلك على المصلحة العامة، لأسباب قد تكون مهنية، لعدم وجود مهارات قيادية أو بسبب فساد إداري ومالي...أو لنشر فتنة واثارة الرأي العام، اما لهدف مسموم بغيض، واما لتغيير انتباه الرأي العام عن مسألة معينة.

اليوم ونحن نرى عبر وسائل الاعلام المختلفة لقاءات وحوارات وتصريحات، سياسية واقتصادية وادارية، فردية وجماعية، منها ما يحسه المواطن انها صادقة وصحيحة ومنها ما هو بعكس ذلك، ثرثرة لا تنشر الا السلبية وتخويف الناس من أن كل شيء معضلة وكل شيء سيء، والكل يشير الى وجود الفساد بانواعه في كل مفاصل الدولة ولكن لا أحد يحارب ويتصدى ولا حتى البحث أو طرح حلول ومسائلات؟.

ان المسؤول العام عندما يتحدث اما أن يرفع من معنويات الناس أو أن ينشر السلبية والاحباط، وهذا الذي يفقد الناس شعورهم بالامان والثقة بالمستقبل، ان هذا هو الذي يعد بالخسارة الوطنية، وهي فقد الثقة وضياعها بين المواطن والمسؤول، المسؤول الذي يمثل مصدر توليد الطاقة القاتلة للناس والوطن وهؤلاء هم الذين يجسدون ما يسمى بالصمت التنظيمي للمؤسسات الوطنية.

فنجد اليوم ونسمع أن قطاع المياه مشكلة ومعضله وقطاع النقل غير مستقر وهلم جرا، والأهم حالة التشكيك باعلام الدولة الذي لم يعد أحداً يسمع له بل اصبح الناس يتتبعون الاخبار من مصادر خارجية، وهناك الكثير من القطاعات التي تشكي وتأن هنا وهناك.

اذاً أين الدولة من كل هذا، أين المسؤول الايجابي الذي يدرس المشاكل لتفاديها ومعالجة جوانبها، لسنا بحاجة لمسؤول يعرض ويتنبأ الحالات السلبية واللغوصة فيها وخلق الأزمات ونشرها.

الحكيم الحريص النقي بانسانيته ووطنيته لا يفتعل مشكلة وينفخ فيها مع انه متمكناً من منع نشوئها أصلا، ان الكلمة الطيّبة لا تزول والعمل الطيب أيضاً، وكذلك الكلمة السيئة والعمل السيئ، أيها المسؤول تذكر دائماً بأن التاريخ يسجل.