الاعلام المسيطر أم المسيطر عليه
د. خلف ياسين الزيود
جو 24 :
ان الاعلام احياناً يكون عدواً لذاته ويتبين نقاط الضعف للإعلام من نفسه خصوصاً مع توسع مساحة الحرية والديمقراطية، فالإعلام يلعب أدوار مهمة في صناعة الخطر والسلم والحرب والتفاؤل وزرع الثقة وتخريب الثقة وتكبير الخطأ أو تصغيره، وما يحدث اليوم من اغتيال الشخصيات وما يرافقه من وسائل الابتزاز، والاهم من ذلك انه مع تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا أصبح الكل يمارس دور الاعلامي، اذاً أين الاعلام الحقيقي من كل هذا وأين الهيكل التنظيمي من ممارسة تنظيم هذه المهنة المهمة والتي تعد من أهم سلطات الحكم في أي بلد.
ان السيطرة على الناس وما يسمى بقيادة القطيع من قبل السلطة الحاكمة ما كان لها ان تنجح لولا بعض من الاعلام ودوره والذي حول دور الكثير من الناس الى مشاهدة لا مشاركة، وهذا لا يخدم الأجيال ولا الأوطان، وبهذا فان السلطة التي تتحكم بزمام الأمور ستصل حتماً الى انها غير قادرة على قيادة وإدارة الرأي العام بعد هذا السلوك الذي تعود عليه الناس من عدم تصديق وفقدان الثقة بالتفاعل مع قضاياه ووطنه مما يؤدي الى الضعف والوهن الاجتماعي ونمو سلبية الانتماء.
ان الاعلام المسيطر تستطيع السلطة الحاكمة تشغيله في كل الأوقات التي تريد وتستغل ثقة الناس به ومن خلاله وعلى العكس من ان تسيطر عليه خصوصاً عندما تفقد السلطة ثقة الناس، وهنا الأمثلة كثيرة وكيف أن دولاً كأمريكا استطاعت أن تدير الصراعات الإعلامية خارجياً وبدلت واسقطت أنظمة حاكمة وسيرت الاعلام الاممي كما تشاء وفي كثير من الأماكن والازمان، وللأسف لم يكن لأي اعلام وطني محلي أي دور في التحكم بالاتجاه العام وحماية أوطانها من الدمار والخراب، خصوصاً في تلك الدول التي تكون فيها الشعوب ذات فكر سياسي لا تلك الشعوب التي تسعى الى تنمية الذات والرفاهية.
ان من أهم وسائل الديمقراطية وأذرعها تنافسية الاعلام ومؤسساتها والتي تحسن من جودة الاعلام وثقة ثقافة الناس وترسخ المصداقية لها ولدولتها والتخلص من اعلام الفزعة واعلام اللحظة ونتخلص من فوضى الاعلام واعلام الفوضى.
نحن بحاجة الى إعادة هيكلة المنظومة الإعلامية بكاملها ليصبح الاعلام هادف يساهم بحل الازمات ويقرب وجهات النظر ويكون اعلام للضبط والتحكم السياسي والاجتماعي كإعلام وطن لا سلطة.