الإدارة أمام التميز وحاضر التكنولوجيا
د. خلف ياسين الزيود
جو 24 :
تشكل القيادة محوراً هاماً ترتكز عليه كل النشاطات في المؤسسات بفعل الاشخاص العاملين فيها، ولكننا نرى اليوم أن معظم المؤسسات تكبر ويزداد فيها العمل ويتفرع بأكثر من اتجاه، من هنا يصبح التغيير والتغير حاجة ملحة لإحداث التطوير الملائم بالشكل الذي يضمن الاستمرارية بالعطاء والتميز بأداء الدور المناط بهذه المؤسسات، وهذا لا يمكن الا من خلال قيادة ادارية منفتحة تكنوقراطية تستوعب كل المتغيرات اولاً بأول من خلال مهارات وسلوك قيادية تستفيد من كل الطاقات لديها، تحركها وترعاها وتستثمرها للوصول الى مستوى متقدم من الإنجاز الوطني المنشود الذي يرضي الضمير الوطني وطموح ابناء الوطن والتميز هو أكبر شيء امام الانسان يضعه بتحدي أمام الطموح، ويراه السبيل لتحقيق المستقبل المشرف والتفوق على الاخرين وإبراز قدراته وطاقاته الكامنة وإمكانياته، وذلك تحت مبدأ أن الفطرة الانسانية مبنية على حب الظهور والتباهي والتميز عن الاخر.
وهنا تكمن الصعوبة للإنسان كيف يمكن أن يصبح متميزاً وفي أي المجالات يمكن تحقيق ذلك التميز، وهناك فرق بين التميز والقيام بالواجبات في مجال العمل، وعلى الرغم من تنوع التميز ضمن العمل الوظيفي، يمكن أن يصبح الموظف متميزاً بالتزامه بالحضور وعدم التأخير، والقيام بالمهام المطلوبة منه، لكنه غير متميز بالإنجاز وطرح المبادرات والاستمرار بالسلوك الوظيفي المهني الاداري المتميز الذي يرفع من سوية المؤسسة وبالتالي الوطن.
من الجانب المؤسسي فانه يجب خلق بيئة عمل صحية وجذابة من شأنها توفير المساحة الكافية والظروف المريحة للتميز وتسخير كل الكفاءات للنهوض بالمؤسسة لتحقيق أهدافها ورسالتها.
وهذا يعني أن تسعى اليه الادارات ليعمل الجميع كفريق واحد ومن خلاله سيبرز كل متميز، والانتباه الى أنه في الواقع الكل يعمل لكن ليس الكل متميز، والعمل الجماعي هو الاشتراك بالأفكار التي تحقق أفضل النتائج ومن خلالها يكسب الجميع الخبرات من بعضهم البعض ويتم رفع الروح المعنوية للعاملين، وترسيخ مبدأ المنافسة البنّاءة بينهم، وسينتج عن ذلك تحسين مستوى الأفراد الأقل كفاءة وابتكارا، وتولد أفكار جديدة بزيادة تجارب العمل الجمعي، وسيتم القضاء على الروتين والملل، وسيتحسن مستوى وجودة العمل، وسيتم التعرف على مدى قوة وكفاءة قائد الفريق، ومدى تأثيره على الأفراد والجماعة وكيفية استجابتهم وتفاعلهم وهذا أهم نوع من التميز في العمل.
وحتى نصل الى التميز فان للتميز اسراراً منها:
الاخلاص والامانة بالعمل وهذا اصلاً نابع من ديننا الحنيف، الصدق والمصداقية في العمل وان يتبع الانسان القدوة بالناجحين بعملهم ويتعلم منهم، اتبع فطرتك بالإبداع لان في داخل كل شخص منا قدرات وطاقات لا حصر لها على التميز والإبداع تكشف عبر التدريب والتعليم، والاهم اليوم هو متابعة التطور التكنولوجي واستخدام وسائل الإدارة والقيادة الحديثة والعمل على تدريب كل الكوادر على استيعاب الحياة الرقمية بكل ابعادها والبدء بتوطين الثورة الصناعية الرابعة وعصر الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتكنولوجيات الحيوية والمواد المتقدمة كتقنيات هامة لمستقبل الصناعة التحويلية.
واخيراً استمر بالتعلم ما دمت حياً، فأهم ما تملكه كانسان هو العقل وما تضعه فيه، لذا استثمر فيه بدون انقطاع بالتعليم والتعلم والاستفادة من الاخر ومن السماحية الهائلة للتعلم التكنولوجي.