دمشق الجميلة بأهلها
كلما زاد ضعف النظام في سورية كلما تفتلت عضلات نصر الله وحزبه، محدثاً في دمشق ذات الفوضى اللبنانية بتجاوز النظام من خلال العمل الحر الغير خاضع لأي قانون.
بين فكي (قلق البنتاغون ونار الكبتاجون) يعيش الاردن صراعاً "بتوجس" الشريك الأمريكي المعلن من التقارب مع دمشق، ومن الجهة الأخرى يسعى الأردن لمواجهة حرب المخدرات دون اللجوء لأجندات العم سام بالتوسع شمالاً على حساب وحدة الأراضي السورية، إذ أن أحد السيناريوهات المقروءة لدينا ( فوضى ومخدرات في الجنوب السوري، وخطرا يستدعي دخول قوات أردنية بذات الطريقة التي أوجدت السبب بدخول تركيا للشمال السوري).
القلق الأمريكي لا يجب أن يقلقنا، فقد ذكر "نعوم تشومسكي" في كتابه -أشياء لن تسمع عنها- بأن أحدا من العالم ما كان ليجرؤ على فك الحصار الفيتنامي، وعندما تقدمت شركات يابانية وأوروبية بفك هذا الحصار، بدأت فيتنام تستعيد عافيتها وظهر نظام تستطيع من خلاله الولايات المتحدة تبادل السفراء والمصالح، والأمر ذاته حصل مع كوبا.
الحفاظ على وحدة أراضي سورية هو العنوان الرئيس لمبادرة المملكة العربية السعودية التي بدأت دورها الإقليمي بأجندات واضحة وفوق الطاولة بحيث تقرأها الشعوب العربية قبل النخب الحاكمة، تبعها إجتماع عمان بذات الأجندة (فرض النظام وعودة اللاجئين وربما تشكيل حكومة تمثل جميع الفرقاء)، وبالرغم من أنه هدف غير معلن على أجندة الأشقاء في السعودية ولكنه مطلب عربي يجب أن يحترمه النظام السوري.
يشكل الإتفاق السعودي الإيراني نقطة تحول تاريخي، لا تعني انتهاء المنافسة والخصومة وإنما التوافق على تغيير قواعد المواجهة بمنافسة سياسية عنوانها الحوار، فالكلمة بالكلمة، بدلاً من المواجهة بالرصاص، وهو ما حملنا وحمل الكثيرين على وصف الإتفاق بالزلزال السياسي العملاق.
بالتقاطه صورا لدمشق من جواله الخاص، لا يقف نايف السديري لينظم الشعر على أطلال حرب البسوس، ولكنه رأى مستقبل (دمشق الجميلة بأهلها)، هو يؤكد أن المستقبل سيبقى أهم بعد زمني بالسياسة السعودية، حيث شاهد الأشقاء أنفسهم من واقع عشرين ثلاثين, ومن هناك رسموا سياسات الحاضر .