العمل النقابي... والقائمة الرمادية

 

العمل النقابي المتخصص يتنافس فيه الزملاء من نفس المهنة على مركز النقيب والأعضاء وامامهم ادعاء عمومي بأنهم خير من يمثل النقابة، ولديهم برامج كقائمة نقابية أفضل من القائمة الأخرى، وهنا فان نقابة المهندسين الأردنيين الكبرى بأعداد منتسبيها لا يوجد تنافس بانتخاباتها الا ضمن قائمتين وهما القائمة البيضاء ولقائمة والخضراء وعلى أساس حزبي سياسي وطني مهني.

ونحن المهندسين اليوم وقبيل الانتخابات لنقابة المهندسين نطرح التساؤل المهم، هل هاتين القائمتين هما على مستوى الطموح والتحديات المهنية وعلى اهم أولوياتها تحدي بطالة المهندسين التي وصلت الى مستوى غير مقبول، وهي المشكلة التي تحتاج الى قدرات وامكانيات للتقليل منها على الأقل وفرض سياسة الاشتباك الوطني مع الحكومات للمساهمة بالحل والتخفيف منها.

وحيث أن كثير من الأعضاء لم يروا أي سياسة واضحة مؤثرة تتبني حلولاً عملية تركز على مشاكل المهندسين وبطالتهم، وعليه فانه يتوجب على المهندسين صناعة تيار جديد من المهندسين وقائمة نقابية جديدة تحت اسم ولون جديد مثلاً (القائمة الرمادية)، هذه القائمة تركز على ان العمل النقابي ركيزة أساسية في الديمقراطية وهي مرتبطة بقضايا المجتمع اقتصادياً واجتماعياً، وهي بؤرة لحراك نقابي يسعى لحل مشاكل المهندسين بمصداقية خارج إطارات المصالح الشخصية والفئوية والتكتلات الحزبية الضيقة، بديمقراطية ومشاركة في عمل نقابي ضمن ساحات نقابة المهندسين باستقلالية تامة ومساهمة فاعلة في كل عمليات الإصلاح الوطني. اليوم وفي ظل التسارع التكنولوجي والاقتصاد ات المتهالكة وما فعلته كورونا واثار الربيع العربي، لا بد لمجالس النقابات من تغيير الخطط والاستراتيجيات للوقوف على جوهر المهنة ومصالحها والعمل على ايجاد تكاملية مع النقابات الأخرى والمؤسسات ذات العلاقة والتقدم بديمقراطية النقابات باتجاه الحياة المجتمعية الوطنية في كل المستويات.

مهنة الهندسة رسالة وأمانة وضمير كان لها حضورها ووجودها، ولابد لمن يمثلها أن يحافظ على صورتها بكل ما فيها من اشراقة وما فيها من ألم التحديات الكبيرة لتحقيق مصالح واهداف أعضائها. أملنا كبير في زملائنا للتوجه بالعمل النقابي الجاد والتقدم واصلاح وضع النقابة.